بات العالم يُجمع على أن صفقة القرن هي السر وراء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًّا، ولأنه لا دلائل قانونية أو سياسية أو من أي نوع، فإن اتجاه أعضاء الإخوان وقياداتهم فضلا عن جمهور عام من الإسلاميين والمراقبين يرون أن إرضاء الكيان الصهيوني هو غاية مرجوة من ترامب والسيسي وغيره ممن يخشون من الإخوان المسلمين.
فترامب، الذي وصف السيسي بـ”fucking killer” القاتل اللعين، أعاد وصفه بأنه يقوم بـ”مهمة عظيمة”، ولكن ما إن بدا الحديث عن صفقة القرن، سارع السيسي إلى ترامب ليعلن حماسه الشديد للصفقة، وبعد أن عرضه “كوشنير” على ماكينة الكذب وتأكد من صهيونيته، أصبح السيسي بنظر ترامب محاربًا للإرهاب، ولا بأس بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية لتكتمل الصفقة برأيهم.
وهم يشاركون في ذلك أسطولًا من الجيش الإلكتروني للشئون المعنوية والإعلاميين المرتزقة الذي يحمّلون الإخوان بيع تيران وصنافير، وبيع 1100 كيلو من سيناء لروسيا، والتفريط في النيل، وبيع حقول الغاز لإسرائيل ولقبرص واليونان، والتفريط في سيناء، وأخيرا الادعاء بأن صفقة القرن هي من تنفيذ الإخوان.
وفي المقابل سيظل الإخواني هو من يقول الحق ويرفض الظلم، وينتقد التطبيع، ويفضح الصهاينة، ويهاجم ترامب، ويتعاطف مع غزة، ويخلص بعد ذلك إلى أن يكون رافضًا لصفقة القرن.
قيادات الإخوان
في إحدى محاكماته، فسّر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين د.محمد بديع أن صفقة القرن هي محور المحاكمات الظالمة التي تتم بحق الإخوان المسلمين، فيقول في إحدى تلك المحاكمات أمام قضاة الانقلاب: “خرجونا نحرر القدس.. والمحاكمات تهدف لتمرير صفقة القرن ونحن في السجون”.
وفي حوار له مع تلفزيون وطن، يقول نائب المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر: إن “تصنيف الإخوان إرهابية ليس أكثر من محاولة لتمرير صفقة القرن بإلهاء شعوب المنطقة”.
مضيفا أنه ليس هناك تفسير لتصنيف الإخوان إلا أن تكون مسائل ضغط من اللوبي الصهيوني، لأن السيسي أعجز عن ذلك، أو أن تكون مؤشرًا على صفقة القرن.
أما المهندس مدحت الحداد، عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، فأكد أن صفقة القرن هي سبب سعي إدارة ترامب لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية.
وأضاف “الحداد”، في حوار مع التلفزيون التركي (TRT)، أن “الإخوان كانوا هم العائق الوحيد أمام صفقة القرن، ولذلك دُبِرَت لهم المجازر والاعتقالات، الآن مع اقتراب صفقة القرن يتم التلويح بإدراجهم كمنظمة إرهابية”، موضحا أن “ترامب مع ترشحه للرئاسة كان ينتوي مبكرًا أن يقر خطته، وبمجرد وصوله بدأ تنفيذ الهدف، وبما وعد به ناخبيه وإسرائيل من طريق اللوبي الصهيوني”.
وكشف الحداد عن أن وزير خارجيته السابق “تليرسون” اختلف معه في تلك المسألة، وانتقد أن يصنف تنظيم “معه 5 ملايين موظف”، وأوضح الحداد أن أعضاء الجماعة عشرات الملايين في عشرات الدول. وأضاف أن مهندسي صفقة القرن يعتبرون أن الإخوان أكبر عائق أمام هذا الهدف.
محاولة ضغط
وفي حوار مع قناة مكملين، قال محمد شريف كامل، عضو المجلس الثوري سابقا: إن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية محاولة للضغط عليها لقبول صفقة القرن، وأضاف أنه في يناير 2017 طلب من مجموعة الأمن القومي تنصيف الحرس الثوري والإخوان، وبعد مناقشة وجدوا الأمر يضر بالأمن القومي، وقبل شهرين تم تصنيف الحرس الثوري، فكان تصنيف الإخوان هو الآخر قريبا.
وأضاف أنه بعد زيارة السيسي أعيد فتح الملف، ولا يزالون يتراجعون عنه حتى يكون المقصود بالتصنيف إخوان مصر؛ لأن إخوان الأردن لديهم علاقات مع الملك، وهم في المغرب جزء من تكوين الحكومة.
ورأى أن خروج هذا الخبر بشأن التصنيف هدفه دفع الإخوان والضغط عليهم لقبول تسوية (داخلية) في مصر لما يعرف بصفقة القرن، وهناك شواهد سابقة تشير إلى عكس ذلك، ففي أوروبا رفضوا اعتبار الإخوان إرهابية.
ورأى المحلل الاقتصادي د.أشرف دوابة أن سعى السيسي من خلال ترامب لإدراج جماعة الإخوان المسلمين الوسطية كجماعة إرهابية، هو من متطلبات صفقة القرن؛ لوأد أي حراك لتلك الصفقة التي مصيرها في نهاية المطاف مزبلة التاريخ.
وقال الصحفي حسام الغمري: إن تلويح البيت الأبيض بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية هو نوع من الضغط على الجماعة؛ لضمان ردة فعل هادئة أثناء الإعلان عن صفقة القرن، ولا أتوقع أن الجماعة ستستسلم لهذا الابتزاز الرخيص مهما كانت تداعياته، لأنني كمصري قد أختلف مع بعض سياسات الجماعة في الشأن المصري، لكن موقفها من قضية فلسطين والأقصى هو موقف الشرفاء جميعهم.