أفادت مصادر صحفية بأن دولة الاحتلال طلبت من القاهرة تحذير حركة المقاومة الإسلامية حماس من مواصلة عمل كتائب الشهيد عز الدين القسام على تطوير صواريخ أرض بحر.
تأتي تلك التحذيرات بعد تطوير حركة الجهاد صاروخ بدر 3 الذي يصل مداه إلى 140 كيلومترا واستخدمته الحركة في قصف مدينة عسقلان خلال جولة التصعيد الأخيرة.
خمدت نيران التصعيد العسكري بين كتائب المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني في قطاع غزة وساد الهدوء، ويخشى مراقبون أنه لن يستمر في ظل مؤشرات تنذر بتصعيد جديد وربما بالحرب.
انطفأت نيران التصعيد بعد جهود بذلتها مصر وقطر والأمم المتحدة لكنها أسفرت عن استشهاد 27 فلسطينيا بينهم أربع سيدات ورضيعتان وطفل وإصابة 154 مواطنا بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
فمنذ اللحظات الأولى لسريان التهدئة الإثنين الماضي لم تتوقف التحذيرات الفلسطينية والصهيونية من أن جميع المؤشرات تنبئ بعودة الاشتباكات من جديد بعد أيام أو أسابيع فقط.
أبرز تلك المؤشرات ترتبط بتمسك الحكومة الصهيونية بسياسة إدارة حصار غزة المتواصل منذ 2006 ومحاولة ربح الوقت من خلال المماطلة بتنفيذ تفاهمات التهدئة التي أبرمتها مع الفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية وقطرية وأممية.
ورغم وقف إطلاق النار إلا أن الجيش الصهيوني قرر الإبقاء على قواته المنتشرة في تخوم قطاع غزة تحسبا لأي تدهور أمني في الأيام المقبلة وذلك بإيعاز من رئيس الوزراء وزير الدفاع بنيامين نتنياهو، بل وطلب الصهاينة من المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية تحذير حركة حماس من مواصلة عمل كتائب القسام على تطوير صواريخ أرض بحر وأن تل أبيب لن تسمح بمرور تلك الخطوة لأنها تمثل تغيرا حادا في موازين القوة في الصراع.
التحذيرات لم تتوقف عند هذا الحد بل توعدت دولة الاحتلال بمواصلة سياسة الاغتيالات في صفوف قيادات الحركة في حال استمر نشطاء القسام في مسارهم الخاص بالسعي نحو إنتاج تلك النوعية من الصواريخ.
محللون سياسيون يرون أن المواجهة الأخيرة ربما غيرت قواعد الاشتباك قليلا بين حماس والكيان الصهيوني بفعل القوة الصاروخية التي أظهرتها حماس مع بقية الفصائل وهو ما يدفع حكومة الاحتلال لمزيد من التفكير قبل إطلاق مواجهة واسعة.
بدورها حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة الاحتلال الصهيوني من مغبة الغدر والخيانة مؤكدة أن يدها ما زالت على الزناد مشددة على ضرورة إلزام الاحتلال بما تم التفاهم عليه أخيرا بدون مماطلة أو تسويف.
لا يبدو أن لجولة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال بقطاع غزة في طريقها إلى النهاية لكن سيبدأ العد التنازلي لانطلاق جولة أخرى أكثر دموية بعد محاولات صهيونية لتجريد المقاومة من السلاح.
بدوره استبعد المحلل السياسي، طلال نصار، التزام الكيان الصهيوني بالتفاهمات التى تم الاتفاق عليها، لأن الله سبحانه تعالي يقول “أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم”، فهؤلاء ديدنهم الخيانة والغدر والقتل وسفك الدماء.
وأضاف نصار في مداخلة هاتفية لقناة “وطن” أن الصهاينة سبق ونقضوا معاهدة أوسلو1 المشؤومة مع أنها كانت في مصلحتهم، وأيضا أوسلو 2 وأوسلو 3 وكامب ديفيد وشرم الشيخ كلها نقضوها، مضيفا أن السقف الصهيوني كل يوم يرتفع ويريد من السقف الفلسطيني أن يظل منخفضا، متوقعا جولة دموية قريبة في صفوف الاحتلال.
من جانبه قال صلاح العواودة، الباحث في الشأن الصهيوني، أن بند نزع سلاح المقاومة في تسريبات صفقة القرن وتحذير الكيان الصهيوني المقاومة من تطوير أسلحتها الجوية سيكون له عامل كبير في إفشال صفقة القرن، مؤكدا أن نتنياهو هو من اقترح هذا البند بهدف عرقلة المصالحة.
وأضاف العواودة أن نتنياهو لا يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين ويضع شروطا من شأنها إنهاء المصالحة في مهدها، لأنها مرفوضة تماما من الفلسطينيين، لافتا إلى أنه لا يوجد طرف فلسطيني يمكنه التماشي مع هذه الخطة وأيضا الظروف الإقليمية والدولية غير مواتية تماما لتنفيذها.
وأوضح العواودة أن نتنياهو يريد إفشال الصفقة من أساسها حتى يتملص من استحقاقات تتعلق بالانسحاب من مناطق في الضفة الغربية وهو لا يستطيع أن ينفذ هذه البنود في ظل تركيبة حكومته وائتلافه اليميني المتطرف الذي لا يعترف بأي حق للفلسطينيين وأن الضفة الغربية هي أرض إسرائيل وأنه يجب أن يستمر في بناء المستوطنات فيها.