في استمرار لجرائم الانقلاب العسكري بحق أهالي سيناء، أعلن جيش الانقلاب، اليوم، عن مقتل 83 شخصًا وصفهم “بالتكفيريين”، ومقتل وإصابة ثلاثة من عناصره في شمال ووسط سيناء.
وقال الجيش، في بيان بثّه تلفزيون الانقلاب، “أسفرت الجهود خلال الفترة من 28 سبتمبر وحتى اليوم الاثنين، عن القضاء على 77 فردًا تكفيريًّا عُثر بحوزتهم على 65 قطعة سلاح مختلفة الأنواع بشمال ووسط سيناء.”
وأضاف البيان “كما تم تنفيذ عدة عمليات نوعية أسفرت عن مقتل 6 أفراد تكفيريين شديدي الخطورة”، ولم يحدد البيان أسماء القتلى أو انتماءاتهم كالعادة .
وأضاف الجيش أن القوات اعتقلت 61 من المشتبه فيهم جنائيًّا، وضبطت وفجرت 376 عبوة ناسفة خلال الفترة ذاتها.
كما أشار بيان الجيش إلى مقتل وإصابة ثلاثة عسكريين- بينهم ضابط- أثناء الاشتباك بمنطقة العمليات، دون تحديد عدد القتلى والجرحى بالتفصيل.
وبذلك يرتفع عدد العناصر المسلحة التي قتلها الجيش في سيناء خلال العملية الشاملة إلى 830 شخصًا. في المقابل قُتل نحو ستين عسكريًّا مصريًّا منذ فبراير 2018، حسب أرقام رسمية.
ومنذ فبراير 2018، يخوض الجيش المصري عملية عسكرية متواصلة بمختلف أنحاء البلاد، ضد ما يقول إنها تنظيمات مسلحة أبرزها تنظيم ولاية سيناء، الذي بايع تنظيم الدولة أواخر 2014.
وعقب إطلاق العملية العسكرية “سيناء 2018” قال الجيش المصري، في 11 فبراير 2018، إنه تمت تصفية 16 مسلحًا، وتوقيف العشرات، وتدمير مخازن عبوات ناسفة ومزارع لنباتات مخدرة ومواد متفجرة ومخابئ للتكفيريين.
وأوضح المتحدث باسم الجيش، في بيان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” (وهو الرابع بشأن العملية)، أن القوات المشاركة في العملية تمكنت حتى الآن من القضاء على 16 عنصرًا تكفيريًّا، وتدمير مخازن عبوات ناسفة ومواد متفجرة، وتدمير 66 هدفًا تستخدمها العناصر المسلحة في الاختفاء، كما أعلن عن توقيف 34 شخصا، بينهم أربعة أثناء محاولتهم مراقبة واستهداف القوات بمناطق العمليات.
مقتل 13 شخصا
وأعلنت داخلية الانقلاب عن مقتل 13 مسلحًا بزعم تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في مدينة العريش بشمال سيناء، شمال شرق البلاد.
وزعم بيان الداخلية أن تبادلًا لإطلاق النار وقع بين الشرطة ومجموعة من “الإرهابيين”، أثناء مداهمة الشرطة لمنزل مهجور بمزرعة في العريش، كانوا يختبئون فيه.
وأضاف البيان أن “الإرهابيين كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات عدائية” ضد قوات الأمن في سيناء، فيما لم يشر البيان إلى تفاصيل حول ما إذا وقعت إصابات في صفوف الداخلية.
مجزرة جديدة
وفي مجزرة جديدة بحق أهالي سيناء، شنّ الطيران الحربي المصري غارات عدة في محيط مدينة بئر العبد، أدت إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، أبرزها استهداف أسرة بأكملها من عائلة العوايضة من سكان قرية الدراويش، وذلك في محيط منطقة تفاحة التي تعرضت لهجومٍ دموي قبل أكثر من أسبوع.
وقتل 9 أشخاص على الأقل من عائلة واحدة، وأصيب 6 آخرون على الأقل، ونقلوا إلى المستشفى جراء سقوط قذيفة على شاحنة تقل مدنيين في بلدة بئر العبد في شبه جزيرة سيناء.
ولم يتضح على الفور من يقف وراء القصف الذي أصاب العائلة أثناء عودتها إلى المنزل من مزرعة الزيتون الخاصة بها، وفقا لاثنين من سكان البلدة.
إدانة حقوقية
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن قوات أمن الانقلاب ارتكبت انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين في شبه جزيرة سيناء، بعضها يصل إلى حد جرائم الحرب.
واتهمت المنظمة، في تقرير لها، قوات الأمن بشن حملات اعتقال تعسفي شملت أطفالًا صغار السن، والوقوف وراء حالات اختفاء وارتكاب تعذيب وقتل خارج نطاق القضاء، فضلا عن العقاب الجماعي وعمليات الإخلاء القسري.
وقالت “هيومن رايتس ووتش”، ومقرها نيويورك، إن تقريرها المؤلف من 134 صفحة يغطي الفترة من 2016 إلى 2018، ويستند إلى مقابلات مع 54 من سكان شمال سيناء، ومن المسئولين الحكوميين والعسكريين السابقين، ومن بيانات رسمية وصور بالأقمار الصناعية.
ووثقت المنظمة ما قالت إنه 50 حالة اعتقال تعسفي لسكان، بينها 39 حالة احتجاز في حبس انفرادي بمكان غير معلوم.
ونقلت المنظمة عن محتجزين سابقين، قولهم إن البعض لفظ أنفاسه في أثناء الاحتجاز؛ بسبب سوء المعاملة ونقص الرعاية الطبية، كما وثق التقرير 14 حالة قتل لمحتجزين خارج نطاق القضاء، باستخدام أساليب تشبه حالات مماثلة وردت في تحقيق أجرته وكالة “رويترز” ونشرته في أبريل الماضي.