كتب- أحمدي البنهاوي:
"أكون أو لا أكون، هذا هو السؤال"، هذه العبارة هي التي حملها الصحفيون معهم منذ صباح الجمعة وهم يتجهون إلى شارع عبد الخالق ثروت ، حيث انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين .
ورغم تأجيل الانتخابات بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية للصحفيين إلا أن المشهد كان ساخنا ، والتوتر كان قائما ، وهو ما لا يمنع حالة الإحباط التي بدت لدى الكثير من الصحفيين الذين أدى غيابهم إلى عدم اكتمال النصاب القانوني ، وهو ما ظهر من تعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي .
حضر اليوم "1171" صحفيا، أو أكثر قليلا، وهو ما سخر منه أحد أنصار "تحيا مصر" الشعار الرسمي للسيسي، قائلا : "1171 نفر"!.
محمد جابر المهتم بجمعية الصحفيين العمومية المنعقدة للتجديد النصفي (النقيب+6 أعضاء) وصف عدم اكتمال الجمعية قائلا: "نقابة الصحفيين بتاعة الرأي معرفتش تلم 4000نفر ينتخبوا وقلاش بيقلك دة عدد كبير منعرفش نلمة..وكانوا بيقولوا عشرات الالاف تعتصم على سلم النقابة". وساخرا يرد عليه "مدحت أديب": "أخشى أن تنقرض صناعة الصحافة كما انقرضت صناعة الطرابيش". فيما "بشره" محمد هشام قائلا: "حيحصل قريبا والبوادر قلة التوزيع".
أما تامر أمين أحد أذرع الانقلاب، فأبدى "تأثرا" بما آلت إليه جمعية الصحفيين العمومية، وعلق على تأجيل انتخابات نقابة الصحفين اليوم لـ 17 مارس الحالي، "النقابة في أزمة، ووضعها الآن لا يقل خطورة عن الوضع قبل ثورة 25 يناير".
وأكد أمين، خلال برنامج "الحياة اليوم"، المذاع على قناة "الحياة"، أنه لو كان صحفيًا كان سيحرص على حضور الانتخابات، موجهًا حديثه للصحفيين: "متى ستهبوا لإنقاذ نقابتكم؟"!
لا يغري
برنامج "أخبار الشرق" على قناة "الشرق" من تركيا، استضافت الصحفي قطب العربى، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة سابقا، فقال: "كان من المتوقع عدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية لعدم وجود ما يغري الصحفيين للتصويت لأحد المرشحين".
وأوضح "العربي" جزءا من رأيه في أسباب ضعف الإقبال على عمومية الصحفيين في تغريدة عبر حسابه على "فيس بوك"، قائلا: "عزوف الصحفيين عن المشاركة في الجمعية العمومية لانتخاب نقيب جديد ونصف المجلس كان أمرا متوقعا بشدة بسبب حالة الاحباط الشديدة التي تنتاب الوسط الصحفي وغياب أي دافع للاحتشاد فلا مرشح السلطة نجح في تقديم ما يغريهم به وخاصة في زيادة البدل المالي ولا النقيب الحالي نجح في إقناعهم أنه مدافع شرس عن الحريات بدليل وجود عشرات الصحفيين السجناء لم يقم حتى بزيارتهم وبدليل وجود صحف مغلقة بالمخالفة للدستور لم يتفوه بكلمة عنها .. ويبقى الحال على ماهو عليه حتى يأذن الله".
أما الصحفي احمد عبدالعزيز، عضو لجنة حريات بالنقابة ، فقال مستبشرا: "الجمعية العمومية للصحفيين لم تكتمل وهذا أمر متوقع …..موعدنا بعد أسبوعين لاختيار من يعبر عن ضمير المهنة وهموم زملائه الصحفيين".
أما الصحفي ياسر أيوب فاعتبر أن الانتخابات ليست جزءا من المهن أو مستقبلها قائلا: "لأن القضية لم تكن بقاء المهنة ومستقبلها.. لم يأت الصحفيون لنقابتهم لاختيار مجلس ادارة جديد كالقديم".
الكيل بمكيالين
غير أن في موجة الأخذ والرد حول جدلية عدم اكتمال الجمعية العمومية، التي كان مطلوبا لاستكمالها "4374 عضواً"، تظهر أيضا وسط آلاف لقطات الصور بعدسات الهواتف الذكية "سيلفي"، صورة تعمدت القنوات الحكومية تجاهلها، وأظهرتها "القاهرة والناس" حتى على مواقعها على التواصل الاجتماعي، لصورة لأبناء الصحفي المعتقل إبراهيم الدراوي الثلاثة يرتدون قميصا أبيضا عليه صورة والدهم ومكتوب عليه "أريد أبي"، لهذا لم يكن غريبا أن يتساءل المراقبون عن أسباب تجزئة المبادئ، وعدم تحرك نقابة الصحفيين للإفراج عن أحمد سبيع و إبراهيم الدراوي وقائمة طويلةمن الصحفيين المعتقلين ، في الوقت الذي تحركت بعد القبض علي عمرو بدر ومحمود السقا.
وليس بعيدا عن رمزية الحدث أن مصر تقع بين البلدان التي تحتل أسوأ خمس مراتب من حيث عدد الصحفيين السجناء، حسبما ذكر التقرير الإحصائي للجنة حماية الصحفيين، وتحتل مصر المرتبة الثالثة عالميا بنحو 25 صحفيًا يقبعون في المعتقلات، بحسب منظمة "فريدوم هاوس"، وفق ما أوردت لجنة حماية الصحفيين.
ولهذا رأي الصحفي خالد الشريف، "المتحدث الإعلامي باسم المجلس الثوري المصري" في تصريحات لبرنامج "نافذة على مصر" على قناة الحوار: "العرف داخل النقابة انصراف الصحفيين عن الانتخابات و لكن هذا الطبيعي في ظل السلطات القمعية الموجودة".
يقظة وحذر
وفي خضم صراع الصحفيين انعكست جدليات السياسي والمهني، فالنقيب الأسبق مكرم محمد أحمد، يقود تيارا داعما لعبد المحسن سلامة، فيرى أن نقابة الصحفيين تحتاج لصحفي مهنى وليس ناشطا سياسيا، وهو شعار متعارف عليه نقابيا، حتى أن الصحفي محمد منير يرى رأيا قريبا فيقول أيضا لـ"نافذة على مصر": "نقابة الصحفيين ليست تنظيم سياسي"، غير أن مشاهد الحشود التي حضرت اليوم من الصحف القومية والمحافظات والتي تقوم بضاعة صحفها على دعم المحافظين العسكريين، تسعى وراء عبد المحسن سلامة، مقابل "وجبة وبدل مواصلات ويوم راحة"، بحسب مصر العربية، وهو في النهاية رجل الدولة وبحسب ما أوردت الأهرام يقول عبد المحسن سلامة: "أنا مرشح الصحفيين.. علاقاتي قوية بمختلف أجهزة الدولة.. وقادر على حل ملفات النقابة العالقة".