“هوس الممر”.. هل اقتربنا من افتتاح مدرسة الشهيد أحمد فلوكس؟

- ‎فيتقارير

يبدو أن هوس جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي بفيلم “الممر” قد تخطّى حده، حتى إنه بات يُصدّق الرواية المصطنعة التي ألّفها صانعو الفيلم، والذين تجاهلوا روايات حقيقية لا يزال أبطالها الحقيقيون على قيد الحياة، كان من الممكن أن تَخرُج من رحمها أعمالٌ سينمائية تخلّد حرب أكتوبر 1973، كدراما عسكرية عن الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف؛ يتسابق المصريون كبارًا وصغارًا على تمجيدها.

ورصد نشطاء وسياسيون صورًا تُظهر أحد ممثلي الفيلم، وهو الممثل أحمد فلوكس، أثناء طوافه في ندوات صُنعت خصيصًا في المدارس الإعدادية والجامعات المصرية، ليحكي لهم عن حرب أكتوبر ويسرد لهم تفاصيل النصر. والمثير أن “فلوكس” ذاته وُلد بعد حرب أكتوبر بثماني سنوات، أي أنه من مواليد 1981 في العام الذي قتل فيه السادات!.

استغلال العسكر للفن

وقام السفيه السيسي بتكريم ممثلي فيلم “الممر”، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، ويستعد أبطال الفيلم للجزء الثاني منه، والذي كلف ميزانية المخابرات الحربية أكثر من 100 مليون جنيه، تلك الميزانية التي تمتص مخصصاتها من جيوب المصريين، حيث يقوم المخرج شريف عرفة بإعداد السيناريو، ومن المحتمل بدء تصويره في 2020.

والجميل في الموضوع أن “فلوكس” بدأ يتعامل مع المصريين الذين يقابلهم كونه شهيدا في الفيلم، وحتى يصل فلوكس إلى رضا السفيه السيسي هاجم في وقت سابق الفنان والمقاول محمد علي، زاعما أن “عليّ خولت له نفسه محاولة الوقيعة بين الجيش والشعب، وأن هناك من علق آماله على هذا الفنان، وأنه فى حالة الحرب لن نجد محمد علي وأمثاله الذين يهاجمون جيش بلادهم”، وهذا على أساس أن أمثال فلوكس سيمكثون في الأرض وقت الحرب!.

وفي تعليقها على تلك الأعمال، قالت بطلة مسلسل “نقرة ودحديرة”، الفنانة إلهام عبداللاه: إن “ما يحدث من استغلال العسكر للفن ليس بالجديد، وإحقاقًا للحق هم نجحوا بجدارة في اختيار تلك الوسيلة، وكنت أتمنى أن نواجههم بنفس السلاح الأكثر تأثيرًا بالمجتمع”.

“إلهام” أشارت إلى حجم سيطرة الجيش وأجهزة المخابرات على كافة المؤسسات الفنية؛ سعيا “لتشويه الإخوان المسلمين والمعارضة بشكل عام”، موضحة أن الأمر “لم يتوقف على الأغاني وبرامج التوك شو وانتقل للدراما والسينما، وحتى الرقابة التي فرضها السيسي على الصناعة، فلم يعد يخلو مسلسل ولا فيلم من تلميع للجيش والشرطة”.

وتعتقد الفنانة المعارضة من إسطنبول، أنه “بعد فضيحة السيسي على يد الفنان محمد علي، وكشف المستور عنه وعن الجيش؛ كان لزاما عبر (الممر) وغيره من الأعمال عمل غسيل أدمغة وإعادة برمجة للشعب لتقبل العسكر، والزعم بأن هناك كواليس يعيشها ويتحملها الجيش لأجل الحفاظ على الوطن لا يعرفها الشعب، وهذه أكذوبة”، حسب قولها.

صورة زائفة

وسخرت “إلهام” من ظهور السيسي والمشير حسين طنطاوي بتهنئة أبطال فيلم الممر، وقالت إن فيلم “إبراهيم الرفاعي”، والتجهيز لجزء ثان من “الممر”، ومسلسل “الاختيار”، والأفلام والمسلسلات التي تُكتب الآن لشركات الإنتاج، غير الأفلام التسجيلية التي وضعت خطتها وزارة الثقافة، كلها لتبييض وجه السيسي ونظامه”.

وتعتقد الفنانة إلهام أن “السيسي ونظامه يقومون بالتغطية بالأفلام والمسلسلات والبرامج على نهبه وعائلته ثروات مصر وبيع أراضيها، بينما ينتشر المرض والجهل والفقر والتهجير لأهالي المناطق الحدودية، بل وقتلهم بطائرات هي ملك للشعب”.

وختمت قائلة: “إن ما يحدث هو “لتلميع صورة الجنود والضباط المصريين الذين يقومون بدور غير دورهم الحقيقي، وترسيخ الصورة الزائفة التي ينشرها النظام إعلاميًّا”.

من جهته يقول الناشط المقيم في أمريكا شريف عثمان: “السيسي سيمنح الممثل أمير كرارة باشا مصر 5 ملايين جنيه أجره عن مسلسل “الاختيار” الذي سيعرض على المصريين في رمضان القادم، فقط ليأخذ السيسي اللقطة”، مضيفا: “الشهيد أحمد المنسي صديقي ودفعتي، وبدلا من إنفاق 10 ملايين أو 15 مليونا على مسلسل أولى بهم تأمين الجنود والضباط”.