قبل خروجه من عدن.. “بن زايد” دمّر الميناء وفكّك محطة للكهرباء وطالب بإرجاع المساعدات

- ‎فيتقارير

غادرت الإمارات وتركت خلفها ما يدلّ على حقدها وطمعها في ثروات اليمن، وخوفها من نهضة الشعب كان السبب الرئيسي لمشاركتها لخمس سنوات ضمن قوات “تحالف” الإخوة الأعداء، والتي جاءت محاصصتهم أرض اليمن أن تكون عدن من نصيب السعودية، مع رؤية من المسئولين اليمنيين أن الإمارات ستعزز وجودها في ساحل حضرموت وجزيرة سقطري، وأن الحكومة تضغط من أجل خروج إماراتي كامل من البلاد، لكن السعودية ترى أن عودة الحكومة إلى عدن الآن ضرورة قصوى بدلاً من الحديث عن إخراج الإمارات من البلاد.

وبالفعل- كما تقول الصحفية المستقلة منى صفوان- فإن 10 طائرات سعودية وصلت مطار عدن تحمل جنودًا سعوديين، لتحل في عاصمة الحكومة الشرعية بدلا من الإمارات.

عند الرحيل

وعن رحيل محمد بن زايد من أرض اليمن، اعتبر مراقبون يمنيون أنه مشهد يسجل في التاريخ يدل على الحقد الأعمى الذي يتمتع به عيال زايد، بعد أن طالب مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي بإرجاع مساعدات قدمها في عدن!.

أما الأكثر خسة، برأيهم، فكان إغراق 3 سفن عمدا في ميناء عدن؛ لتعطيله عن النهوض ليكون مصدر دخل لليمن ولحكومة الشرعية التي رفضت التنازل للإمارات.

ونقل متابعون كيف أن الإمارات نقلت المعتقلين من مقر التحالف في عدن إلى مقرهم في الريان والمكلا وعصب، وعددهم لا يقل عن ١٢٠ معتقلا في سجونهم السرية، وبعضهم سلمتهم للسعودية، ولا يوجد أي تسليم للحكومة اليمنية في هذا الملف!.

وعلى غرار المواقف السالفة، نقلت قوات الاحتلال الإماراتي قطع توربين المحطة الإماراتية التي كان مقررا تركيبها بعدن، وقال شهود عيان إن عددًا من الشاحنات وضعت قطع التوربين إلى ميناء الزيت ومنه إلى أبوظبي.

وكانت الإمارات قد أعلنت عن منح عدن محطة كهرباء بقدرة 100 ميجا، إلا أنها تراجعت عن ذلك وقررت أخذ محطتها أثناء مغادرتها عدن.

كذلك سحبت الإمارات مولدات الكهرباء وبعض المعدات الطبية التي كانت قد سلمتها لبعض مناطق عدن، مع أنها سجلتها لدى الأمم المتحدة كدعم لليمن.

وتساءل يمنيون: هل ستقوم الإمارات بسحب المسدسات الكاتمة للصوت الخاصة بالاغتيالات والأسلحة التي وزعتها على المليشيات المتطرفة والتي قتلت بها عشرات العلماء والقياديين بالحكومة وحركة الإصلاح اليمني؟ أم ستُبقي أدوات الموت والخراب؟!

https://twitter.com/A58K8UQ6vacJbUC/status/1186753079082917895

مؤشر فشل

واعتبر مراقبون أن خروج محمد بن زايد على كل الأحوال مؤشر على فشل مخططاته في اليمن، وتحطم مشاريعه الاستعمارية على صخرة اليمنيين، بعدما أخلت الإمارات، الثلاثاء، قواتها من مقر التحالف العربي بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن “جنوبي البلاد”، حسب مصدر عسكري.

وقال المصدر في تصريحات لـ”الأناضول”، إن الإمارات سحبت كل أسلحتها ومعداتها العسكرية من مقر التحالف العربي بمدينة البريقة غربي عدن، بحضور ضباط سعوديين وإماراتيين وبعض قيادات المقاومة الجنوبية.

وأضاف المصدر: “أفرغت الإمارات كل الأشياء المتعلقة بها، بما في ذلك أجهزة الاتصال وبعض المعدات الثقيلة التي تستخدم في أغراض مدنية، كسيارات الإسعاف والمكائن المستخدمة في شق الطرقات.”

وكانت الإمارات قد أوقفت قبل 3 أيام نشاط هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، تزامنا مع انتشار قوات سعودية في عدد من المواقع الاستراتيجية بالمدينة منذ الأسبوع الماضي.

ووفقا للمصدر ذاته، ستتولى قوات سعودية الإشراف على مقر التحالف العربي الذي يعد قاعدة عسكرية كبيرة، فضلا عن كونه منطلقًا لطائرات الأباتشي وأسلحة المراقبة الجوية.

انسحاب الخاسر

وبإخلائها لمقر التحالف العربي، تكون الإمارات قد أنهت بشكل كامل الإشراف على الملف الأمني والعسكري في عدن، والذي تولت القيام به منذ تحرير المدينة من قبضة ميليشيات الحوثي، في 17 يوليو 2015.

وانتشرت القوات السعودية منذ الأسبوع الماضي في عدد من المواقع الاستراتيجية بعدن، في إطار جهود لإنهاء النزاع القائم على السلطة بين الحكومة الشرعية، وقوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا.

وفي أغسطس الماضي، اندلعت معارك عسكرية بين قوات الحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، أفضت إلى سيطرة الأخير على عدن وبعض المحافظات القريبة منها.

ومنذ أكثر من شهر، تستضيف السعودية محادثات غير مباشرة بين الحكومة اليمنية وقيادة الانتقالي الجنوبي للوصول إلى تفاهمات تنهي الأزمة القائمة في عدن.

هاشتاج الرحيل

ودشن ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #الامارات_تغادر_عدن، مستنكرين جرائم أبوظبي في اليمن.

وعبر اليمنيون عن سعادتهم بمغادرة الإمارات لعدن، بالتزامن مع انتشار قوات سعودية لتسلم المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الإماراتية ومليشياتها المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال نشطاء: “إلى مزبلة التاريخ تخرج من أرضنا ذليلة صاغرة تلحقها لعنات الشعوب”. وأشار آخر “في كل أرض لن تمروا ولن ننسى.. سوف نعيد الكرة عليكم ونعطيكم الصاع صاعين، وإن غدًا لناظره قريب”.

من جانبه كتب غالب السميعي، “بعد جرائمها الكبيرة، والكثيرة، بحق الشعب اليمني، على مدى خمس سنوات مضت، ها هي الإمارات تغادر عدن!!”.

وأضاف، “لو وُضع استبيانٌ للشعب اليمني عن أقبح، وأجرم، وأكره دولة في العالم لهم لقالوا بصوت واحد : الإمارات”. خاتماً تغريدته: “فلتذهب إلى الجحيم..  وإلى حيث ألقت رحلها أم قشعم!!”.