“كبار العلماء”.. لماذا سكتت أمام قوادين ينشرون الفجور في السعودية؟

- ‎فيتقارير

ابتُلي العالم الإسلامي في أعز ما يجب الحفاظ عليه، وهي القيم والأخلاق الطيبة التي ميز الله بها الإنسان عن الحيوانات، لقد كانت البشرية فيما عرف من تاريخها في غاية الحفاظ على التمسك بالأخلاق والحشمة والحياء، بل منذ أن طفق آدم وحواء- عليهما السلام- يخصفان عليهما من ورق الجنة، والتمسك بالأخلاق الحسنة والبعد عن سيّئها.

وفي السعودية التي كان يُنظر إليها على أنها السد المنيع للمسلمين، اجتالت الشياطين من اجتالته، فإذا بالأمر ينعكس تماما بعد أن انتكست أخلاقهم وفسدت فطرهم، وتردوا في مهاوي الضلال وتنكروا للفضيلة، بل رأوها عارًا وتخلفًا ورأوا الثياب التي هي زينة للإنسان كالريش للطائر، رأوها تأخرا، فنبذوها في مجامع عامة تسمى نوادي العراة، حيث وصلوا فيها إلى ما لا تصل إليه الحيوانات، وصدق قول الله تعالى عليهم (أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ).

أين الهيئة؟

وقال حساب “مجتهد” على “تويتر”، إن هيئة كبار العلماء في السعودية تلقت رسالة مطولة شديدة اللهجة من مجموعة من النشطاء بعد حفل “إم دي إل بيست”، وأضاف الحساب أنه سينشر الرسالة كاملة بعد أن يأخذ الإذن من النشطاء.

لكن الحساب أورد مقتطفات من الرسالة التي جاء فيها، “إن الحكم صار بيد مجموعة من “القوّادين” سخروا إمكانات الدولة من جهاز أمني ومال وإعلام لنشر الدعارة والشذوذ والمخدرات والخمر، واستخدام إمكانات الدولة لإبعاد الناس عن الدين، واستخدام إمكانات الدولة لقمع القائلين بالحق والمدافعين عنه”.

وتضيف الرسالة: “دعونا نقولها علنا، بعد حفل الميدل بيست، الذي أعلن تركي آل الشيخ أنه سيعيده في جدة، لم يعد شك أنكم أيها العلماء تعطون ولاية الأمر لقوّادين يجاهرون بأنهم يريدون تحويل البلد لبيت دعارة ويستخدمونكم لحماية الدعارة والانحطاط. والفتوى بطاعة القوّادين خيانة ما بعدها خيانة”.

وتوجه الرسالة نفسها للعاملين في الجهاز الأمني والعسكري بالقول: “فأنتم والله ثم والله تحمون مجموعة من القوّادين وتحرسون الدعارة، وتحاربون أهل الخير ودعاة الحق. ولا تحاولون إنكار ذلك، فلم يعد شك بعد حفل المدل بيست أن هذا هو الواقع، وأنكم حماة للدعارة والشذوذ في أقبح صورها”.

ثم رسالة لعامة الشعب: “كيف يقبل أن يقوده عصابة من القوّادين؟ كيف يقبل أن تتحول بلاد الحرمين إلى وكر دعارة؟ كيف يقبل أن يصبح أبناؤه رجال أمن في حماية القوّادين وبيوت الدعارة؟ كيف يقبل أن يسكت عن قمع العلماء وشيوخ قبائل وأعيان خوفا من قوادين؟”.

وعبر هاشتاج “#رقص_منقبة_وقبلات_علنية” بموسم الرياض، انتفض السعوديون على منصات التواصل الاجتماعي فى وجه من اعتبروهم رعاة للعهر من “تركى آل الشيخ” إلى سيده محمد بن سلمان، قائلين “كفى فسقًا وفجورًا ومجاهرة بالمعاصي” .

ناشطون اعتبروا أن السماح لفتاة منتقبة بالرقص الفاضح فى وسط المسرح فى ملهى ليلى بين الشباب من الجنسين بالرياض، وهم يتصايحون بعبارات غير مهذبة تخدش الذوق والحياء العام، إهانة بالغة وجهتها هيئة الترفيه إلى الحجاب والنقاب، فى بلد يدعى حكامها خدمة الإسلام ورعاية المقدسات .

كل هذا التهتك!

مشهد الرقص الفاضح ليس إلا واحدًا من عشرات المشاهد المنافية للآداب الخادشة للذوق السليم فى فعاليات موسم الرياض، فتيات عمدن إلى إحراق النقاب وأخريات ارتمين فى أحضان الفنانين، وقد خلعن حمالات الصدور ورمينها عليهم، فهل هذه يا تُرى الصورة التى تريد هيئة الترفيه تقديمها أمام أنظار العالم عن الفتاة السعودية؟ وهل يرغبون أن يراها المجتمع الغربى والعالم ككل بهذا التهتك؟

ناشطون غاضبون اعتبروا أنّ هيئة الترفيه لم تكتف بهذا السوء الكبير الذى حدث والمناظر الفاضحة التى ملأت الفضاء وشاهدها الملايين، إنما حولت مهرجان الألوان إلى مهرجان للقبلات الحارة أمام مرأى الصغار والكبار، وأمام مرأى الشرطة المكلفة أصلا بحماية الذوق ورعاية الآداب العامة ومحاربة الانفلات والتفلت .

وغير بعيد عن ذلك استجلبت هيئة الترفيه مئات الفتيات من بلدان أوروبية وآسيوية لنشر وتقديم الخدمات الجنسية والفاحشة، بعد رفع القيود القانونية والأخلاقية لضبط الخلوة فى الفنادق .

فى هذا السياق الأخلاقي المنحط، انتشر مقطع فيديو لفتاة روسية تقدم الخدمات الجنسية فى شوارع الرياض فى النهار وعلى قارعة الطريق، وقد احتج الأحرار فى السعودية من مختلف مناطقها وبمختلف انتماءاتهم ودرجاتهم على هذا السلوك المنافى لكل القيم، وانتقدوا هيئة الترفيه، وأطلقوا عليها “هيئة العهر” مما أدى إلى مطاردتهم والزج بهم فى السجون، لكن ما لم يكن فى حسبان زبانية النظام هو تحول هذا الاحتجاج إلى ظاهرة شعبية كبرى عمت منصات التواصل الاجتماعي، وملأت ساحات الفضاء الإلكتروني، معلنة رفضها التام لسياسات محمد بن سلمان الداعية إلى الانحلال الأخلاقي، والمحاربة للقيم والموروثات الراسخة فى المجتمع السعودي والإسلامي ككل.