بعدما هاجمت حركة “حماس” محمود عباس، رئيس السلطة المنتهية ولايته، واعتبره القيادي بالحركة يحيى موسى جرثومة تهدد الشعب الفلسطيني وتفتت وحدته نحو المصالحة، قال القيادي في حماس “سامي أبو زهري”: “على عباس أن يحترم التوافق والشراكة، وإلا فإنه لا يمثل إلا المقاطعة التي يجلس فيها، معتبرا أن الأيام ستثبت أنه الخاسر الوحيد من محاربة المقاومة وخنق غزة”.
وأكد القيادي في حماس صلاح البردويل أن “خطاب الرئيس عباس وخطواته معدة مسبقًا ولدينا علم بها، وتواصلنا مع الفصائل ودول عربية وجهات لتدارك الأمر والتحرك”.
مضيفا “لن نتوجه إلى سيناء ولا إلى صفقة القرن بل نتمسك ببلادنا”، وأن “المطلوب إعادة صياغة منظمة التحرير لتغادر المربع السيئ، وعقد المجلس الوطني في هذا الظرف دون حضور الفصائل نوع من تفسيخ الوحدة الوطنية وتقسيم الفصائل”.
وأكد أن “خيار حماس الأول هو الوحدة والشراكة لمواجهة صفقة القرن، وإذا رفض عباس فسنكون جاهزين لإيجاد الخطط لتوحيد شعبنا، ودحلان ليس “خطة ب” بل هو جزء من النسيج الفلسطيني”.
وقال المحلل السياسي الأردني أسامة أبو أرشيد: “على فتح أن تحسم أمرها من أن محمود عباس قد بلغ من الكبر عتيا، بشكل أثر على قدراته الذهنية”.
فيلم المصالحة
وتحت عنوان “فيلم المصالحة مع عباس”، أكد الباحث د.هشام المغاري أن قضية محاولة اغتيال الحمد الله وفرج المفتعلة، ومن بعدها تصريحات عباس النارية ضد قطاع غزة وحماس هذا اليوم، ربما تكون أسدلت الستار على فيلم المصالحة بين فتح وحماس.
وأضاف “كنت أشك بهذا المسار منذ البداية، ولم أكن أجد تفسيراً مقنعاً للتحوّل المفاجئ من مسار التصالح بين تيار دحلان وحركة حماس الذي كان يتقدم بشكل معقول، إلى مسار التصالح مع عباس الذي كانت أمامه عقبات كبيرة يعلمها الجميع بمن فيهم حماس والسلطة، والذي زاد في حيرتي في حينه هو مباركة دحلان لهذا المسار، رغم أنه سيكون أكثر المتضررين منه على مستوى النظام السياسي الفلسطيني”.
وأشار إلى أن “عباس عندما دخل هذا المسار كان يعلم أنه لن يكمله، وأنه سيأتي اليوم ليقوم هو وفريقه بتعطيله وتفجيره، كما كنت أؤمن أن حماس ودحلان أيضاً كانوا يعلمون نفس النتيجة، ولا أجد تفسيراً لاندفاع حماس غير العادي، وإبداء دحلان عدم الاكتراث غير أنهما كانا يعلمان، بطريقة ما، أنهما سيعودان للمسار المشترك الذي تركاه في 12/10.
وعن الدور المصري المرتقب، أوضح أن الأيام القادمة قد تشهد عودة مصرية إلى الخطة (ب)، مضيفا أن إرهاصات هذه المرحلة قد بدأت قبل نحو شهر ونصف، عندما أصر المصريون على تزويد قطاع غزة ببعض البضائع من خلال بوابة صلاح الدين، بعيداً عن سيطرة السلطة على معبر رفح، متجاهلين تحفظات عباس، وربما تكون جلسات العصف الذهني في واشنطن لإنقاذ الوضع الإنساني في غزة محطة متقدمة من هذه الإرهاصات.
ضحك على المساكين
الفنان الأردني نيكولاس خوري وكعادته استهزأ بعباس وقال: “محمود عباس يتهم حماس بمحاولة الاغتيال الفاشلة وقال شوووو كان بقدر يرد ويجيب ٢٠ واحد يقتلهم بالساحة!.. لا يا شيخ طيب كل يوم فيه فلسطيني بيستشهد من الاحتلال، فرجينا مراجلك!!! ولا بتقواش غير على غزة!”.
وتابع “عصبيتك هاي بتضحك فيها عالمساكين مش علينا، كل مسرحيتك هاي عشان بدك أنت تسيطر عالأمن!! وطبعاً الأمن بنظرك يعني ساحة مفتوحة للاحتلال يجوا يعتقلوا اللي بدهم إياه زي ما صار في جامعة بيرزيت.. وهلا جاي تحكي عالأمريكي ابن كلب بده يضيع فلسطين.. ليش يخوي مين جاب ابن الكلب عنا”.
مضيعة للوقت
ونصح الدكتور إبراهيم حمامي الفلسطينيين بأن “حالة عبّاس وزبانيته حالة مستعصية على الإصلاح، فقد غاصوا في وحل العمالة والتبعية المطلقة للاحتلال حتى آذانهم.. وأن التعامل معهم مضيعة للوقت، لذا وجب عزلهم بالكامل ولفظهم في كل محفل ومناسبة وفي كل مكان.. لا شرعية لا لقاء، وتوجيه الرد على مشغليهم وأولياء أمرهم أي الاحتلال.. الرد لا يكون على بردعة الحمار!، ومسيرة_العودة_الكبرى رد حقيقي وعملي- جماهيري شعبي- محصن بكل شرعيات الأرض، ثم الدوران في ذات الحلقة المفرغة بحجة الوحدة الوطنية والشراكة والمصالحة هو مشاركة للمجرم في جريمته.
صفقة الباطنية
وبحكم ملَّته العقدية كباطني يظهر عكس ما يبطن، نقل المركز الفلسطيني للإعلام عن المحلل السياسي صلاح الدين العواودة، بقوله: “من الواضح أنّ عباس يتصرف بعكس ما يعلن”.
وأضاف العواودة أن “عباس يعلن أنه يريد المصالحة ويتصرف ضدها، ويعلن رفض صفقة القرن ويمهد الطريق لها، ويعلن حرصه على المشروع الوطني وعلى مؤسسات الشرعية وهو من يفرغها من مضمونها، وهو يبدي حرصه على حركة فتح ويبعدها عن قيادة السلطة ويولي أهم المراكز لرجاله من غير فتح”.
وأوضح المحلل السياسي أنّ عباس هو أخطر شخصية تمر على القضية الفلسطينية، مضيفاً أنّ “صفقة القرن إن تمت فستتم بفضله”.