16 صحفيا أمام القضاء.. حين تكون كلمة الحق حراما!

- ‎فيتقارير

كتب: كريم حسن

 "أن تكون صحفيا ليست جريمة".. شعار صكته قناة الجزيرة حين تم اعتقال عدد من صحفييها، والزج بهم في قضايا لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. ولا يعرف على وجه الدقة إن كان من أطلق هذا الشعار يعرف أنه "أن تكون صحفيا في مِصْر فهي جريمة متكاملة الأركان، خاصة إذا كان الصحفي معارضًا لا تروق له الأوضاع الراهنة، أو يعتقد أن الانقلاب لا حياة له في وطن ذاق الحرية، وعرف طعم الكرامة، وأدرك صحفيوه أن الكلمة لها قيمة حين تتوفر الحرية، وحين تنتصر الثورة ويحكم الثوار.

فبعد ساعات تحاكم الصحافة ممثلة في 16 من أصحاب القلم من جديد؛ حيث من المقرر أن يستمعوا إلى الحكم في النقض الذي تقدموا به ضد الأحكام الصادمة بالمؤبد، وبالإعدام على أحدهم، وهي الأحكام الأقسى التي صدرت في حق صحفيين في تاريخ مصر؛ حيث لم تشهد مصر معاقبة صحفيين بمثل هذه الأحكام مهما كان اتجاههم أو التهمة التي دخلوا السجن بسببها .

 

وجاءت الأحكام بالمؤبد والإعدام ضمن قضية ليس لها أب أو أم؛ أطلق عليها "غرفة عمليات رابعة"، إلا أن الواقع يشير إلى أن القضية ليست كذلك؛ بل هي محاكمة لآراء الصحفيين الستة عشرة، وعقابا لهم على عدم السير في قافلة الصحفيين الذين سبحوا بحمد قادة الانقلاب، ورفضوا أن يباركوا الدم الذي سال على أرض رابعة والنهضة والحرس الجمهوري ورمسيس وغيرها، أو أن يحملوا المباخر مهللي في الصحف وعبر قنوات التليفزيون بأن "قتل المتظاهرين عبادة"، وأن "القبة تحتها قتلى"، وأن "السيسي ومحمد إبراهيم أنبياء ولا يجوز عصيانهم "، كما ردد عدد كبير من الصحفيين دونهم.

 

بعد ساعات تعرف 16 أسرة مصرية ينتمي لها أبناء في ريعان الشباب ومن نجوم الإعلام ورموزه في مِصْر والعالم العربي مصير أبنائهم في بلد أصبحت كلمة الحق فيه حرامًا، وتحول الميكرفون من وسيلة للإعلام إلى أداة للكذب والنفاق والتدليس.

 

استعراض أسماء الصحفيين يكشف عن مجموعة من محترفي الصحافة الورقية والإلكترونية الذي كان يشار لهم بالبنان، بعضهم أعضاء في نقابة الصحفيين التي فضلت الصمت أمام الأحكام التي صدرت بحق أعضائها، وتغافلت عن مصادرة حرية الكلمة، ضاربة عرض الحائط بكافة الشعارات التي كانت ترفعها بأنها تحمي الصحفيين وتدافع عنهم، دون النظر إلى جنس أو دين أو اتجاه سياسي؛ فإذا بها ترفع شعار "لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم"، حين تعلق الأمر بصحفيين ينتمون إلى التيار الإسلامي، الذي يعتبر أحد المكونات الأساسية لجسد الصحافة في مِصْر، والذين يمثلون جانبًا لا يستهان به من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الرأي وقلعة الحريات وصاحبة سلم الدفاع عن المظلومين في بر مِصْر.

 

تجدر الإشارة إلى أن الصحفي الذي حصل على حكم بالإعدام في "مهرجان الأحكام" هو وليد شلبي، الصحفي بموقع "إخوان أون لاين"، وأحد الشخصيات التي يعرفها صحفيو مصر جيدا؛ حيث تولى مهمة السكرتير الإعلامي لمرشد جماعة الإخوان المسلمين لفترة، أتاحت له التعامل مع عدد كبير من زملائه الذين احتفظوا له بمودة لدماثة خلقه وتواضعه وعلاقته الجيدة بالصحفيين من مختلف الاتجاهات السياسية.

 

أما أحكام المؤبد فتم توزيعها بالتساوي بين 15 صحفيا، منهم مدير تحرير "اليوم السابع" هاني صلاح الدين، الذي شهد له المئات العاملين في تلك المؤسسة بالحرفية والنزاهة وحب الوطن، ويعتبر الأكثر معاناة بين زملائه المعتقلين بسبب معاناته العديد من الأمراض التي تهدد حياته، وتستوجب إجراء عدد من العمليات الجراحية العاجلة؛ إلا أن وزارة الداخلية ترفض السماح له بالحصول على أبسط حقوقه الآدمية، وهي الحق في الحياة، قبل أن يموت على أرضية السجن الصلبة متأثرا بأوجاعه التي لم تتوقف منذ تم القبض عليه.

 

ويأتي بعد ذلك الصحفي "الصعيدي" مجدي عبد اللطيف "غير مقبوض عليه"، الذي تولى إدارة القسم الثقافي بجريدة "آفاق عربية" التي كانت لسان الإسلاميين في مِصْر إلى أن تم الضغط على رئيس مجلس إدارتها، وقام بدوره بإغلاقها بالضبة والمفتاح، وتشريد عشرات الصحفيين الذين كانوا يعملون فيها، ثم مديرًا لتحرير موقع "إخوان أون لاين" .

