نشرت شبكة "نت بلوكس" لمراقبة أنشطة الإنترنت تقريرا، كشفت فيه عن أنها رصدت تعطيلا لمواقع إخبارية، من بينها موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وقناة الحرة الأمريكية، تزامنا مع اشتعال التظاهرات في مصر.
وأوضحت شبكة "نت بلوكس"، وهي مجموعة مستقلة من منظمات المجتمع المدني الدولية المعنية بالحقوق والحريات الرقمية على الإنترنت، أن اثنين من مزودي الاتصالات في مصر قاما، أمس الأحد، بتعطيل كبير لإمكانية الوصول إلى هذه الخدمات والمواقع الإخبارية.
وتلقت بي بي سي في القاهرة، على مدار اليومين الماضيين، تقارير وشكاوى متكررة من صعوبة تصفح الموقع من داخل مصر.
وكانت الهيئة العامة للاستعلامات، التي تتبع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، قد طالبت في بيان لها وسائل الإعلام الدولية بعدم الاستناد إلى مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار، وذلك لتخوفها من نقل الحقيقة في ظل التضليل الذي يمارسه إعلام العسكر مكررا نفس السيناريو الفاشل الذي اتبعه خلال التظاهرات التي أشعلت فتيل ثورة 25 يناير 2011.
وزعم ضياء رشوان، رئيس الهيئة وهو أيضا نقيب الصحفيين، أنه لن يتدخل في عمل المراسلين الأجانب، وأن الالتزام المهني يجب أن يحكم الجميع، مشيرًا إلى أن الهيئة لاحظت خلال الأيام الماضية حدوث تخط لهذه القواعد.
ويبلغ عدد المواقع المحجوبة في مصر أكثر من 500 موقع، وفق ما رصدته مؤسسة حرية الفكر والتعبير المصرية غير الحكومية.
وكان من المثير للتساؤل رفع الحجب عن بعض المواقع المحجوبة في مصر عشية التظاهرات التي دعا لها المقاول والممثل محمد علي، المقيم في إسبانيا، قبل أن تعاود السلطات حجبها مرة أخرى.
ومنذ صدور قانون تنظيم الصحافة والإعلام، توسع المجلس الأعلى للإعلام في قرارات الحجب والإيقاف والمنع، وفقا للصلاحيات التي منحها له القانون، فيما يتعلق بـ"الآداب العامة"، و"النظام العام"، و"الأمن القومي".
وتنص المادة الرابعة من الباب اﻷول في قانون تنظيم الصحافة والإعلام على: "يُحظر على المؤسسة الصحفية والوسيلة الإعلامية والموقع الإلكتروني نشر أو بث أي مادة أو إعلان يتعارض محتواه مع أحكام الدستور، أو تدعو إلى مخالفة القانون، أو تخالف الالتزامات الواردة في ميثاق الشرف المهني، أو تخالف النظام العام والآداب العامة، أو تحض على التمييز أو العنف أو العنصرية أو الكراهية".