إلى المخدوعين بـ30 يونيو!!

- ‎فيمقالات

“عماد جاد” عضو برلمان العسكر، الذى سعى إلى إقناع الكنيسة لحشد النصارى للخروج يوم 30 يوينو، اعترف أن دولة الكيان الصهيونى لعبت دورا مهما في دعم ٣٠ يونيو، ويتعجب من وقوف البعض أمام لقاء قائد الانقلاب مع رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو، ومن الذين اعتبروا اللقاء فى حد ذاته مصيبة وتطبيعاً ولقاء مع العدو، وقد تجاهل هؤلاء أننا وقّعنا معاهدة سلام مع الدولة العبرية عام 1979، وأن إسرائيل انسحبت من كل الأراضى المصرية، التى كانت تحتلها حتى الكيلومتر الأخير، وأن مشكلتنا مع إسرائيل كانت ولا تزال، هى القضية الفلسطينية، ولكن علينا فى الوقت نفسه أن نضع المصلحة الوطنية المصرية فى المقدمة ونتحلى بالموضوعية، ونعترف بأن إسرائيل لعبت دوراً مهماً فى دعم ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، ومارست الوفود التى أرسلها “بنيامين نتنياهو” ضغوطاً كبيرة على أعضاء فى الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث فى مصر.

هكذا تدير الدول علاقاتها وتنسج شبكة من الروابط والعلاقات التى تخدم مصالحها ورؤاها؛ فعلاقات الدول تبنى على أسس مصلحية واقعية بعيداً عن الشعارات البراقة وسياسة دغدغة مشاعر الجماهير.

ومن المعروف أن العلاقة مع الصهاينة، قد توثقت بعد تولى قائد الانقلاب حكم مصر، بعد انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب “محمد مرسي”، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، واتخذت العلاقة شكل التحالف بين البلدين؛ بل وصل الأمر إلى أن قائد الانقلاب وافق على أن يقوم الطيران الصهيونى بقصف عدة مواقع فى سيناء بزعم محاربة البؤر الإرهابية، وأن عدد طلعات الطيران الصهيونى زادت على مائة طلعة، كما كشفت عن ذلك صحيفة النيويورك تايمز ذلك قبل أسابيع، الأمر الذي جعل صحفا عبرية تصف قائد الانقلاب بأنه كنز استراتيجي بالنسبة لـ(للدولة العبرية).

وأكد الصليبى المتصهين عماد جاد أن اعترافه هذا جاء من أجل وضع المصلحة الوطنية المصرية في المقدمة، ومن أجل التحلي بما وصفه بالموضوعية.

وفي إطار محاولته للدفاع عن اللقاء الذي جمع قائد الانقلاب برئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، حيث يعد اللقاء العلني الأول بعد عدّة لقاءات سرية سابقة.

وما اعترف به الصليبى المتصهين عماد جاد أكده توفيق عكاشة، رائد الإعلام العكاشى فى مصر، حينما قال: إن إسرائيل كانت سببا في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بـ30 يونيو وأنها كانت “ثورة” وليس انقلابا عسكريا، وكانت سببا أيضا في لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ”السيسي” على هامش اجتماع الأمم المتحدة عام 2014
وقال عكاشة، في تصريحات إعلامية على قناته الفضائية الفراعين: لما تم استدعائي عشان نشوف هنعمل إيه في الحملة التي يتعرض لها قائد الانقلاب في أمريكا، ورفض أمريكا الاعتراف بثورة 30 يونيو، قلتلهم الباب هو إسرائيل.

وقلت للمسئولين ابعتوا إسرائيل اتكلموا معاها، وخلوا إسرائيل تتوسط عند أمريكا للاعتراف بـ30 يونيو، وفعلا ده اللي حصل، وبعدها اجتمع باراك أوباما مع السيسي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

وبالفعل، تم الاتصال بإسرائيل وطلبوا منها هذه الطلبات، وإسرائيل تدخلت، وسافر نتنياهو إلى واشنطن، والتقى بالرئيس أوباما على الرغم من أنهما كانا على خلاف، إلا أن “أوباما” استجاب لطلبات “نتنياهو”، مؤكدا أن ما طرحه معلومات مؤكدة، وأن لديه الوثائق التي تؤكد تلك المعلومات.

بدون حياء أو خجل يقول ذلك، وهو الذى طالب نتنياهو بدك غزة على رءوس حماس، لأن حماس هى العدو وليس الكيان الصهيونى.

والحقيقة ليست المشكلة، فيما قاله هذا المتصهين أو ذاك، فهو معروف للعيان، ولكن الكارثة تكمن فى أن هناك من يقول إنه شارك فى 30 يونيو، وإنه فخور بذلك، وإنه كان القصد من مشاركته البريئة هو مطالبة الرئيس مرسى بانتخابات مبكرة، إلى ما هنالك من هذا الهراء، مع علمهم بأن الكنيسة وفلول الحزب الوطنى، والأمن الوطن وداخلية الانقلاب التى حشدت جيشا من البلطجية، ومن وراء هؤلاء كانت المخابرات الحربية تدير المشهد برمته، وقد سبق ذلك بث كم هائل من الشائعات التى أطلقتها الشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد،التى رددتها بعض القوى السياسية والأذرع الإعلامية، وإعلام مسيلمة الكذاب، باتهام الرئيس مرسى، بالتفريط في سيادة مصرعبر التخلي عن جزء من سيناء لحماس، أو عن حلايب وشلاتين للسودان،وأنه فتح البلاد على مصرعيها لإيران والشيعة، كما كان يحلو لأتباع برهامى!!

وكذلك الدور الإماراتى الداعم لحركة تمرد كما ثبت من خلال تسريبات المعلم عباس ترامادول، وكيف مولت هذه الحملة لإسقاط الرئيس المنتخب.

كما قامت نخبة العار، الذين تكتلوا في جبهة الخراب بقيادة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى، بانتقاد حكم الرئيس مرسي، متهمين إياه بمحاولة أخونة الدولة، وبعد كل هذا، ما زال هؤلاء البهاليل يلوكون أكذوبة أن الإخوان فشلوا فى إدارة الدولة، وأن الرئيس مرسى كان ضعيفا، ولم يكن يمتلك الحنكة والخبرة السياسية التى يمتلكها هؤلاء البهاليل، وكان يجب على الرئيس مرسى وجماعته، الانسحاب من المشهد، لأن أجهزة الدولة لم تتعاون معه، ولا أدرى هل لو جاء شخص غير الرئيس مرسى، هل كانت أجهزة الدولة العميقة ستتعاون معه؟ لذلك قرروا استدعاء العسكر ليأتوا على ظهور الدبابات ليخلصوهم من حكم الإخوان الفاشلين، ثم يسلمون الحكم لهؤلاء البهاليل السذج!!

المقالات لا تعبر عن رأي بوابة الحرية والعدالة وإنما تعبر فقط عن آراء كاتبيها