شاهد| تداعيات مقتل “البغدادي” على مستقبل تنظيم الدولة في سوريا والعراق

- ‎فيعربي ودولي

قبل نحو عامين، أعلنت بغداد عن تحقيق النصر على تنظيم الدولة بعد حرب ضارية استمرت 3 سنوات، لتنهار ما أطلق عليها زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، "دولة الخلافة" على أراضي الجارتين العراق وسوريا.

دولة البغدادي التي ضمت خلال أشهر قليلة ثلث مساحة العراق ومناطق شاسعة في سوريا، تحولت إلى خلايا متفرقة تنتشر في مناطق ومدن مختلفة، وتستطيع أن تشن عملياتها ضد الجيوش النظامية، وبدا أن مقاومتها أصعب من مجابهة مقاتليها صفًّا واحدًا على أرض ترفع رايتها.

منذ ذلك الحين تسابقت أجهزة مخابرات العالم لاصطياد زعيم التنظيم، وتمكّن من الإفلات من عمليات استهداف مباشرة وغير مباشرة في مرات عديدة أُعلن في كثير منها عن نبأ مقتله فكان ظهوره في كل مرة أكثر إهانة لقادة دول التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، بل وأكثر إنعاشًا لأحلام مقاتليه .

واليوم أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقتل البغدادي في عملية عسكرية أمريكية خاصة، وبدعم من أطراف دولية عدة، ليضع الكثير من علامات الاستفهام حول دلالة تنفيذ هذه العملية وتوقيتها، فضلا عن الأطراف المعنية بتنسيقها في أعقد مناطق الصراع وأشرسها على الأراضي السورية .

وأوضح ترامب أن البغدادي قُتل مع ثلاثة من أطفاله بعد أن فجّر سترته المفخخة، مؤكدا أن نتائج اختبارات الحمض النووي أثبتت أنّ الجثة تعود للبغدادي.

وأشار ترامب إلى أن العملية لم تكن لتتم من دون مساعدة دولية، مشيرًا إلى فتح القوات الروسية المجال الجوي السوري للقوة، كما قدمت أطراف إقليمية معلومات إيجابية عن موقع البغدادي قبل العملية.

قناة "مكملين" ناقشت- عبر برنامج "قصة اليوم"- دلالات عملية استهداف البغدادي وتداعيات مقتله على مستقبل التنظيم، وصراعات الوجود العسكري الأجنبي في الشمال السوري.

العميد صبحي ناظم توفيق، الخبير العسكري العراقي، أكد أن مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة، في غارة جوية أمريكية انطلقت من قاعدة "عين الأسد" على بعد 600 كم بأقصى غربي العراق من موقع العملية، ومشاركة قوات النخبة الأمريكية "دلتا"، يؤكد وجود معلومات استخباراتية على أعلى مستوى.

لكنه لم يستبعد أن يكون استهداف البغدادي مسرحية، وأن الإدارة الأمريكية لن تعرض جثته أو صور العملية على غرار حادث مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان، والذي قالت أمريكا إنها ألقت جثته في البحر .

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/538561460255265/

بدوره رأى أحمد فريد مولانا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن هناك معلومات عن استهداف البغدادي صدرت من 3 جهات: "الأولى" الإدارة الأمريكية، و"الثانية" من مسئولين أتراك وعراقيين لوسائل الإعلام، و"الثالثة" تصريحات شهود عيان بمكان العملية.

وأضاف مولانا أن شهود العيان أكدوا حدوث إنزال جوي في أقصى الجنوب الغربي لقرية تابعة لإحدى مدن إدلب، أعقبه اشتباكات امتدت لثلاث ساعات، ما يؤكد أن المستهدف شخصية مهمة، وتوقع البعض أن يكون المستهدف قائد تنظيم حراس الدين، أو قائد هيئة تحرير الشام الجولاني، أو حتى يكون الظواهري قبل أن يعلن ترامب عن مقتل البغدادي.

وأوضح مولانا أن هذا النمط من الإنزال الجوي ثم الاشتباك والقصف، يعتمده الأمريكان كنمط عسكري يقوم على 4 مراحل، وهي تحديد الهدف وهذا قد يحتاج سنوات، والثانية هي الاستهداف، والثالثة معاينة مسرح العملية والتعرف على الجثمان وجمع الوثائق والمعلومات وأجهزة الحاسب والهواتف لاستغلالها لمطاردة باقي عناصر التنظيم، والمرحلة الرابعة هي قصف المكان.

وأشار إلى أن تفجير البغدادي نفسه من خلال سترة ناسفة يكذب رواية ترامب بأنه كان مذعورًا وخائفًا ويصرخ، مضيفا أن ترامب أراد استغلال العملية سياسيًّا لصالحه.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/472084896746425/