دعوة جديدة لاجتياح طرابلس، فـ"الليبيون عليهم الاستعداد لأنهم على موعد قريب مع النصر" بهذه الكلمات ظهر اللواء المقاعد خليفة حفتر قائد ميليشيات الكرامة المدعومة إقليميا من مربع الثورة المضادة، وغربيا من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة ليهدد الحكومة الشرعية "الوفاق" والمجلس المنتخب والقوات الشرطية قوى الثورة الليبية التي تجمعت لمواجهة مشروعه في عملية بركان الغضب.
ويرى مراقبون أن خليفة حفتر يرتكن إلى تواطؤ المبعوث الأممي غسان سلامة مقابل الحكومة الشرعية المعترف بها أمميا ومقرها طرابلس.
أو من المنتظر أن يتلقى دعما عسكريا من السيسي الذي اتهمه خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، بالتدخل لدعم اقتتال بين الليبيين.
ولعل هذا ما اشارت إليه دراسة أعدها موقع الشارع السياسي عن تعليق رحلات الطيران البريطاني إلى مصر ورصد بين المخاوف احتمالية توجيه السيسي لضربات عسكرية مباشرة ضد حكومة الوفاق الليبية بطرابلس، بعد هزيمة خليفة حفتر، انطلاقا من قواعد عسكرية مصرية.
وحذرت من أن ذلك قد يهدد باضطرابات أمنية مضادة، أو أخطاء عسكرية وارد أن تصيب طيران مدني، وهو ما أكدته مصادر مقربة من خليفة حفتر، بانتهاء الثلاثي حفتر وحلفاؤه (مصر وفرنسا والإمارات) من خطة سرية للهجوم على طرابلس، وهو ما أعلنه حفتر خلال الساعات الماضية، بمطالبته الشباب بالمشاركة في الزحف على طرابلس. فيما حذر حكومة الوفاق الليبي من هجوم مؤكد على طرابلس من تحالف ثلاثي وهو فرنسا ومصر والإمارات.
مخاوف وتداعيات
وتحت عنوان "التحذيرات الأمنية البريطانية حول مصر… مخاوف وتداعيات ومخاطر"، يأتي اعلان بريطانيا وألمانيا تعليق رحلات الطيران إلى مصر، مساء السبت الماضي، كأبرز دليل على تراجع مستويات الأمن في مصر، بعهد الانقلاب العسكري، الذي يمسك بقبضة حديدية البلاد منذ أكثر من 6 سنوات من الانقلاب العسكري.
والتفتت الدراسة إلى أن موقع الحكومة البريطانية على الإنترنت، نشر خريطة لمصر محدثة وفق المخاطر الأمنية ونصائح السفر الجديدة المتعلقة بوجود معلومات لدى السلطات البريطانية بمخاطر أمنية محدقة، صدر على أساسها تحذير لرعايا بريطانيا في مصر من التواجد في بعض الأماكن، كما تم إلغاء جميع الرحلات الجوية الخاصة بشركة الخطوط الجوية البريطانية إلى القاهرة لمدة 7 أيام.
ونبه إلى أن الخريطة الجديدة المحدثة خلت من أي مناطق آمنة تماما؛ وصولا للامتدادات الصحراوية الغربية لمحافظات الصعيد، كمناطق لا ينصح بالسفر لها عدا الرحلات المهمة للغاية، فضلا عن تحذير الخارجية البريطانية، رعاياها المسافرين والموجودين في مصر من "هجمات إرهابية محتملة".
وانضمت شركة لوفتهانزا الألمانية إلى تعليق بعض خدماتها إلى القاهرة، لكن سرعان ما استأنفت رحلاتها
تهديدات إيران
وتوقعت الدراسة أن تكون إيران سببا بالتزامن مع تصاعد التوترات في الخليج على خلفية احتجاز إيران ناقلة نفط إيرانية، في مضيق هرمز بدعوى "عدم مراعاتها للقوانين البحرية الدولية".
ولعل ما يفسر القرار البريطاني، احتمالية أن تكون كلا من أمريكا وبريطانيا، قررتا القيام بعمليات عسكرية ضد إيران، وجرى منع الطيران تحسبا لهذه الهجمات الجوية في المنطقة ومخاطرها المحتملة على شركات الطيران.
وهو ما ترافق مع القرار الذي أعلنه الجيش الأمريكي عن بدء عملية "الحارس" لحماية الملاحة بالخليج في ضوء تصاعد التوتر مع إيران، وبدأت قوة بحرية مشتركة التحرك لحماية ناقلات الغرب وسط تحدي إيراني واضح.
الواقع الأمني
وأشارت إلى أنه يمكن أن يكون تطورات ميدانية في مصر، وأن العديد من التقديرات الاستراتيجية، التي تتدارسها دوائر استراتيجية، توقعت حدوث عمليات إرهابية وصلت بها معلومات للاستخبارات الغربية، خاصة في ظل توسيع نشاط داعش في سيناء وزيادة هجماتها وعجز الجيش والشرطة عن منعها.
وهو ما يرجعه خبراء لاحتمالية وصول الغرب معلومات عن شيء سيحدث في مصر في ظل معلومات ذكرتها حسابات سعودية على "تويتر".
كما رفعت درجة توقعاتها إلى احتمالية استهداف السيسي ودائرته الجهنمية أن تغطي علي مخطط الاطاحة بقيادات نافذة في نظام السيسي، قد تترافق مع تعديل وزاري كبير تتوقعه مصادر داخل النظام ان يكون مطلع الخريف المقبل، بحوادث عنف كبيرة وتفجيرات قد تستهدف مناطق في سيناء أو غيرها.
وأشارت إلى أن معلومات رصدتها دوائر استخبارية غربية، نقلت عنها وسائل اعلام تقارير، تشير إلى رصد خروج عشرات من ميليشيات محمد دحلان من سيناء إلى القاهرة ومدن أخرى؛ حيث العادة وقوع عمليات إرهابية ضخمة بترتيب مع النظام بخروجهم للمدن.
ضربة للسياحة
وخلصت الدراسة إلى أن القرارات البريطانية والألمانية ضربة للسياحة الأوروبية لمصر، والتي تعاني بالتبعية منذ سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء خلال شهر نوفمبر عام 2015.
ومع بداية العام الجاري، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نتائج الترشيحات الخاصة بقوائم السفر الأفضل خلال 2019، إلا أن القائمة استثنت مصر من دخولها.
بينما أكد مسئولون بشركات السياحة أن الإشغالات ضعيفة جدا في المدن الرئيسية على البحر الأحمر وخاصة في الغردقة وشرم الشيخ، وأن فقط 45 الف بريطاني وفدوا إلى مصر!
هروب الاستثمارات
وحذرت من أنه يضاف لتلك المخاطر المتوقعة، هروب مزيد من الاستثمارات الأجنبية من مصر على إثر عدم الاستقرار السياسي، بسبب غياب تداول سلمي للسلطة ولا ديمقراطية، وإغلاق مصر على العسكر وقائدهم الانقلابي، على عكس ما تمثله حاليا من مصدر للتوتر في ليبيا وفي اليمن وفي السودان وفي البحر المتوسط وفي البحر الأحمر، بل وفي فلسطين وأوروبا التي باتت لا تسلم من سياسات السيسي هي الأخرى، وما يسببه من سيول المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي، بسبب قمع السيسي.
