بعد اعتراض البنتاجون والخارجية.. تصنيف “الإخوان كتنظيم إرهابي” مجرد احتمال

- ‎فيتقارير

قال المحلل السياسي حازم عبدالرحمن إن الاحتمال كبير بعدم صدور تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، فهناك أيضا اعتراض مسئولين أمريكيين في الخارجية والبنتاجون وغيرهما على خطة ترامب.

وفي تحليل لموقع الشارع السياسي بعنوان “ترامب وتصنيف الإخوان.. لماذا الآن؟” أوضح أن هؤلاء المسؤولين يرون أن جماعة الإخوان لا تنطبق عليها المعايير القانونية في تصنيف الجماعات، ويخشون أن يترك هذا التوجه آثارا سلبية في دول المنطقة الحليفة، التي للإخوان المسلمين فيها أحزاب سياسية، ويحتجون بأن جماعة الإخوان المسلمين نبذت العنف أكثر من مرة.

وقال إنه رغم ذلك فإنه ليس مستبعدا أن يمضي ترامب المتغطرس في طريق اتهام الجماعة بالإرهاب، فهو الذي غمر الصهاينة بهداياه بدءا من اعتبار القدس عاصمة لهم، ثم الاعتراف بالجولان ضمن سيطرتهم، وأخيرا تصفية القضية الفلسطينية فيما يسمى صفقة القرن.

ثم هو من أصدر تعليمات للأمن القومي والدبلوماسيين لإيجاد طريقة لفرض عقوبات على الجماعة بعد زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في إبريل الماضي.

واستدرك حازم عبدالرحمن قائلا إنه لا يمكن التعويل على رفض المؤسسات الأمريكية التي سبق أن نجحت في ايقاف اندفاع ترامب وراء مخططات السعودية والامارات ضد قطر، موضحا أن الأمر هنا مختلف، لذلك أثار الإعلان ردود أفعال قوية اعتبرت أن القرار الأمريكي المحتمل سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في المنطقة، كما أنه يعزز معاداة الإسلام في الغرب.

خبرة “الإخوان”

واعتبر حازم عبدالرحمن أن تعليق الإخوان المسلمين على اعتزام ترامب إصدار القرار المسجل في بيان لهم وهو أن “الجماعة بصدد دراسة ومتابعة ما صرحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض بهذا الخصوص، ويستنكر الانحياز الأمريكي لجرائم الانقلاب”، يعكس لغة خبرة ونجاحا سابقين في التعامل مع مثل هذه القضايا، وهو ما سبق أن حدث في بريطانيا بعد ضغوط سعودية وإماراتية كاسحة، وبالرغم من ذلك جاءت النتيجة في النهاية لتؤكد براءة الإخوان من الإرهاب، ما يعني أن الهدوء والنفس الطويل يؤديان إلى كسب هذه القضايا، خاصة أن مناخ الحرية في الغرب يتيح فرصة الدفاع عن الحقوق أفضل بكثير من الأنظمة التي تطارد مواطنيها وتلاحقهم خارج الحدود.

وأشار إلى أن تصنيف الإخوان ليس سهلا، فلن يستطيع ترامب أن يقدم أدلة على تورط جماعة الإخوان في أعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة ومصالحها، ورغم أنه من حق وزير الخارجية الأمريكية سلطة تصنيف مجموعات على أنها تنظيمات أجنبية إرهابية وإنزال سلسلة من العقوبات والجزاءات عليها، إلا أن الآلية البيروقراطية لإقرار مثل هذه التصنيفات بالغة التعقيد، ولا بد أن تكتب المخابرات الامريكية تقريرا يوضح أدلة الاتهام، كما أن على وزير الخارجية التشاور مع النائب العام والمالية حول هذا التصنيف، ليتم بعد ذلك إعطاء الكونجرس سبعة أيام لوقفه، ويكون من حق الإخوان الطعن على القرار خلال 30 يوما أمام محكمة فيدرالية في واشنطن، وفي حالة ما إذا صدر بيان واضح من المحكمة بأن الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية سيكون هذا انتصارا تاريخيا للجماعة.

5 أسباب

واستعرض المحلل في مقاله 5 أسباب وراء محاولات وصم الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة بالإرهاب التي جعلته يتخذ طريقه إلى الإعلان في البيت الأبيض من أهمها:

ـ إرهاب رافضي صفقة القرن، ومحاولة إسكاتهم بتوجيه اتهامات إليهم إن عارضوا تصفية القضية الفلسطينية، ويقف وراء ذلك الكيان الصهيوني والسعودية والإمارات وقائد الانقلاب في مصر، وتتعرض الأنظمة الثلاثة الأخيرة لأكبر نقمة من الشعوب العربية التي ترفض جريمة بيع فلسطين.

