الحرية والعدالة
ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن الكثير من المراقبين اتفقوا على أن الربيع العربي لم يؤت ثماره بعد، وأن تونس البلد الوحيد الذى يمضى على طريق الديمقراطية فيما تتجه مصر إلى الديكتاتورية العسكرية.
وقالت المجلة في تقرير لها إن سوريا سقطت في دوامة الحرب الأهلية وليبيا تعاني من مظاهر الميليشيات المسلحة ومصر في طريقها لأن تصبح ديكتاتورية عسكرية.
وأضاف التقرير أنه "برغم تلك النظرة المتشائمة للمراقبين إلا أن تونس هي البلد الوحيد الذى يحمل بريق أمل وتفاؤل، بعد أن أقرت للتو دستورها الجديد والذي تم التوافق عليه بأغلبية كبيرة".
ونوهت المجلة إلى أن دستور تونس الجديد استغرق الإعداد له وإقراره عامًا إضافيًا عن المدة التى كان مقررا له الانتهاء فيها مشيرة إلى أن حوادث الاغتيالات التي طالت رمزين من رموز المعارضة اليسارية لم تمنع من إقرار الدستور الجديد.
وعقدت المجلة مقارنة بين حالة التناغم والهدوء في المشهد التونسي وبين التطورات الخطيرة في المشهد المصري، مشيرة إلى أن تونس تخطو بدستورها الجديد أولي خطواتها نحو الديموقراطية بينما تخطو مصر أولى خطواتها نحو ديكتاتورية عسكرية بعد إقرار دستورٍ صاغتها لجنة معينة في غرف مغلقة يعطي العسكريين امتيازات وسلطات واسعة ويمهد الطريق لحكم عسكري آخر للبلاد.
وفي إشارة إلى دور الجيش المصري في أجهاض مكتسبات الثورة والتجربة الديمقراطية ذكرت المجلة أنه في الوقت الذي يتنحي فيه الجيش التونسي جانبًا ويبتعد عن السياسة ينغمس الجيش المصري في السياسة حتى النخاع للحفاظ على إرثه التاريخي الممتلئ بتدخل الجيش المصري في السياسة منذ إعلان الجمهورية عام 1952.
وختم التقرير بأن محمد مرسي كان الرئيس المدني الوحيد من بين كل زعماء مصر منذ 1952 لكن عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع أطاح به في 3 يوليو 2013 " في إشارة إلى الانقلاب العسكري" بعد عام واحد فقط من توليه الحكم ليجهز نفسه لتولي السلطة في مصر مدعوما بحصانة دستورية تم إقرارها مؤخرا.