على مدى اليومين الماضيين، حذر مركز “ستراتفور” الأمريكي، المختص في الدراسات الاستراتيجية والأمنية وأحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، من خطورة تصنيف “الإخوان” كمجموعة إرهابية وقالت إنه يضر بالمصالح الأمريكية.
ونشر الموقع الاستخباري الأمريكي في تقرير له الثلاثاء، عبر موقعه الإلكتروني، تحت عنوان “وصف الإخوان المسلمين بأنهم إرهابيون يؤدي إلى تعقيدات للولايات المتحدة”، تحذيرا من أن تسمية جماعة الإخوان المسلمين كمجموعة إرهابية من شأنه أن يضر بقدرة الحكومة الأمريكية على العمل بصورة مثمرة مع الحكومات التي تضم أحزابًا إسلامية أو المتحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين، مثل تركيا والكويت باعتبارهما من حلفاء الولايات المتحدة الإستراتيجيين، مؤكدا أنه “سيكون من المستحيل تصنيف جميع الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين وفقًا لتسمية شاملة، لأن كل منظمة لديها معتقدات ومواقف أيديولوجية متباينة تجاه العنف.
وقال ستراتفور إن مثل هذه الخطوة تهدد بفتح علبة من الديدان للولايات المتحدة ، لأسباب ليس أقلها أن المجموعة لديها الكثير من التجسيدات – في العديد من البلدان – بحيث تتحدى التصنيف السهل.
وأشارت إلى أن الأكثر أهمية هي الصعوبات السياسية التي ستخلقها واشنطن لنفسها في اتخاذ موقف حازم ضد جماعة الإخوان المسلمين؛ لأنه في حين أن خصوم المجموعة البارزين في القاهرة والرياض وأماكن أخرى سيشيدون بهذه الخطوة ، فإن الولايات المتحدة سوف تكافح من أجل العمل مع العديد من الحكومات الإقليمية التي تضم مجموعات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في صفوفها.
وقال إنه “يمكن أن يصبح التصنيف نبوءة تحقق ذاتها، بمعنى أن بعض الإسلاميين السياسيين يمكن أن يردوا بعنف على ما يرى كثيرون في العالم الإسلامي أنه دليل على أن أمريكا عدو للإسلام”، مستغربا تأثير معارضي جماعة الإخوان (مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل) على الإدارة الحالية في البيت الأبيض.
نتائج عسكية
وفي تقرير آخر للمركز الامريكي قال “ستراتفور” إن تصنيف الإخوان “إرهابية” يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية لأمريكا، مضيفا أن البيت الابيض، وبعد قراره وصف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، يفكر الآن بجدية في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية.
وعن توسيع قاعدة التصنيف للجماعة حذر ستراتفور من أن الباحثين الغربيين ما زالوا بحاجة لمعرفة ما إذا كان البيت الأبيض يعتزم تضييق تركيزه على جماعة الإخوان المسلمين المصرية فقط، أو ما إذا كان سيوسع نطاق العقوبات لتشمل جماعة الإخوان المسلمين عمومًا، وفي الحالة الأخيرة، ستفتح الولايات المتحدة على نفسها بابا واسعًا من المشاكل والتداعيات فيما يتعلق بالسوابق القانونية وكذلك سياستها الخارجية في الشرق الأوسط، إذ أن جماعة الإخوان المسلمين هي حركة أيديولوجية، يقودها تيار سياسي إسلامي قوي يعمل في جميع أنحاء المنطقة، وفي حين أن الحرس الثوري الإيراني يمكن أن يكون مرتبطًا بشكل واضح بالإرهاب، إلا أن جميع فروع الإخوان المسلمين لا تؤيد العنف السياسي.
وكشف الموقع أنه في العديد من البلدان، بما في ذلك تركيا وتونس والأردن، يعد المؤيدون والمنتسبون وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين عناصر أساسية في الحكومة، ويمكن للولايات المتحدة أن تعرقل قدرتها على العمل مع العناصر السياسية المهمة في هذه الدول.
وقال الموقع الأمريكي إن التصنيف يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية لاستراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية، فكلما تحركت كيانات الإخوان المسلمين تحت الأرض، كلما كان أعضاؤها أكثر عرضة للجماعات الإسلامية المتطرفة، وكما رأينا مع رغبة ترامب في اتباع القيادة السعودية والإماراتية في البداية في عزل قطر، قد يكون هذا مثالاً آخر على استعداد الرئيس الأمريكي لمنح حلفاء سياسيين مزايا سياسية على الرغم من التداعيات على الأمن القومي على المدى الطويل.