على طريقة الفراعنة في عبادة الموجودات من دون الله تعالى، بات واضحًا أن عسكر مصر الذين قادوا انقلابًا في الـ30 من يونيو 2013، يقدسون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويرفعونه إلى درجة الآلهة التي كان يعبدها رواد المعابد قديمًا، ولأنَّ كل معبود عند الأقدمين كانت له وظيفة يختص بها، فإن ترامب تحوّل لدى عسكر الانقلاب إلى إله نهب المسلمين وحلب الطغاة العرب.
يقول الناشط اليهودي عاموس قباص: “ترامب أخذ من السعودية فلوس أد الجزية اللي دفعناها إحنا والنصارى في تاريخنا كله للمسلمين”. أما ترامب فقد أكد كلام اليهودي “عاموس” بالقول مجددًا: إنه “على السعودية ودول حليفة أخرى الدفع مقابل حماية الولايات المتحدة لها”.
وقال، في خطاب له أمام أنصاره في ولاية ميسيسبي: إنه أخبر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بذلك، وإنه كان متجاوبًا، وأضاف أنه أبلغ الملك بأن الولايات المتحدة ستساعد المملكة، وأن عليه دفع أموال مقابل ذلك.

حلاب الطغاة
وفي فضحه للحوار الذي دار بينهما بهذا الشأن، نقل ترامب عن الملك المحلوب سلمان قوله: إنه لم يسبق أن طلب منه أحد دفع أموال، فرد عليه ترامب أنه يفعل ذلك الآن، مضيفا أن الملك كان “رائعا” حين تجاوب مع طلبه.
وفي الخطاب الذي ألقاه في حشد من أنصاره في مدينة توبيلو بالمسيسيبي تحت شعار “لنجعل أمريكا عظيمة مجددا”؛ صنّف ترامب السعودية ضمن دول أخرى “فاحشة الثراء”، عليها أن تدفع أموالًا مقابل نشر قوات أمريكية على أراضيها لحمايتها.
وكان الرئيس الأمريكي قد تحدث مرارًا بهذه الكيفية عن السعودية خلال اجتماعات جماهيرية لتعبئة مؤيديه، وتأتي تصريحاته هذه المرة بعد بضعة أسابيع من وصول تعزيزات عسكرية أمريكية تشمل جنودا وصواريخ إلى السعودية، عقب هجوم صاروخي على منشأتين لشركة أرامكو شرقي المملكة، وتبنى الحوثيون الهجوم، لكن الرياض وواشنطن اتهمتا إيران بأنها التي نفذته.

معبود العسكر!
ولا يخفى على طفل مُتابع أو محلل مبتدئ، غرام السفيه السيسي بالصهيوني ترامب، حتى إن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية سجلت واقعة خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في باريس، الشهر الماضي، سُمع فيها ترامب وهو يصف السفيه السيسي بـ”الدكتاتور المفضل”.
وقالت الصحيفة، إنه داخل غرفة مزخرفة فاخرة في فندق “دي بالاي” في بياريتز أثناء قمة مجموعة السبع التي عقدت بفرنسا، كان الرئيس الأمريكي ينتظر اجتماعا مع السفيه السيسي، وأثناء انتظاره نظر ترامب إلى تجمع من المسئولين المصريين والأمريكيين ونادى بصوت مرتفع قائلا: أين ديكتاتوري المفضل؟.
ويواجه السفيه السيسي انتقادات لحكمه الاستبدادي منذ توليه السلطة في عام 2013، وتلقت القاهرة في عهده اتهامات باحتجاز الآلاف من المعارضين السياسيين وتعذيب وقتل السجناء وقمع المعارضة السياسية، وفقا لتقارير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية ومنظمات غير حكومية.
وعلى هاشتاج #القاتل_عسكري_مش_كمسري، كتب الناشط السعودي بندر بن نايف: “يقول #السيسي “هتدفع؟ هوريك اللي ماشوفتوش، مادام هتدفع.. إنما ببلاش؟! أنا ما أعرفش حاجة اسمها ببلاش.. أنا بكلمكم بجد”، مضيفا: “فعلا عشان ٧٠ جنيه تم رمي شاب فقير يبيع ميداليات يدوية من القطر ومات”.
وترد الناشطة ندى الورد: “السيسي بيقول للشعب معنديش حاجة ببلاش وهتدفع يعني هتدفع.. وهو وعصابته واخدين كل حاجة ببلاش، والفقير بس اللي بيدفع.. في الدول المحترمة اللي زي محمد عيد بياخد إعانة بطالة وخصومات على تذاكر المواصلات، عندنا التذاكر ببلاش بس للي ناهبين خير البلد.. الفقير ملوش تمن”.