ليت “مارين لوبان” كان اسم أوزة يتيمة أو بجعة مسكينة علقت أطرافها في جليد القطب الشمالي، وأرسل إليها شيطان الإمارات محمد بن زايد كتيبة كاملة لإنقاذها، حتى يدلس على العالم برقّة قلبه وحبه للكائنات والمخلوقات الضعيفة، ومساعدته على الحفاظ على البيئة وعدم انقراض الأوز، ولكن “مارين لوبان” التي أنقذها “بن زايد” بأموال المسلمين، في حقيقة الأمر، شيطانة تدير حزبًا فرنسيًّا يمنيًّا متطرفًا معاديًا للمسلمين.
ولم تكتف الإمارات بتمويل الثورات المضادة للربيع العربي في المنطقة، وكشف تحقيق لموقع فرنسي عن أن الإمارات أنقذت حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بزعامة “مارين لوبان”، من الإفلاس عام 2017 بمبلغ 8 ملايين يورو.

نور كابيتال
ولفت التحقيق إلى أن الحزب أعلن آنذاك عن أن المقرض هو رجل الأعمال الفرنسي النافذ في إفريقيا “لوران فوشيه”، بنسبة فائدة تصل إلى 6%؛ لكن وصول الأموال عبر مؤسسة نور كابيتال الإماراتية، التي تدير أصولا مالية، وضع الكثير من علامات الاستفهام حول المصدر الحقيقي لتلك الأموال.
وتشتهر “نور كابيتال” بإدارتها لأصول مملوكة لعائلات إماراتية في الحكم، ولأنها تتولى إدارة الأصول المالية فإن تحويلاتها لا تظهر بأسماء الأفراد بل باسم المؤسسات المساهمة فيها.
وأورد الموقع الفرنسي أن عقد الإقراض تم توقيعه في بانغي، عاصمة إفريقيا الوسطى، غير أن الأموال جاءت من أبو ظبي تحت إشراف أحد مسئولي “نور كابيتال”، وهو الفرنسي السويسري “أوليفييه كوريول”، الذي ظهر اسمه سابقا في تحقيقات قضائية.
وكان كتاب “مارين على علم بكل شيء” قد أكد أن الإمارات قدمت تمويلا لمارين لوبن، موضحا أنه بموجب الصفقة بين أبوظبي ولوبين تحصل الأخيرة على المال مقابل شنّها حملة على السعودية وقطر.
وتعود علاقة الحزب المتطرف مع الإمارات إلى 2014 عندما تقدم الحزب بطلب قرض من بنك إماراتي؛ ومنذ ذلك الحين تدعم تصريحاته السياسة الإماراتية.

قطر والسعودية
وأطلقت رئيسة الحزب تصريحات علنية داعمة للإمارات ومنتقدة لقطر والسعودية، وأكدت تواصل العلاقة بين الطرفين رغم فشل ذلك الاتفاق، إذ قالت في 30 سبتمبر 2014 على قناة فرانس24: “على فرنسا قطع علاقاتها مع قطر والسعودية لدعمهما المتواصل للإسلام الأصولي حول العالم، علينا الاعتماد على الدول الإسلامية التي تحارب الأصولية مثل الإمارات ومصر”، كما تمّنت أن تقيم معهما “تحالفًا كبيرًا”.
وتحدَّثت وسائل إعلام فرنسية سابقة عن علاقة قامت بين الإمارات والحزب على مرحلتين: “الأولى” الاجتماع السري الذي جمع رئيسة الجبهة الوطنية قبل الذهاب في عطلة ترفيهية، مع عميل استخباراتي من الإمارات العربية، بحسب مصادر موقع “أنتليجنس أونلاين”.
ذلك أن المعلومات شحيحة حول هذا اللقاء، الذي عقد في 20 يوليو 2014، في إقامة لوبان بسان كلو على جبل مونتريتوت، الإقامة التي غادرتها بعد 3 أشهر، وقد كان الترحاب حارًّا من قبل “مارين لوبان” لهذا العميل الإماراتي في حوار دام أكثر من ساعة، كان موضوعه قطر والإخوان المسلمين.
أما المرحلة الثانية فكانت، في مايو 2015، عندما قامت مارين لوبان بأول زيارة لها للشرق الأوسط، حيث زارت عصابة الانقلاب في مصر لمدة زمنية دامت 4 أيام، قابلت في القاهرة العديد من أفراد العصابة، من أبرزهم رئيس وزراء الانقلاب إبراهيم محلب وشيخ الأزهر محمد الطيب وبابا الإسكندرية تواضروس الثاني، حتى زارت وجلست في الكنيسة القبطية.
ليس هذا فحسب، فوفق موقع “أنتليجنس أونلاين” تكفّلت الإمارات بكل مصاريف زيارة رئيسة حزب الجبهة الوطنية للقاهرة، وهذا ما أكدته مصادر مقربة من الجبهة الوطنية لميديابار.
وليس هذا بالأمر الغريب، فأبو ظبي هي أبرز ممول خارجي للانقلاب في مصر، ففي مارس 2015 قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس وزراء الإمارات، إنه قدّم مبلغًا قيمته 13 مليار يورو لجنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، كما وعد بدفع 3.7 مليار يورو إضافية.
https://twitter.com/i/status/1180222307534622727