ألقت التظاهرات التي وقعت في مصر مؤخرًا بظلالها على أوضاع السجون والمعتقلات التي تعرض فيها السجناء لموجة من التشديد والتضييق، تمثّلت في منع الزيارات والتريض، وهو ما كشفته شهادات العديد من الأسر وأهالي المعتقلين.
وكتبت سناء عبد الجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عبر صفحتها على موقع فيس بوك: “الزيارة ممنوعة من سجن العقرب منذ 3 سنوات، والآن نعلم بوجود تجريد الزنازين وسحب الأدوية والمستلزمات الشخصية والأغطية التي يفترشونها، وفي ظل تدهور شديد لصحتهم، وعدم وجود أي رعاية طبية أو أدوية أو طعام، حيث تم إغلاق الكانتين ومنع التريض وغلق نظارة الباب التي يتواصلون من خلالها، وهذا من بعد الاحتجاجات الأخيرة، صب الله عليهم وانتقامه وجعل الله لزوجي د. البلتاجي ومن معه فرجًا ومخرجًا”.
الأمر نفسه أكدته الدكتورة منى الحداد، والدة جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، وزوجة المعتقل عصام الحداد مساعد الرئيس الشهيد محمد مرسي، في منشور لها على صفحتها بـ”فيسبوك” حيث أكّدت أن سجن العقرب حاليًا في حالة غلق وتجويع تام، وتم منع التريض والخروج من الزنازين ومنع الكانتين الذي يتيح شراء بعض ما يمكن أكله، مع تجريد المعتقلين من كل متعلقاتهم، حتى بلاط الزنازين تم خلعه”.
وقامت الدكتور منى بنشر أول صورة لنجلها جهاد الحداد، منذ سنوات، في جلسة البراءة الأخيرة يوم 11 سبتمبر المنصرم، وقد جيء به محمولًا يعاني من مشاكل صحية عديدة.
في سياق متصل، أعلن محامون مصريون عن وصول مجموعة جديدة من المقبوض عليهم على خلفية أحداث 20 سبتمبر إلى مجمع محاكم جنوب القاهرة، بينهم الصحفية إنجي عبد الوهاب وآخرون.
وبحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات، فقد شهدت محكمة زينهم حالة استنفار أمني قبل وصول عربات الترحيلات التي تقل مئات المعتقلين على هامش “تظاهرات 20 سبتمبر” الجاري، ومن المقرر أن تستكمل نيابات القاهرة بمحكمة زينهم التحقيقات مع المعتقلين على ذمة القضية 1338 لسنة 2019 حصر أمن الدولة.
وقالت زوجة البلتاجي، في مداخلة لقناة الجزيرة مباشر مساء أمس: إن سجن العقرب يعد أسوأ السجون المصرية، وكل السجون المصرية تمارس فيها انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين السياسيين.
وأضافت أن “إدارة السجن منعت الزيارة عن زوجها وزملائه منذ 3 سنوات، وكنا نطمئن عليهم من خلال جلسات المحاكمات، وهذه المحاكمات توقفت الآن منذ شهر ونصف، حيث حُكم على الدكتور البلتاجي بحكمين بالمؤبد في يومين، بالإضافة إلى حكم الإعدام .
إدارة سجن العقرب بعد استشهاد الرئيس مرسي أغلقت الكانتين تمامًا، ومنعت التريض والأدوية، وبدأت إدارة السجن تتبع سياسة الموت بالبطيء، وهو ما تسبب في تدهور حالتهم الصحية، مضيفة أن زوجها أصيب بجلطة دماغية منذ عدة أشهر، وقدَّمت الأسرة طلبات كثيرة لمصلحة السجون لعلاجه خارج السجن على نفقته فرفضت، بل ومنعت الأدوية عنه.
ابنها أنس معتقل منذ 6 سنوات في حبس انفرادي، ورغم حصوله على أحكام بالبراءة تم إخفاؤه قسريًّا لمدة 3 أشهر، وتم تلفيق قضية جديدة له بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، وتم اعتقاله مرة أخرى، وهو الآن محبوس انفراديًّا، وتم حرمانه من التريض ومواصلة دراسته انتقاما من والده.