كشفت مصادر مطلعة أن حالة من الارتباك سادت نظام الانقلاب، بعد الانفراد الذي كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بمشاركة جيش الاحتلال الصهيوني في عمليات بجوار جيش عبد الفتاح السيسي في سيناء، وهو ما يكشف مخطط التهجير الذي يتم بمعرفة الكيان الصهيوني لاهالي سيناء، والدعم الذي تقدمه إسرائيل لنظام السيسي.
وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ “الحرية والعدالة” اليوم الثلاثاء، أن بيان المتحدث باسم الجيش العقيد تامر الرفاعي، هو أكبردليل على هذا الارتباك، خاصة مع المعلومات التي تشير لطبيعة العلاقة الحميمية بين نظام السيسي زالكيان الصهيوني.
وبمجرد صور بيان المتحدث العسكري، أعلن نواب برلمان العسكري، دعمهم للبيان، ونفى كافة المعلومات الواردة فى تقرير صحيفة الـ”نيويورك تايمز” الأمريكية.
وقال البرلمان، “إن الجيش المصرى خط أحمر ولتسقط هذه الصحيفة الكاذبة، مشيرا إلى انه مع تأكيد العقيد تامر الرفاعى أن القوات المسلحة المصرية، هى المنوط بها القيام بكافة العمليات العسكرية، ضمن قوات إنفاذ القانون، وبالتعاون مع الشرطة المدنية، وذلك وفق ما ينص عليه الدستور والقانون، وفى المناطق المحددة لذلك، إضافة إلى مطالبته لوسائل الإعلام العالمية بالتواصل مع المؤسسات الرسمية فى الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة، وذلك لما تقتضيه الضوابط الإعلامية فى ذلك الإطار”.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز السبت بوجود تعاون عسكري سري بين مصر وإسرائيل، تشن بموجبه الأخيرة غارات ضد مسلحين في شمال سيناء.
وذكرت الصحيفة أن طائرات من دون طيار ومروحيات ومقاتلات إسرائيلية نفذت خلال مدة تزيد عن عامين أكثر من 100 ضربة جوية داخل الأراضي المصرية بموافقة من عبد الفتاح السيسي.
ولم تكن هذه المرة الاولى التي يتم اكتشاف مشاركة الكيان الصهيوني في عمليات داخل اراضي سيناء، حيث كضت صحف اسرائيلية هذه المعلومة مرار وتكرارا.
وقالت الصحيفة إن التعاون يكشف عن مرحلة جديدة في العلاقة بين البلدين اللذين يواجهان عدوا مشتركا، مشيرة إلى أن التدخل الإسرائيلي يساعد القاهرة على استعادة تقدمها في الحرب المستمرة لخمسة أعوام على المسلحين في سيناء، بينما عززت الغارات بالنسبة لإسرائيل أمن حدودها واستقرار جارتها.
البلدان يخفيان الدور التي تلعبه إسرائيل في سيناء خشية ردود فعل رافضة داخل مصر، وفق نيويورك تايمز التي أوضحت أن الحملة الإسرائيلية أمر معروف في أوساط الحكومة الأمريكية.
ونقلت عن السناتور بنجامين كاردين من ميريلاند العضو في لجنة العلاقات الخارجية قوله إن “إسرائيل لا تتصرف من باب الإحسان لجارتها بل لأنها لا تريد من الأمور السيئة التي تحصل في سيناء المصرية أن تعبر حدودها”، مضيفا أن جهود مصر لإخفاء الدور الإسرائيلي عن مواطنيها “ليس بظاهرة جديدة”.
ماذا يخشى السيسي؟
ولعل المعلومات الواردة عن تعاون عسكري بين مصر والكيان الصهيوني في سيناء، كشفت تخوف سلطات الانقلاب من وجود تمرد داخل الجيش، بالتزامن مع تحركات سامي عنان رئيس الأركان الأسبق، واعتقاله بعد إعلانه الترشح للرئاسة.
وكشفت تصريحات السيسي الأخيرة، عن مخاوفه من هذه التحركات، لدرجة تهديده لكل من يخالفه بأنه “مش بتاع سياسة”، لدرجة أنه قال : «اللى حصل فى مصر قبل سع سنوات لن يتكرر، وحياتى وحياة الجيش ثمن المساس بأمن مصر، أنا مش سياسى، واللى عايز يخرب مصر لازم يخلص منى الأول. سأطلب من المصريين تفويضا لمواجهة الأشرار إذا لزم الأمر، والاستقرار سبب النجاح، ومحدش يأخذكم فى سكة ويضيع بلدكم. ناس كتير بتقف قدام الميكروفون وهم لا يعرفون معنى دولة، وربنا وحده الذى يعلم كيف رجعت البلد تانى. حاولوا تدمير علاقتنا مع إيطاليا، حتى لا يتم اكتشاف حقل ظهر، ولولا ترسيم الحدود مع قبرص ما انجزنا الحقل».
وعلق رئيس تحرير جريدة “الشروق” عماد الدين حسين إن السيسي فى هذا اليوم كان صارما وغاضبا ومحتدا، ولم يحاول أن يزوّق كلماته أو يصيغها بصورة ملتبسة. وهذا السلوك استمرار لما فعله ليلة إعلان ترشحه من فندق الماسة مساء الجمعة قبل الماضية، حينما قال بوضوح إن «الحرامى اللص لن أسمح له بالاقتراب من كرسى الرئاسة».
وقال حسين خلال مقاله اليوم الثلاثاء، إنه الطرف الرئيسي الذي يخشاه السيسي هو الفريق الذى دعم ووقف وراء ترشح سامى عنان لرئاسة الجمهورية قبل أن يتم إبعاده.
وأضاف أن الطرف الثانى الذى يبدو أن السيسي وجه إليه التحذير هو التحركات الداخلية التى جرت فى الأيام الأخيرة، وأبرزها دعوة محمد أنور السادات بتنظيم مسيرة سلمية إلى مقر الرئاسة، ثم دعوة «الحركة المدنية الديمقراطية» إلى مقاطعة الانتخابات، وربما بعض البيانات التى صدرت عن نواب «٢٥ ــ ٣٠»، وفيها جرى تصوير الأوضاع بصورة قاتمة تماما.