أثارت فتوى دار الإفتاء بحكومة الانقلاب بوصف جماعة الإخوان المسلمين بخوارج العصر ودعوات وزير الأوقاف لاستئصال الجماعة التي وصفها بالإرهابية انتقادات وردود فعل واسعة.
تأتي تلك الفتوى والدعوة على التحريض بالبتر بالتزامن مع احتفال نظام السيسي بالذكرى السادسة للانقلاب العسكري.
خوارج العصر بهذه الكلمات وصفت دار الإفتاء جماعة الإخوان المسلمين في الذكرى السادسة للانقلاب العسكري، الفتوى جاءت من خلال فيديو مصور بطريقة الرسوم المتحركة بثته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيس بوك”.
كما حرض وزير الأوقاف بحكومة الانقلاب محمد مختار جمعة على جماعة الإخوان من خلال الدعوة إلى استئصالهم رافضا الدعوات المطالبة باحتوائهم أو استيعابهم كجزء من المجتمع المصري نافيا عنهم صفة الإيمان.
في المقابل لم تحذ مشيخة الأزهر وعلى رأسها الشيخ أحمد الطيب حذو الأوقاف والإفتاء في موقفهما المعادي لجماعة الإخوان المسلمين ووصمهم بالخوارج تارة وبالإرهاب تارة أخرى أو تدعو إلى محوهم.
ويأتي هذا الفيديو في إطار خطة نظام السيسي لشيطنة خصومه السياسيين؛ الأمر الذي خلق أزمة ثقة بين المؤسسات الدينية والمجتمع بسبب ابتعادها عن دورها الرئيس وظهر ذلك جليا في التضارب الذي شهدته رؤية عيد الفطر الماضي .
هذا الفيديو سبقته سلسلة أخرى حرصت من خلالها دار الإفتاء على دعم عبدالفتاح السيسي خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي حيث اعتبرت التصويت لصالحه واجبا شرعيا بالإضافة إلى فتاوى أخرى عن حرمة مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي مررها نظام الانقلاب.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي شنوا هجوما عنيفا على دار الإفتاء المصرية التي حصرت دورها على تلميع نظام السيسي وشيطنة الإخوان بدلا من نشر الوعي الديني بالإضافة إلى صمتها عن قتل وإعدام شباب مصر.
المهندس مدحت الحداد، عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، أكد أن الصراع بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام العسكري منذ فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكلما انقض العسكر على الإخوان المسلمين تأتي إحدى المؤسسات الدينية الرسمية لتنهش في لحم الجماعة.
وأضاف الحداد في حواره مع برنامج “قصة اليوم” على قناة “مكملين” في الخمسينات والستينات وصفت مؤسسة الأزهر الإخوان المسلمين بإخوان الشياطين وعندما خرجوا من السجون واشتركوا في كل مناحي الحية صدر عن نفس المؤسسة كتاب يروج لجماعة الإخوان المسلمين وهذا الكتاب كنا نستشهد به أيام المحاكم العسكرية في فترة حكم المخلوع حسني مبارك.
وأوضح الحداد أن محمد مختار جمعة يتملق السيسي بالهجوم على الإخوان وللمحافظة على منصبه، مضيفا أن الإخوان المسلمين طوال 90 عاما لم يقدموا للشعب المصري إلا كل خير ويشهد لهم بذلك عموم الشعب المصري.
بدوره قال الشيخ محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف بحكومة الانقلاب، إن محمد مختار جمعة مفتى وزير الأوقاف له العديد من الفيديوهات التي يفتخر فيها بتتلمذه على يد علماء جماعة الإخوان المسلمين، وكل من يهاجمون الإخوان اليوم كانوا خلال فترة حكم الرئيس محمد مرسي يتسحون في الإخوان أو يزعمون بأن لهم جذورا إخوانية أو أنهم إخوان وكانوا يكتمون إيمانهم.
وأضاف الصغير في مداخلة مع برنامج “قصة اليوم” على قناة “مكملين”، أن مصطلح الخوارج في الإسلام بالمعنى العقدي هم من يكفرون مرتكبي الكبيرة والإخوان المسلمين أبعد الناس عن التكفير حتى من يستحقون التكفير، وإذا كانوا يقصدون بمصطلح الخوارج المعنى السياسي وهو الخوارج على الحاكم فمختار جمعة وزمرة المنقلبين ينطبق عليهم هذا الوصف عقب خروجهم على الرئيس محمد مرسي .
وأوضح الصغير أن كل من يريد أن يتقرب أو يتودد من نظام السيسي لابد أن يضع كلمة الإخوان في جملة حتى باتت مهاجمة الإخوان هي الوسيلة الوحيدة للتقرب من جنرالات العسكر.