يبدو أن القهر الذي يمارسه السيسي ضد المصريين وتحويل حياتهم إلى جحيم، دفع بعضهم إلى الاستجارة من “الرمضاء بالنار”، وأصبح البعض يفضل نار مبارك وعياله على “جحيم” السيسي وزباينته.
حيث سادت حالة من الهرج والتدافع وقعت داخل مسجد الحسين بمدينة القاهرة، فجر الجمعة 8 يونيو 2018، عقب دخول علاء، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، لأداء صلاة الفجر.
ظهور متكرر
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها “علاء” أو شقيقه “جمال”، بل ظهرا في مناسبات كثيرة، منذ أن تم الإفراج عنهما ضمن مهرجان البراءة للجميع، الذي تم بناء عليه الإفراج عن مبارك وابنيه ورموز نظامه، أغلبها خلال تقديم واجب العزاء في شخصيات مشهورة، أو في مدرجات كرة القدم، أو في بعض المطاعم الشعبية. رغم أنهما قبل ذلك لم يكن من الممكن على الإطلاق أن يوجدا في تلك الأماكن.
الغريب أن التدافع لم يكن بسبب الغضب من رؤية علاء، والذي ثار المصريون عليه وعلى شقيقه ووالده قبل 7 سنوات فقط؛ بل كان تجمعا مرحبا به، إذ انهالت عليه التحيات وتزاحم المصلون من أجل التقاط الصور معه.
وكان مسجد الحسين مزدحمًا بالمصلين، وفور دخول علاء مبارك انتبه البعض لوجوده فتقدموا ناحيته، ثم بدأ الجمع يكبر ولاحظ آخرون بالمسجد وجوده، فتجمع المصلون حوله وبدأ البعض بتقبيله وآخرون قدموا له التحية، وسارع كثيرون لحمل هواتفهم لالتقاط صورة معه.
لماذا تتجاهلهما أجهزة السيسي؟
رغم أن السيسي، كباقي الطغاة، لا يقبل أن يتمتع غيره بأي قدر من الشعبية، لأنه ضعيف ويدرك أنه لا شعبية له في الشارع، إلا أنه يترك جمال وعلاء يتحركان بسهولة، وهو ما يفسره بعض المراقبين بأنه يأتي في إطار تعبئة المصريين ضد ثورة يناير، وخاصة الطبقات الأكثر فقرا، التي بدأت تشعر بالفرق بين ما كانت عليه الأوضاع قبل الثورة، وبعد تمكن الانقلابيين من السيطرة على الأوضاع بانقلاب غاشم.
وأضاف المراقبون أن نظام السيسي الذي يخشى من ثورة المصريين مجددا، ويقمع أي تحرك يهدد وجوده، يعرف جيدا أن شعبية مبارك وابنيه ليست مكتسبة من حب الجماهير لهما؛ بل تم اكتسابها في الآونة الأخيرة، بعد أن تحول مردود الثورة الشعبية من مكتسبات في إعلاء كلمة المصريين وانتخاب أول رئيس مدني، لترتد هذه المكتسبات على عقبيها مع وجود السيسي، وينتشر الفقر والفساد، وينجح نظام السيسي في رد هذه المشاهد البائسة على ثورة يناير، وإخراجها في ثوب المتهم الذي تسبب في انهيار حياة المصريين!.
سرقة وتلاعب
وكان علاء وشقيقه جمال مبارك أدينا بعدة قضايا عقب ثورة يناير في 2011، وأودعا السجن بتهم منها “التلاعب بالبورصة”، وقضية “القصور الرئاسية”، واستمرت محاكمتهما عدة سنوات حتى برأهما القضاء الشامخ من كافة التهم، وتم إخلاء سبيلهما نهاية 2016.
كما أن فساد مبارك شهد له الشعب المصري نفسه الذي ثار عليه، بدءا من نهب ثروات البلاد، وإطعام المصريين بالقمح المسرطن، وجلب الفقر والمرض، ونشر الفساد الذي يترعرع على أكتافه نظام السيسي في الوقت الحالي.
https://www.facebook.com/elbarlman/videos/1533480393448338