انتقلت هلاوس قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وترامادول مدير مخابراته العامة عباس كامل، لمسئولي اتحاد كرة القدم في مصر، قبل أيام معدودة على انطلاق مونديال روسيا 2018، في إشارة لاستمرار حالة اللاوعي التي يعيشها نظام الانقلاب على كافة المستويات نتيجة انعدام مؤهلاته السياسية والثقافية، والتي ترجمتها المرحلة الأخيرة لانهيار في كل الأنحاء تحت حكم الانقلاب.
هذه الهلاوس كشفتها الثقافة المحدودة التي انعكست بتصريحات غريبة ذكرها رئيس اتحاد كرة القدم المصري السابق الذي تم تعيينه في نظام الانقلاب، عصام عبد المنعم، خلال لقاء تلفزيوني، للتعليق على المباراة الودية بين المنتخب المصري ونظيره البلجيكي يوم 7 يونيو 2018.
بدأ عبد المنعم حواره بالتعليق على مباراة المنتخب أمام بلجيكا، ليبدي اعتراضه على النتيجة بالقول إنه لم يسمع خلال الأسبوعين الماضيين عن منتخب خسر وُدياً بـ3 أهداف مقابل لا شيء إلا المنتخب المصري.
المذيعة اضطرت إلى تصحيح المعلومة، لتوضح ضاحكةً أن المنتخب السعودي الموجود في مجموعة المنتخب المصري نفسها بهذه البطولة تعرَّض لخسارتين بـ3 أهداف أمام بيرو و4 أهداف مقابل بلجيكا نفسها.

مفاجأة أحسن مركز ثالث
إلا أن المفاجأة الكبرى جاءت عندما تحدث عبد المنعم عن فرص المنتخب المصري في المجموعة، فذكر أن المجموعة قوية؛ بسبب وجود الأوروجواي والبلد المضيف روسيا، لكنه ذكر أن المنتخب المصري يملك فرصة للتأهل كـ”أحسن مركز ثالث”، على حد وصفه؛ لأنه لا يملك فرصة التأهل كمركز ثانٍ.
في هذه اللحظة، ظهرت الدهشة واضحة على وجه المذيعة، التي كانت تبدو كما لو كانت تُراجع هذه المعلومة غير المنطقية في رأسها.
بعد هذا، قالت المذيعة بارتباك وإحراج واضحَين، إنه لا يوجد تأهُّل لنظام أفضل ثالث في هذه البطولة، وهو النظام الذي كان متبعاً لآخر مرة في بطولة كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة عندما كان عدد المنتخبات المشاركة 24 منتخباً. وحاول عبد المنعم إخفاء إحراجه، قائلاً إنه مجرد “مركز شرفي”، لكن بالنسبة للصعود للدور الثاني فهناك فرق أجدر.
مفاجأة هولندا هي الحصان الذهبي
لكن عبد المنعم ارتكب هفوة جديدة عل طريقة ترامادول عباس، عندما أجاب عن سؤال يتعلق بأبرز المنتخبات التي يتوقع أن تكون الحصان الأسود للبطولة، فوضح عليه بعض الارتباك كما لو أن السؤال قد فاجأه، ليجيب قائلاً إن هناك ألمانيا وإسبانيا وروسيا، وهولندا التي تملك فرصة للوصول إلى المربع الذهبي.
ويبدو أن عبد المنعم لم يعرف أن ألمانيا هي حامل اللقب والمرشح الأول للبطولة، والأغرب أنه لم يعرف أن المنتخب الهولندي لم يتأهل أصلاً للبطولة هذا العام (2018)! .
ثم عادت المذيعة لتذكير عبد المنعم بمعلومة هامة؛ وهي أن المنتخب الروسي صاحب أداء ونتائج سيئة لا تجعله مرشحاً بقوة للتأهل كما كان يقول سابقاً. فالمنتخب الروسي تعادل في مباراة وهُزم في 3 مباريات بالوديات الأخيرة؛ ومن ثم يمكن لمنتخب مصر أن يكون أفضل وأقوى، على حد تعبير المذيعة. ليعود عبد المنعم ويقول إن المنتخب المصري يملك الفرصة للمنافسة على أفضل مركز ثالث رغم أنه لا يرشَّح للتأهل للدور القادم.
استدعاء المحترفين
كما اعترض عبد المنعم على استدعاء المدير الفني هيكتور كوبر اللاعبين المحترفين كافة إلى المعسكر الإعدادي “دون تقييم موضوعي”، على حد تعبيره. وقال إن أي محترف مصري في الخارج حتى ولو كان احترافه جاء بالصدفة؛ لكون والده يعمل بالخارج أو حاصلاً على جنسية أخرى، لكنه مصري أيضاً فقام باستدعائه حتى ولو لم يكن يستحق. ويبدو أن عبد المنعم لم يشاهد تجارب منتخبات مثل المغرب، الذي استطاع بالفعل استدعاء محترفين عديدين من الخارج حتى وصل الأمر إلى وجود 17 لاعباً لم يُولَدوا أصلاً بالمغرب. لكنه مع هذا أنتج منتخباً قوياً استطاع العودة من جديد للمونديال بعد غياب طويل.
/