“أغاني سيد دبابة – لجان خاوية – البحث عن ناخب ) هذا هو الحال في ثاني أيام مسرحية انتخابات قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بعدما تحول المشهد لجزء من فيلم “اللمبي” حينما كان يبحث في أي صديق لوالد “عم بخ” من أجل تقديم واجب العزاء.
افتتحت مراكز الاقتراع أبوابها، لاستقبال الناخبين في اليوم الثاني من أيام الانتخابات المقرر أن تنتهي غدا الأربعاء، استمرارا لحالة عزوف المصريين عن المشاركة في المسرحية الهزلية.
وكان من اللافت أن سلطات الانقلاب بدأت اليوم في تنفيذ سياسة التهديد بالغرامة “500 جنيه” التي تهدد بها المواطنين لإرغامهم على المشاركة في اللجان الخاوية سوى من كبار السن والراقصات.
استمرار المقاطعة
وعلى الرغم من تأكيد المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار محمود الشريف، على أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم على أعداد المشاركين، إلا أن اليوم الأول شهد مقاطعة في أغلب المحافظات، أبرزها: القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والقليوبية، وأسيوط، وأسوان.
كما لم تشفع أغاني سيد دبابة ورقص عدد من المستأجرين، والرشاوى فئة الخمسين جنيه، من أن تحفز المواطنين على المشاركة في اليوم الثاني، الذي شهد مقاطعة تفوق اليوم الأول.
ولعل تصريحات عدد كبير من رؤساء اللجان الانتخابية التي أكدت أن نسبة المشاركة لم تتجاوز الـ 8%، خير دليبل علىا لمقاطعة التي لم تكذبها لقطات المصورين وعدساتهم، وعيون شهود العيان من الشعب المصري.
وشهدت القاهرة وعدد من المحافظات، بحسب “بي بي سي” حملات مكثفة لحشد الناخبين للمشاركة في الانتخابات، حيث جابت حافلات تحمل مكبرات الصوت شوارع عدد من المحافظات لحث المواطنين على التوجه لمراكز الاقتراع.
وفي الوقت الذي تبدو فيه نتيجة الاقتراع محسومة لصالح رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بحسب مراقبين، فإن معارضيه يراهنون على تراجع نسب المشاركة في هذه الانتخابات.
مسرحية عبثية
وكانت جماعة الإخوان والشخصيات الوطنية الرافضة للانقبلاب العسكري دعت إلى مقاطعة العملية الانتخابية، ووصفتها بـ”المهزلة” و”المسرحية العبثية”، كما دعت القوى المعارضة في مصر لعدم المشاركة في تلك المسرحية التي تم إقصاء كافة الراغبين في الترشح لها بالإكراه.

وتوالت تعليقات المواقع والوكالات والصحف الأجنبية، على مسرحية الانتخابات الهزلية لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، حيث جاء أبرز ما رصدته الوكالات الأجنبية حول قلة أعداد الناخبين وحضور كبار السن وغياب الشباب، في الوقت الذي تكرر المشهد الانتخابي الملاصق لأي انتخابات في نظام السيسي، وهو رقص بعض السيدات على باب اللجان.
نتائج محسومة
واعتبرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن انتخابات عبد الفتاح السيسي مسرحية محسومة النتائج، حيث أكدت أن اعتقال الفريق سامي عنان وانسحاب الفريق أحمد شفيق وخالد علي وأنور السادات من السباق، أكد أن النتائج محسومة لصالح قائد الانقلاب العسكري، الذي ضغط على المنافسين وقام بقمعهم لترك الساحة خالية أمام السيسي.
وقال مراسلة “بي بي سي”: “ربما ما يلفت النظر هو أن أغلبية الناخبات اللاتي شاهدتهن هُن متوسطات العمر أو كبار في السن، لا يوجد حضور لافت للشباب”. وأضافت: “تحدثت إلى بعض الشباب على مقاهي الإسكندرية لنسألهم اذا كانوا سيصوّتون. ويقول أحد الشباب: “حتى قبل أن أدلي بصوتي، أعرف أن السيسي سيفوز، فلماذا إذاً أذهب للتصويت”؟