الاستغلال شعار استهلكه العسكر منذ انقلاب كبيرهم الذي علمهم القمع جمال عبد الناصر، بداية من استغلال موارد الدولة المصرية في سفههم ورفاهية أبنائهم وأحفادهم، إلى استغلال أوراق التاريخ وتعمد الكذب والتشويه لكل من وقف أمام طوفان تجريد مصر من حريتها، حتى وصل بنا الحال إلى أن يخرج جنرالهم المُهان ليصف مصر بالمرأة التي وقعت في الخطيئة فكشفت ظهرها وعرت كتفها.
ولم يترك جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي مناسبة تمر إلّا واستغلها، مطلا بوجهه العكر على وجوه المصريين، مذكرًا إياهم بنعمته عليهم، فهو الذي أفقرهم وأعياهم وأجهلهم وخرب بيوتهم، وألقاهم أحياء من القطارات، وقبلها تركهم يصارعون أمواج الأمطار والصعق من أعمدة الكهرباء التي حصدت أرواحهم، وحجته أنه يبني مصر “عشان تبقى كده”.

أوزعة المشاهير!
وبعد الانقلاب العسكري في مصر عام 2013 واختطاف الرئيس الشهيد محمد مرسي، هرول السفيه السيسي تجاه المشاهير ليفيضوا عليه بالشعبية والقبول لدى المصريين، ففي ذكرى احتفالات السادس من أكتوبر عام 2013، دعا السفيه السيسي بعض الممثلين، وعلى رأسهم الفنان “أحمد السقا”، و”سامح حسين”، لحضور احتفالات أكتوبر.
وفي مايو عام 2014، دعا السفيه السيسي إلى عقد اجتماع مع الممثلين، وذلك أثناء مسرحية ترشحه للرئاسة، إذ كان من أبرزهم الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وإلهام شاهين، وعزت العلايلي، ودار الحوار بينهم حول مستقبل الفن والإبداع في مصر!.
كما أنه لم يترك شخصية سياسية أو شهيرة في أي مجال إلا وأجبرها على الظهور معه، حتى يرتزق منها بشعبية توحي للجاهلين أنه حبيب الملايين وقبلة المشاهير، حدث ذلك مع رؤساء دول كبرى داعمين للانقلاب، مثل ترامب وماكرون وميركل، وحدث مع مشاهير مثل اللاعب الدولي محمد صلاح، ويحدث قريبًا مع قرينة ملك الأردن.
وفيما ينتظر إعلام الانقلاب أن تجري الملكة الأردنية، رانيا العبد الله، زيارة إلى مصر قربيا، يرجح أن تكون مخصصة لزيارة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي تخرجت منها عام 1991، يؤكد مراقبون أن السفيه السيسي لن يفوّت تلك الزيارة بلا استغلال، فإن لم يظهر هو نفسه في استقبال الملكة رانيا، فسوف يزج بزوجته “انتصار” لتأخذ اللقطة بديلا عنه.
والخميس، قال رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة، فرانسيس ريتشاردوني، إن الملكة رانيا ستحل ضيفة على الجامعة في فبراير المقبل، وذلك خلال احتفالية إطلاق نادي الجامعة للصحفيين والإعلاميين، وحصلت الملكة رانيا على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال وعلم النفس من الجامعة الأمريكية، في القاهرة عام 1991.
أما إجبار المشاهير وذويهم على تأييد السفيه السيسي واستغلالهم، فلم يسلم منه والد نجم كرة القدم الدولي محمد صلاح، بعد ظهوره في مقطع مصور، وأعلن عن تأييده للسفيه السيسي، وذلك قبل يوم من مظاهرات 20 سبتمبر الماضي.

تحيا مصر!
وظهر والد صلاح وهو يتلو- على ما يبدو- بيانًا مكتوبًا جاء فيه “رسالة موجهة إلى السيسي، من أسرة الكابتن محمد صلاح ومني شخصيا، نحن لا نشكك في قدرات سيادتك ونؤيدك؛ لأن سيادتك اللي أنجزته في فترة قصيرة جدا لمصر شرف لكل المصريين الشرفاء”.
وأضاف “سأقول لسيادتك إن التاريخ سوف يعيد نفسه في المستقبل إن شاء الله، وكل مصري شريف هيعرف إن كان فيه بطل من أبطال مصر أنقذ هذه الدولة من المغرضين، ونحن معك يا سيادة الرئيس ومع جيش مصر”.
وأنهى والد صلاح المقطع بترديد عبارة “تحيا مصر” ثلاث مرات، مثلما دأب عليه السفيه السيسي وتعوّد عليه مطبلوه، وأثار المقطع جدلا عبر مواقع التواصل، حيث استنكر المغردون الزج بوالد أشهر اللاعبين المصريين في صراع سياسي.
وانتقد مغردون ما بدا أنه إجبار لوالد صلاح على تسجيل المقطع، بعد بثه بيانا من سيارته، ثم بث البيان نفسه ولكن في موقع تصوير آخر، وجاء المقطع المصور لوالد صلاح في خضم أزمة بين نجله واتحاد الكرة المحلي، بعد عدم التصويت لصلاح في سباق جائزة “الأفضل” التي منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم الشهر الماضي.
ولم يسبق لصلاح أن ظهر في مواقف مؤيدة للسفيه السيسي بشكل مباشر، وحاول أن ينأى بنفسه عن المشاكل السياسية، لكنه تعرض لانتقادات مختلفة من الإعلام المطبل للانقلاب، خاصة بسبب علاقته المميزة مع محمد أبو تريكة المتهم “بالإرهاب” من قبل محاكم الفرعون القاتل.