من المتوقع أن يفي الرئيس التركي الطيب أردوغان بوعده اليوم أو غدا في قمة العشرين المنعقدة بأوساكا اليابانية، من تأكيده أن “مرسي لم يمت بأجله بل قتل في السجن وسنحمل قضيته إلى قمة العشرين في أوساكا”.
واعتبر الرئيس أردوغان أن القمة يمكنها ذلك بحكم أن مناقشات القمة قضايا تتعلق بالتجارة والاقتصاد والتوترات الجيوسياسية والاحتباس الحراري.
ويمثل أعضاء المجموعة 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية و66% من سكان العالم.
ويزيد تأكيد هذا التوقع وجود عبدالفتاح السيسي، قاتل الرئيس مرسي، على هامش القمة التي يحوز فيها الغرب والأمريكان النسبة الأكبر تأثيرا، وبالتدخلات الإقليمية يتسع الهامش لمثل هذه الوساخات.
أردوغان كرر بعيد صلاته الغائب على روح الدكتور محمد مرسي مهاجمته للسيسي، فقال: “الذين يتوقعون لأردوغان مصيرا مشابهًا لمصير مرسي، هم من أتباع عقلية السيسي، نحن لا نخاف من هؤلاء، لأننا ارتدينا أكفاننا وسلكنا هذا الطريق”، ثم وجه خطابه للانقلاب وقضائه، قائلا: “فلتستعر الجحيم للقصاص من الظالمين”.
ووصف أردوغان – خلال افتتاحه عددا من المشاريع في منطقة “بهتشلي أولار” بالشق الأوروبي من إسطنبول – وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بـ”الخاتمة المشرفة”.
وأضاف: “بينما كان مرسي يصارع الموت في قاعة المحكمة لمدة 25 دقيقة، لم تطلب الإدارة المصرية الظالمة ولا قضاؤها الطبيب ولا أي شيء آخر، وانتظروا موته”.

ودعا الرئيس التركي، في وقت سابق، منظمة “التعاون الإسلامي”، إلى القيام بواجباتها حيال وفاة مرسي، مشددًا على أنه “لا بد من قيام المنظمة بما يلزم”، مشيرا إلى أنه سيطرح قضية “وفاة مرسي” خلال مشاركته في قمة العشرين التي ستعقد نهاية الشهر الجاري في اليابان.
ومن المقرر أن يجري ترامب اجتماعات ثنائية مع تسعة من قادة العالم، بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وليس السيسي على القائمة المطروحة حتى كتابة هذه السطور.
خصوصية الأتراك
وحتى كتابة هذه السطور لم تنقل الصور سوى لقاءات خاطفة لأردوغان في قمة العشرين مع ترامب وبوتين وماكرون، وتبادل الرئيس التركي أطراف الحديث مع زعماء الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا خلال قمة العشرين في اليابان.
وعقب مأدبة العشاء التي تقام الآن السابعة بتوقيت القاهرة من مساء الجمعة، من المنتظر أن يعقد الزعماء لقاءات ثنائية، ومن ثم يشاركون في جلسة بعنوان “الابتكار”.
خلال اجتماعهما الجانبية في القمة، سيناقش كل من أردوغان وترامب أزمة شراء تركيا للمنظومة الدفاعية الروسية S400 التي ترفضها واشنطن بشكل كامل وتهدد من أجلها أنقرة بعقوبات اقتصادية، بينما يتوعد أردوغان بالرد في حالة اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وقال أردوغان: “أنا لا أرى أي إمكانية لمثل هذه العقوبات”، لكنه استدرك قائلاً إنه في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات “فسيكون لدينا عقوباتنا الخاصة بنا”.
ويستند توقع أردوغان بعدم فرض عقوبات أمريكية على بلاده فيما يبدو على علاقته الشخصية بالرئيس دونالد ترامب. إذ أشار الرئيس التركي بالقول: “أقول هذا بكل صراحة وصدق، علاقاتنا مع ترامب في وضع يمكنني القول عنه إنه جيد للغاية.. ففي حالة وقوع أي مشكلات، نجري اتصالات هاتفية على الفور”.