 

أما إبراهيم الدراوي؛ فهو أحد الصحفيين البارزين في متابعة الشأن الفلسطيني، الذي كان مرجعًا لزملائه في هذا المجال، فيما يعتبر خالد حمزة أحد أنشط الصحفيين الذين يكتبون بالإنجليزية في مِصْر، وكان متميزًا في إدارة موقع "إخوان ويب" الناطق بالغة الإنجليزية.

 

وتضم القائمة مجموعة من الصحفيين الشبان الذين تمكنوا من تأسيس موقع رصد الإخباري، الذي أصبح ينافس أقوى المؤسسات الإخبارية بمِصْر، رغم إمكاناته البسيطة، لدرجة أن وصل عدد المشتركين في صفحة الموقع على الإنترنت إلى نحو 8 ملايين مشترك، وهو رقم تصعب منافسته من جانب الكثير من المؤسسات الإخبارية المحترفة التي تتوفر لها إمكانات مالية وبشرية كبيرة، ومن هؤلاء الصحفيين: عمرو فراج، سامحي مصطفى، عبد الله الفخراني.

 

ويعتبر أحمد سبيع أحد أكثر الوجوه المعروفة بين هذه المجموعة، وكان يتولى إدارة مكتب قناة "الأقصى" في مِصْر، وأسهم بالعمل في أكثر من جهة إعلامية في مِصْر والعالم العربي.

 

وينفرد حسن القباني بأنه الأكثر اهتماما بالشأن الحقوقي والعمل النقابي ، وله إسهامات واسعة في هذا المجال . 

 

وضمن المحكوم عليهم الصحفي بالمختار الإسلامي الدكتور جمال نصار ، وهو بالإضافة إلى مهنته فإنه حاصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية ، ويعتبر أحد تلاميذ الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر المستقبل . 

 

كما تضم القائمة إبراهيم الطاهر الصحفي بمؤسسة "أخباراليوم" ، والمتخصص في الشأن الاقتصادي ، ويتمتع بمهارة في مجاله ، ونشاط أهله للعمل في أكثر من وسيلة إعلامية في مصر وخارجها . 

 

وكان مسعد البربري "المدير التنفيذي لقناة مصر 25" وأحد مؤسسيها ، وشارك بجهد كبير في وضع أسس القناة ، وإدارة البرامج فيها منذ افتتاحها ، وحتى تم القبض عليه في لبنان حين كان يشرف على النسخة الجديدة من القناة ، والتي انطلقت بعد الانقلاب "أحرار مصر 25 " .

 

ولا يباري عبده مصطفى دسوقي "مدير موقع إخوان ويكي" ، في مجال التراث الإسلامي أحد ، حيث كان موسوعة في هذا المجال سواء بالكتابة في الصحف أو عن تأليف الكتب . 

ومن المحاكمين في القضية أيضا  محمد العادلي "قناة أمجاد الفضائية" ، وأحمد عبد الحافظ "منتج أفلام وثائقية" ، ويوسف طلعت" معد البرامج بقناة الشباب ، والذين تحرص أي دولة لديها أمثالهم على الاهتمام بهم وتكريمهم بدلا من الحبس والمحاكمة .. والمؤبد .

اقرأ أيضاً:

– أسرة الصحفي "هاني صلاح الدين" تطالب نقابة الصحفيين بالتدخل لإنقاذ حياته

– الصحفيين تطالب بعلاج الزميل هاني صلاح الدين.. وتحمل داخلية الانقلاب المسئولية

– طبيب السجن يؤكد تدهور صحة الصحفي هاني صلاح الدين

– عمرو فراج ساخرا: «أكيد البلتاجى وحجازى طلعوا من نفق السجن بالليل »

– "صحفيون من أجل الإصلاح" : تحويل خالد حمزة للقضاء العسكرى مذبحة جديدة للصحافة

–  5 حركات صحفية تُحمل سلطات الانقلاب مسئولية حياة الصحفي أحمد سبيع

– "صحفيون وإعلاميون ضد الانقلاب" تدينان اعتقال العسكر لأحمد سبيع

– قبول استئناف النيابة علي قرار إخلاء الصحفي أحمد سبيع

– إخلاء سبيل الصحفى أحمد سبيع

– زوجة الصحفي حسن القباني تحصل على حكم قضائي بزيارته

– "رايتس مونيتور" تتقدم بشكوى للأمم المتحدة ضد اعتقال الصحفي حسن القباني

– حبس الصحفي “حسن القباني” 15يومًا باتهامات مفبركة

– الكرامة: الصحفي حسن القباني يتعرض للتعذيب بالكهرباء

– "صحفيون من أجل الإصلاح " تدين اعتقال الصحفي حسن القباني

– سلطات الانقلاب تعتقل الصحفي حسن القباني بتهمة معارضة النظام

– النائب العام اللبناني يحقق قي واقعة تسليم "العشري" والبربري" لسلطات الانقلاب

– المصري للحقوق يندد بالترحيل القسري للعشري والبربري من لبنان

– مفرح: اعتقال العشري والبربري في لبنان "انتهاك" واضح للقانون الدولي

– قيادي بالتحالف: المخابرات وراء ترحيل "البربري" من بيروت

– أسرة "الفخراني" تدين استمرار اعتقال نجلها

– اليوم .. أولى جلسات محاكمة "سامحي والفخراني ونجل صلاح سلطان "

– بالفيديو.. أسرة "شلبي": لم نتوقع حكما عادلا من القضاء الفاسد

– بـ هزلية «غرفة رابعة».. ناجي شحاتة يحبس يوسف طلعت 3 سنوات

– "رايتس مونيتور" : يوسف طلعت تعرض للتعذيب الشديد بالمعتقل

– شقيق يوسف طلعت يشكو سوء معاملته بالمعتقل