ـ محاولات التصدي لعودة الربيع العربي الذي ظهرت بشائره في الجزائر والسودان وتخشى السعودية والإمارات وقائد الانقلاب في مصر ومن ورائهم الكيان الصهيوني نجاح الموجة الجديدة من ثورات الربيع، وذلك بتوجيه تهمة الإرهاب إلى الثوار لقطع الطريق عليهم وإحباطهم.

ـ محاولة ترامب التضييق على المسلمين في الولايات المتحدة باختلاق أسباب متعسفة، وهو سلوك معروف لدى الرئيس المتغطرس ويواجه غضبا كبيرا من المسلمين هناك.

ـ إرضاء الناخب الأمريكي المنحاز إلى اليمين المتطرف لكسب تأييده لترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة على اعتبار أن معاداة الإسلام تجلب تعاطف اليمين الأمريكي.

ـ إرضاء اللوبي الصهيوني الذي حقق مكاسب كبرى من خلال وجود رجلهم جاريد كوشنار في البيت الأبيض.

اتفاق تحليلي

وفي مقال للدكتور عبدالله ولد بيان، رئيس المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان، نرشه “خليج اونلاين” أكد فيه أن “نظام السيسي “بذل ما في وسعه خلال الأعوام الماضية لإقناع واشنطن بأهمية تصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وأعد ملفا أمنياً كبيراً لهذا الغرض”.

وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، سبق أن تسلم يدوياً من أحد كبار قادة المخابرات المصرية، “ملفاً أمنياً كبيراً يحمل كثير من الاتهامات ضد الإخوان في محاولة مشابهة لما سعى إليه نظام الإمارات العربية المتحدة مع بريطانيا قبل عامين. ومع ذلك لم تقتنع إدارة الرئيس أوباما حينها بتلك الحجج”.

وتابع: “إلا أن نقاش هذا القرار عاد بقوة منذ وصول الإدارة الأمريكية الجديدة، في ظل الحضور اللافت لعرّابي اليمين المتطرف وتأثيرهم على قرار البيت الأبيض.

كما جاء الموقع برأي الكاتبة والصحافية المقيمة في واشنطن، جويس كرم، حيث تقول: على وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي يؤيد إدراج حركة الإخوان، “أن يثبت قانوناً ـ وبحسب الفقرة 1182 من قانون الإدارج ـ أن للتنظيم القدرة والنية للانخراط بأعمال إرهابية وأن هذه الأنشطة تهدد الأمن القومي الأمريكي أو المواطنين الأمريكيين”.

وتشير في مقال لها نشر بموقع “قناة الحرة”، إلى أن هذا التبرير “قد يقرر بومبيو تجاهله (…) وقد تفتح تحديات قانونية أمام الإدارة في المحاكم الأميركية في حال أدرجت التنظيم بأكمله”.

وتضيف: “هناك تعقيدات قانونية وعملية على الأرض قد تعرقل ذلك. فالنطاق الواسع للحركة التي تأسست في 1928 على يد حسن البنا، ولها اليوم مئات الفروع أو المجموعات التابعة لها في نحو تسعين دولة، تجعل من الصعب إحاطتها بتعريف واحد”.

الإعلام السيسي

وتوسعت الفضائيات والصحف المصرية، بحسب راصدون في المركز المصري للإعلام، في مناقشة توجه الإدارة الأمريكية لتعيين الإخوان كجماعة ارهابية، الا أن معظم من استضافتهم من الخبراء والمحللين والمتحدثين وحتى الهواة في عالم السياسة أكدوا صعوبة هكذا قرار، ومن أولئك: جمال زهران، الخبير الاستراتيجي، الذي أكد أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف الإخوان منظمة إرهابية سيكون صعبًا، موضحًا أن ترامب” أراد من إدراج “الإخوان” ضمن التنظيمات الإرهابية جس نبض دول المنطقة من أجل الحصول على مقابل!

أما أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي، فقال إن ترامب يريد إعلان الجماعة إرهابية لأنه يتعرض لضغط من مصر لكنه لن يستطيع، مدعيا أن ” الجماعة لديها قدرة مالية وتحركات في أوروبا على أعلى مستوى”!

ثروت الخرباوي قال بدوره “إنه ليس من سلطات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف الإخوان جماعة إرهابية”، مضيفًا أنه “يجب أن يوافق الكونجرس والبنتاجون”، زاعما أن “الإخوان تحظى برعاية المخابرات الأمريكية”.

وقال توماس جورجيسيان، الكاتب المتخصص في الشؤون الأمريكية: “ليس من السهل تصنيف الإخوان جماعة إرهابية في ظل وجود نشاط سياسي لهم في عدة دول عربية”.