بعدما أعلن الفريق سامى عنان رئيس أركان عسكر كامب ديفيد، ترشحه لهزلية الرئاسة 2018، بدأ البعض من نشطاء السبوبة ومدعى الثورية، والذين كان يهتفون يسقط يسقط حكم العسكر، بأنهم سيدعمون سامى عنان، لأنه له تصريحات إيجابية، ونسى هؤلاء أن عنان هو المسئول مع بقية أعضاء المجلس العسكرى عن كل المذابح التى تلت ثورة يناير، لكن الأدهى من ذلك كله، أن شباب الثورة يطالب عنان بتحقيق أهداف ثورة يناير.
وكان من تصريحات عنان التى وجهها لقائد الانقلاب: الحكومة فشلت فشلاً ذريعًا في إدارة ملف سد النهضة، فشل يصل إلى حد الخطيئة، بدأ منذ أن وقعت مصر على إعلان الخرطوم الثلاثي في مارس عام 2015، مؤتمر حسن النوايا.. ورفع الأيدي”.
وأضاف عنان أن “العلاقات الدولية لا تدار بحسن النوايا ولكن بالمصالح، ويجب محاسبة كل مَن أوصلنا إلى هذا الوضع الكارثي المهين، وقيام مؤسسات الدولة وأجهزتها بدراسة كافة الحلول المتاحة لإصلاح هذا الموقف السيئ للحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ويجب إعلام الشعب بكافة الأمور والمستجدات بشفافية كاملة، وعلى الدولة أن تعلن أن كل الخيارات متاحة للدفاع عن الأمن القومي لمصر وحقوقها التاريخية في مياه النيل.
والمهم أن إعلام مسيلمة الكذاب، رفع شعار أن سامى عنان هو مرشح الإخوان ،على الرغم من أن الرئيس مرسى هو من أقال عنان وطنطاوى!!
وبالمقابل تم اليوم إظهار تسريبات لويكيلكس من إميلات “هيلارى كلنتون” تكشف أن قائد الانقلاب هو السبب فى الإطاحة بسامى عنان، السؤال هنا لماذا ظهر هذا التسريب الآن تحديدًا؟ والإجابة بسيطة أن عنان ضحية لقائد الانقلاب وأنه المنقذ وأنه بمثابة الحمل الوديع،الذى كان ضحية مؤامرة لقائد الانقلاب!!
لكن يا ترى من ذا الذى سينخدع بهذه التسريبات، ونحن نعرف أنهم كلهم خونة وقتلة ودمروا البلاد على مدار سبعة عقود كاملة، وبعد ذلك تفكر فى دعم عسكرى ضد عسكرى آخر زعم أنه هو الأقدر على المنافسة أوما شابه، ولا تنسى أن مجرد المشاركة فى هذه الهزلية يعنى أنك تشارك فى منح شرعية لانقلاب دموى قتل وسفك الدماء وهتك الأعراض ودمر اقتصاد البلاد، ثم لماذا قدمنا تضحيات ضخمة من دماء شبابنا وأعمارهم.
وحتى على فرض جاء عنان فإن ذلك يعنى احتمالين لا ثالث لهما: إما أنه صراع بين العسكر للحصول على أكبر قدر من كعكة الوطن.
أو أن القوى الدولية والإقليمية أدركت أن تفاقم الأوضاع قد يؤدى إلى الانفجار، فتأتى بأحد العسكر فى إطار التداول العسكرى للسلطة لتخدير الشعب!!
وقامت مديريات الأمن وفروع الرقابة الإدارية في المحافظات، على مدار اليومين الماضيين، نواب برلمان عبدالعال، والعُمد وشيوخ القبائل، وتم توجيه تعليمات صارمة لهم بعدم التعاون مع أي ضباط استخبارات أو من جهات أمنية أخرى أو قيادات حزبية تزعم حصولها على ضوء أخضر لجمع التوكيلات الشعبية الضامنة لترشح الفريق سامي عنان، لرئاسة الجمهورية!!
كما أن أجهزة النظام وجّهت بضرورة استمرار النواب والعمد وشيوخ العائلات والقبائل في حشد المواطنين بكثافة إلى مكاتب الشهر العقاري في مختلف المراكز والضواحي، للاستمرار في عمل التوكيلات الشعبية الجماعية المؤيدة لترشح قائد الانقلاب، لإبقاء المكاتب مزدحمة بالمواطنين، وقطع الطريق أمام مؤيدي سامي عنان لعمل التوكيلات له بالكثافة المطلوبة.
وأن المعلم عباس ترامادول، وجه بضرورة جمع نصف مليون توكيل لإرسال رسالة واضحة للخارج بأن شعبية قائد الانقلاب ليست متراجعة كما تزعم بعض وسائل الإعلام، وأن المعارضة النظام الانقلابى، خارج مصر وفي مواقع التواصل الاجتماعي ليست معبّرة عن الشارع المصري!!
كما واصلت وسائل الإعلام الموالية للسلطة الانقلابية، هجومها على سامى عنان، والربط بينه وبين جماعة الإخوان واتهامات بالفساد التي أطلقها قائد الانقلاب خلال مؤتمر للإعلان عن ترشحه لفترة ثانية يوم الجمعة الماضي.
وقد وصل الأمر بإعلام الانقلاب،بكيد النسا والردح،فقد قال الانقلابى عبدالحليم قنديل: أنه يتوقع انسحاب سامي عنان من سباق الانتخابات الرئاسية، لأن عنان لا يستطيع المواجهة،
وليس لديه المؤهلات التي تمكنه من الاستمرار، والذى خلاني أتوقع أن سامي عنان هينسحب لأنه راجل خرع، وهو عارف أن قائد الانقلاب هو اللي هيفوز في النهاية.
وفى النهاية، وحتى فى ظل هذه المكايدات ،التى يقودها المعلم عباس والشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، والأجهزة الأمنية، يبقى عنان تحت السيطرة، وعلى فرض أن مسرحية الانتخابات تمت وجاءت بسامى عنان، كما يتوهم الحالمون، يكون تحقق مايريده العسكر، وهو التداول العسكرى للسلطة، وبقاء العسكر فى سدة الحكم!!
ترى هل يستطيع سامى عنان إذا نجح إبطال صفقة تيران وصنافير أو استراجاع غاز مصر المنهوب، أو الامتناع عن التوقيع على صفقة القرن، أو عودة الهدوء لسيناء ورد اعتبار أهلها والإفراج عن المعتقلين؟
فعلام إذا المشاغبة والمزايدة، وعنان لا يختلف كثيرًا عن الانقلابى خالد على أو حتى سما المصرى، اللهم إلا أن عنان مرشح العسكر، تم الزج به نتيجة لصراعات خفية بين أجنحة متصارعة، داخل المجلس العسكري وخارجه، هى التى سمحت له، ومنحته ضوءً أخضر للمرور، ومع ذلك يبقى “محلل” العملية الانتخابية مثله خالد على وحمدين وكل محلل وكومبارس يسعى لمنح الانقلاب العسكرى شرعية زائفة!