رغم سقوط ما يزيد عن 54 شهيدا في يوم واحد بإدلب الشمالية، بفعل قصف مشترك بين قوات بشار الأسد المتمركزة حول إدلب في جبل الأكراد والمدعومة من الطيران الاحتلال الروسي، فإن راجمات الصواريخ الروسية الأسدية ما تزال تقصف أطراف بلدة بداما بريف إدلب الغربي.
ومع استمرار القصف علي إدلب أطلق مدونون ونشطاء هاشتاج “إدلب تباد بمباركة عربية” تناقلت الدعاء للشهداء وصور الإجرام الواضح أمام العالم الصامت أو المؤيد قتل المسلمين.
ومع مهاتفة وزير الخارجية التركي شاويش أوغلو نظيره الروسي نفت روسيا مشاركتها في القصف الذي أوقع 20 قتيلا على الأقل بمدينة خاضعة للمعارضة السورية على حسب ما نقلت انترفاكس الروسية، وهو تصريح عادة ما تصدره موسكو في أعقاب هكذا مجازر، وبعدما قدرت الأمم المتحدة عدد الذين نزحوا منذ بدء الهجوم بنحو 330 ألفا.
وقالت مصادر طبية سورية إن عدد ضحايا غارات روسيا ونظام الأسد على منطقة خفض التصعيد بإدلب ارتفع إلى 50 شهيدا منهم أطفال ونساء في أماكن مدنية عادة تنفي روسيا استهداف تلك الأماكن مع ادعاء أنها فقط تقصف مواقع لداعش.
وقالت منظمة أيادي السورية إن شهداء قصف إدلب وصل إلى ٥٤ شهيدًا من أبنائه، بينهم ٣٩ شهيدًا في معرة النعمان، وإصابة أكثر من ٨٦ مدنيًا معظمهم نساء وأطفال، وذلك جراء استهدافهم بمختلف أنواع الأسلحة الجوية والبرية من قبل نظام الأسد.
وقال الصحفي المستقل ابو الهدى الحمصي إن مجزرة مروعة ترتكبها طائرات موسكو في مدينة معرة النعمان بريف إدلب راحت ضحيتها أكثر من ٢٠ شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين والعالقين تحت الانقاض جراء استهداف سوق شعبي في المدينة.
وكشف أنه بالمقابل قصفت الفصائل الثورية تجمعات ونقاط عصابات الاسد في ريف حماة ردًّا على المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين في المناطق المحررة، فضلا عن تدمير الثوار قاعدة إطلاق صواريخ مضادة للدروع لعصابات الاسد على جبهة الحماميات في ريف حماة الشمالي بصاروخ مضاد دروع.
وتستمر روسيا بمساندة راجمات بشار حتى أمس بأكثر من خمس مروحية تابعة لعصابات الأسد قصفت مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي.
فيديو: جريمة حرب! الروس يقصفون سوقاً شعبياً في مدينة معرة النعمان بريف #ادلب.. أكثر من 20 شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين والعالقين تحت الأنقاض 22-7-2019
كأنها القيامة هنا !
التقرير كاملاً: https://t.co/fQdZJhpoKH pic.twitter.com/LrKCQ54g9h
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) July 22, 2019
وأكد رجال إنقاذ وسكان قد ذكروا في وقت سابق أن طائرات روسية نفذت غارات جوية، استهدفت معرة النعمان، وهي مدينة ذات كثافة سكانية عالية في جنوب محافظة إدلب.
وقال عبد الرحمن الياسر، وهو رجل إنقاذ من فريق الدفاع المدني في إدلب يبحث عن جثث ضحايا تحت الأنقاض، لرويترز “جثث العالم في الأرض. الله ينتقم من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الرئيس السوري) بشار على جرائمهم”، بحسب “يورو نيوز”.
وقال رجال إنقاذ إن الأسواق والمناطق السكنية استهدفت بشكل متكرر في حملة تشنها سوريا وروسيا منذ نهاية أبريل، مشيرين إلى أن الهجمات على المناطق المدنية أدت لمقتل المئات.
وقال سكان إن تصعيد الضربات على المراكز الحضرية أطلق موجة جديدة من النزوح باتجاه المنطقة الحدودية مع تركيا.
ولم ينجح الهجوم حتى الآن في تحقيق تقدم كبير بالأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظتي حماة وإدلب حيث تبدي جماعات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا بجانب مقاتلين متشددين مقاومة شرسة في آخر معقل لهم.
تركيا وروسيا
وحمل وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو “مسؤولية وقف هجمات النظام (في إدلب) تقع على عاتق جارتنا روسيا”.
حيث يشن النظام وروسيا منذ 26 ابريل الماضي، حملة قصف مكثفة على منطقة “خفض التصعيد”، التي تم تحديدها بموجب مباحثات أستانة المعلنة من قبل الدول الضامنة لمسارها (تركيا وروسيا وإيران) في منتصف سبتمبر 2017.
وفي الشهر الماضي قالت مؤسسة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا إن العملية الروسية-السورية استخدمت “أسلحة محظورة دوليا وأسلحة أخرى عشوائية في هجمات غير قانونية على المدنيين”.
وقال المعارض السوري ميشيل كيلو حول ادلب، إن تركيا لن تتخلى عن موقفها في مدينة إدلب وأنها ستبقي المنطقة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية.
وقال كيلو عن مصادر مقربة من دائرة الرئيس التركي رجب أردوغان “أن الأتراك لن يتخلوا عن إدلب لقوات الجيش السوري ولا لحليفته روسيا”.
وتابع كيلو: “الأتراك أبلغوا الجانب الروسي باستعدادهم لتزويد الميليشيات المسلحة في الشمال السوري بأسلحة قادرة على احتواء هجوم قوات الجيش السوري وروسيا وصده”.
وأردف كيلو: “وفي حال صعدت روسيا هجومها بشكل أكبر، فإن تركيا ستزود فصائل المعارضة بأسلحة مضادة للطائرات”.
وقال كيلو عن مصدره: “وفي حال زاد الضغط أكثر فإن تركيا مستعدة للدخول بجيشها في حرب حقيقية ضد من سيحاول الدخول إلى إدلب”.
ورأى كيلو أن “الأتراك والروس محكومون بالتوافق على سقف للتفاهم بما يخص القضايا الكبرى، وأن الخلافات في الجزئيات لا تؤثر على هذا التفاهم، هذه الجزئيات تملك منها تركيا هامشًا واسعًا فيما يفتقده الجانب الروسي، ولذلك فإن روسيا تحملت حماية الأتراك لهيئة تحرير الشام وتوقفت عن قصفها تسعة أشهر”.
الإغاثة التركية
وقامت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) بالتعاون مع “الأمم المتحدة” بإنشاء مخيم للنازحين في قرية “طورلاها” بريف إدلب، يحتوي على 400 خيمة، وتبلغ مساحته 30 دونمًا، لإيواء الفارين من قصف النظام على منطقة خفض التصعيد.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن منسق شؤون الهيئة في سوريا “زكي طاهر أوغلو” قوله: “إن قصف النظام للمنطقة أجبر حوالي 550 ألف مدني على النزوح إلى المناطق المجاورة للحدود التركية”.
وأضاف طاهر أوغلو أن المخيم تتوافر فيه جميع الاحتياجات الأساسية مثل الكهرباء وشبكة المياه والصرف الصحي، مشيرًا إلى توزيع مساعدات غذائية على العائلات المقيمة في المخيم حديثًا، مع توفر خيم مؤثثة بداخله.