شاهد| جمعة الغضب.. انتهاكات الداخلية وتواطؤ الجيش وصمود الثوار

- ‎فيسوشيال

بعد اندلاع «ثورة الغضب»، يوم الثلاثاء ٢٥ يناير ٢٠١١، وقمع الشرطة للمظاهرات في ميدان التحرير والمحافظات ومطاردتها للثوار في شوارع المدن المختلفة، قام الثوار بإعادة تجميع أنفسهم من أجل الاحتشاد في ميدان التحرير استعدادًا لـ«جمعة الغضب».

حشود في الإسكندرية

وحاول المصلون والشباب بعد إنهاء الصلاة، الوصول إلى ميدان التحرير للاعتصام به، ولكن الشرطة كانت لهم بالمرصاد, وحاولوا تشتيتهم بكل وسيلة, ولكن للأسف كانت هذه الوسائل إجرامية إلى أبعد حد، فالعساكر بدلا من أن يصوبوا بالقنابل المسيلة للدموع إلى أعلى كما هو معروف، كانوا يصوبون بها إلى أجساد المتظاهرين بمنتهى الإجرام واللامبالاة بحياتهم، وكان هناك تعمد واضح للقتل، وهذا الفيديو يظهر ذلك فى واحد من شوارع وسط البلد المؤدية إلى ميدان التحرير.

ويظهر مقطع الفيديو كيف أن الشباب لم يحاولوا الهرب، على العكس كانوا يحاولون إقناع العساكر والضباط بأنهم مصريون مثلهم، قائلين: “يا بهايم إحنا مصريين زيكم.. رئيسك مش هاينفعك.. التاريخ مش هايسيبك.. مش هايرحمك”، ولكن هيهات للقلوب المتحجرة أن تلين.

وانتهجت قوات الشرطة سياسة العنف المفزع لترويع المواطنين في منابع تجمعهم والنقاط المؤدية لميدان التحرير؛ لمنع وصولهم إلى الميدان بأي ثمن، الأمر الذي أدى إلى إزهاق مئات الأرواح وآلاف الإصابات.

وشهد كوبري قصر النيل أعنف هذه المعارك، وسطر المتظاهرون أروع مشاهد المقاومة السلمية والنضال السلمي.

كان يوم 28 يناير 2011 يومًا فاصلًا في تاريخ مصر، فهو اليوم الذي هتفت فيه الجماهير لأول مرة “الشعب يريد إسقاط النظام”، مطلبٌ تحقق جزئيًّا بعدها بأسبوعين، حين تنحى مبارك عن الرئاسة.

وقبيل الفجر بدأت السلطات في اعتقال عشرات من شباب الثورة والأحزاب التي أكدت مشاركتها في التظاهرات، ومع طلوع الشمس اكتشف الجميع توقف خدمات الاتصالات والإنترنت في كل الشبكات.

وانطلقت مظاهرات شعبية بعد صلاة الجمعة، وخرجت الحشود في أغلب المدن المصرية رفضا للقمع الذي اتخذته السلطات منهجا طوال عقود، وللمطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية ومزيد من الحريات.

وأطلقت الشرطة قنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحي لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير والميادين الكبرى، وواصلت الجماهير تظاهرها، وكان الوصول إلى ميدان التحرير هدفا سالت دونه دماء كثيرة، ولأول مرة يرفع شعار المطالبة بسقوط النظام.

معركة عنيفة بين الأمن المركزي والمتظاهرين فى الإسكندرية

دهس مدرعات الشرطة للمتظاهرين

ومع دخول عصر ذلك اليوم، انسحبت الشرطة من أمام المحتجين في كامل مدينتي الإسكندرية والسويس، وفي القاهرة أُحرق المقر الرئيسي للحزب الوطني الحاكم وقتها، ومزقت وأحرقت صور مبارك. وفي السادسة مساء، شهدت البلاد كلها اختفاء مفاجئًا للشرطة، ثم بدأت قوات الجيش بالانتشار في شوارع القاهرة والمدن لتعويض اختفاء الشرطة، وفي السادسة والنصف أعلن حظر التجول في القاهرة والإسكندرية والسويس

انسحاب الشرطة في التحرير

انسحاب الشرطة من محطة الرمل بالإسكندرية

وانتشرت حالات النهب والسلب في عدة مناطق، وطوق المتظاهرون المتحف المصري في ميدان التحرير لحمايته من السرقة قبل أن تصل قوات الجيش، وبدأ الجميع في أنحاء البلاد تكوين اللجان الشعبية التي انتشرت على شكل دوريات لتأمين الأحياء عوضا عن الشرطة، ونجحت الفكرة وأحبطت خطط نشر الفوضى، واستمرت اللجان الشعبية حتى إلى ما بعد تنحي المخلوع مبارك.

مجزرة كوبري 6 أكتوبر

وشهد يوم 28 يناير مجزرة مروعة أعلى كوبري 6 أكتوبر، حيث قام قناص داخل مدرعة باصطياد شباب المتظاهرين أعلى كوبري أكتوبر، وتمكن القناص المجرم من قتل العشرات من شباب الثورة، بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين.

ولم يكتف قائد المدرعة بذلك فقط، بل سارع هو الآخر إلى حصد أرواح جديدة لشباب الثورة، عبر دهسه لعدد منهم دون هوادة أو رحمة، ليرفع عدد الشهداء في ذلك التوقيت على كوبري أكتوبر إلى 17 شهيدًا، حسبما ذكرت وزارة الصحة.

كان الثامن والعشرون من يناير يوما فاصلا في مسيرة الثورة، بل وفي تاريخ مصر، حيث سقط مئات القتلى برصاص الشرطة وأصيب الآلاف، واعتُقل عدد كبير، ورغم الكلفة الباهظة إلا أنها دفعت بشرائح أخرى انضمت إلى المتظاهرين الذين استمروا في مسيراتهم، الأمر الذي أخرج رأس النظام عن صمته، ليظهر المخلوع مبارك لأول مرة منذ بدء الثورة متحدثا، لكن خطاب مبارك كان قد تجاوزه الزمن والأحداث، الأمر الذي عجل برحيله بعدها بأسبوعين.

الجيش لم يحمِ الثورة

وتداول نشطاء مقطع فيديو يؤكد بالدليل الدامغ أن الجيش لم يحم الثورة، ويوضح الفيديو قوات الجيش وهي تمر من بين الثوار، وتتخطى قوات الأمن المركزي، وتتركهم يقتلون الثوار دون أي تدخل منها.

اقتحام السجون

وكشف المقدم عمرو الدردير، مفتش مباحث سجن أسيوط، حقيقة ما جرى في السجون المصرية إبان ثورة يناير.

وقال الدردير، في مداخلة هاتفية لبرنامج “بتوقيت القاهرة”، الذى أذيع بتاريخ 30 مارس 2012، إن قيادات مصلحة السجون هم من أمروا بفتح السجون بتعليمات من حبيب العدلي، وزير داخلية المخلوع مبارك.