المحاكم الدولية
ومن بين العديد بين الدول والمؤسسات الحقوقية الذين اقترحوا تحويل اغتيال الرئيس مرسي إلى التحقيق المحايد المستقل والذي رفضه القاتل السيسي وحكومته، قال أردوغان: سنتابع التطورات المتعلقة بوفاة مرسي، وسنفعل كل ما يتطلبه الأمر لمقاضاة مصر في المحاكم الدولية.
كما تقدم رسميا كل من وزير الاستثمار المصري الأسبق يحيى حامد، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق، عمرو دراج، بطلب رسمي لمكتب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بسويسرا، للتحقيق في ملابسات “مقتل الرئيس مرسي”.
وقال حامد ودراج في بيان صحفي مشترك، إنهما خاطبا مكتب المفوض عبر مكتب محاماة دولي لطلب إجراء تحقيق دولي نزيه وشفاف في مقتل مرسي، وذلك لعدم ثقتهما في التقارير الرسمية المصرية التي تقول إن الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية أثناء جلسة المحاكمة”.
وقدم مكتب المحاماة خطابا لمكتب المفوض جاء فيه أنه في مارس 2018 تم إنشاء لجنة مستقلة لمراجعة ظروف احتجاز مرسي، وترأسها النائب بمجلس العموم البريطاني، كريسبن بلانت، إلى جانب أعضاء من مختلف الأحزاب وكبار المحامين.
ولفت الخطاب إلى أن اللجنة تم منعها من الوصول إلى مرسي في محبسه أو التواصل معه بشكل مباشر، إلا أنها عملت على مراجعة الأدلة وأجرت تقييما طبيا لحالة مرسي.

قضية خاشقجي
وتدور الأنظار حول الرئيس التركي أيضا؛ بسبب مشاركة ولى عهد السعودية، في اجتماع قمة العشرين المنعقدة في أوساكا، في وقت يحاول ولي العهد إثبات أن سحابة موضوع اغتيال جمال خاشقجي قد مرت، وأنه استنادا إلى دور المملكة التي يحكمها كمشتر رئيسي في هذا العالم قادر على تخطيها، وفي هذه الحالة سنراه وسط القادة يقفز من اجتماع إلى آخر ويعلن عن إنجازات حققها لمملكته.
غير أن وجود الرئيس أردوغان إلى جوار تقرير من 100 صفحة على مائدة الأمم المتحدة يتهمه بقتل الصحفي السعودي بالسفارة السعودية بإسطنبول في أكتوبر الماضي، نشرا بالمناشير.
غير أن نشطاء تناقلوا صورا لمحمد بن سلمان والسيسي إلى جوار بعضهما يداريان الخجل الظاهر عليهما بعد تجاهل أعضاء قمة العشرين لهما.
في حين أن القمة العشرين بالصين في سبتمبر ٢٠١٦ شهدت مصافحة الرئيس التركي مع محمد بن سلمان.
أمريكا والصين
ومن المهم في قمة العشرين اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، السبت، وسط تزايد التهديد بفرض مزيد الرسوم على واردات صينية، ومخاوف انعكاسها على النمو العالمي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “غنغ شوانغ”، في بكين، الخميس: إن بلاده تعتزم الدفاع عن نفسها ضد أي تحركات أمريكية أخرى لمعاقبتها بسبب الخلافات التجارية.
منظمة التجارة العالمية، قالت مؤخرا: إن القيود التجارية بين مجموعة العشرين مستمرة عند مستويات تاريخية عالية.
وكشفت المنظمة عن أن (G20) أقامت 20 حاجزا تجاريا جديدا، في الفترة بين أكتوبر ومايو الماضيين، بما في ذلك زيادة التعريفة الجمركية، وحظر الاستيراد، وإجراءات الجمارك الجديدة الخاصة بالصادرات.
وقبل انطلاق فعاليات القمة، ناشدت منظمة (أوكسفام) الخيرية مجموعة العشرين، اتخاذ مزيد من الإجراءات للتصدي لعدم المساواة الاجتماعية في العالم.
وقال يورن كالينسكي، المتحدث باسم أوكسفام: إن واحدا بالمائة من سكان العالم يمتلكون نصف ثروات العالم تقريبا، معتبرا “عدم المساواة الشديدة أرض خصبة للعنف وللتيارات الديكتاتورية”.
وتتكون مجموعة العشرين من بلدان: تركيا، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا، المكسيك، روسيا، السعودية، كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة.