كشف ترهل المؤسسة العسكرية.. السيسي يوفد وزير الدفاع لتغطية فضيحة فيلم “الجزيرة”

- ‎فيتقارير

فضيحتان في أقل من 24 ساعة، مثلتا صداعا في رأس نظام الانقلاب، دفعت لزيارة مفاجئة، لوزير الدفاع محمد زكي، بعد ساعات من عرض قناة “الجزيرة” فيلما بعنوان “سيناء.. حروب التيه” الذي وثق انشقاق ضباط مصريين وانضمامهم لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والإعلان عن تحرير الأمن السوداني لجنود وضباط مصريين كانوا مختطفين من قبل متشددين ليبيين على الحدود بين مصر وليبيا والسودان.

وزار محمد زكي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي لجيش السيسي، بشكل مفاجئ اليوم الثلاثاء، قوات التأمين المتمركزة في شمال سيناء، التي تؤدي مهامها في تنفيذ الخطط الأمنية في إطار العملية سيناء 2018، التي تهدف للقضاء على المسلحين في شبه جزيرة سيناء.

بالتزامن مع الإعلان عن فضيحة تحرير جنود مصريين، وعرض برنامج “المسافة صفر”ونشر وثائق سرية وصورا وشهادات حصرية قالت معدة الفيلم، سلام هنداوي، إنها توصلت إليها من قلب العمليات العسكرية في سيناء.

وتحدثت الوثائق والشهادات عن انشقاق أربعة ضباط منشآت أمنية من قوات العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية وانضمامهم إلى “داعش” في سيناء، أثناء تنفيذهم مهمة في سيناء تحت إشراف الجيش، رغم أنه يُفترض أن هؤلاء الضباط خضعوا لتأهيل فكري ضد التطرف.

وأورد التحقيق كشف ضابط جيش يخدم في سيناء تجاهل غرفة عمليات الجيش لنداءات الاستغاثة عند وقوع بعض الهجمات على ثكنة عسكرية جنوبي رفح، كما سلط الفيلم الضوء على مجموعات قبلية مسلحة شكلها الجيش في سيناء بالاستعانة مع شخصيات ذات سوابق إجرامية أصبحت اليوم مقربة من النظام ولها معه مصالح اقتصادية كبيرة في سيناء.

وصرح قيادي في هذه المجموعات بأن الهدف من تشكيل هذه المجموعات هدفه حماية تجارة التهريب مع قطاع غزة.

وكشف التحقيق علامات الاستفهام حول مقتل الجنود في عشرات العمليات الإرهابيةا لتي تتم أسبوعيا وبشكل متكرر.

وبعد ساعات من عرض الفيلم، زار وزير الدفاع القوات المتمركزة في شمال سيناء، وبدأت الزيارة بتفقد مطار العريش وقوات التأمين؛ للوقوف على الاستعداد والكفاءة القتالية والاطمئنان على الحالة الإدارية والمعيشية للعناصر المشاركة في النقاط والارتكازات الأمنية، كما شارك القوات في تنفيذ بعض الأنشطة الرياضية والبدنية، مشيدا بالروح المعنوية والقتالية العالية التي يتمتع بها مقاتلو شمال سيناء.

وتفقد وزير الدفاع، مركز العمليات الدائم في قطاع تأمين شمال سيناء؛ لمتابعة مراحل سير العمليات العسكرية التي تنفذها قوات مكافحة الإرهاب على مدار الساعة، كما التقى القائد العام للقوات المسلحة، قوات تأمين شمال سيناء، وبدأ اللقاء بالوقوف دقيقة حداد على أرواح قتلى القوات المسلحة والشرطة.

وبالرغم من تكليف عبد الفتاح السيسي، لرئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة إعادة فرض الأمن في سيناء في غضون ثلاثة أشهر في فبراير 2015، ثم كرر تكليفاته العام الماضي بعد أيام من هجوم استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء موقعا أكثر من 300 قتيل، إلا أن الحالة في سيناء مازالت تعاني من الفوضى الأمنية.

وأطلق الجيش في فبراير الماضي عملية عسكرية واسعة حملت اسم “سيناء 2018″، تهدف للقضاء على المسلحين في سيناء والدلتا والظهير الصحراوي.

ووصل عدد الهجمات الإرهابية بين عامي 2014 و2018 إلى ألف هجوم مسلح، وسقط خلالها ما لا يقل عن ألفي قتيل من الضباط والجنود وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب، وهو متوسط الأرقام المذكورة في بيانات المتحدث العسكري المصري وتنظيم «الدولة»، سواء كانوا سابقين، أو حاليين إلى الجماعات المسلحة، وتزايد احتمال وجود اختراق في الأجهزة الأمنية والعسكرية في سيناء، ما يبرز التساؤل، تبعاً لمعدة لتحقيق، عما إذا كان ذلك واحدا من أسباب تأخر الجيش في حسم المواجهات منذ أكثر من أربع سنوات في سيناء.