موسم الشتاء في مصر هو موسم سياحي بامتياز، ورغم ذلك ما تزال أرقام السياح متواضعة لدرجة الفشل الذي اعترف به السيسي في تعديله الوزاري، فألغى استقلال وزارة السياحة التي كان لها وضع و”شنة ورنة”، كما يقولون في عهود سابقة، وأسماء وزراء السياحة كانوا حتى وقت قريب من المعمرين، ومنهم فؤاد سلطان، وممدوح البلتاجي، ولكن في ظل سياسة اللاجدوى ضم السيسي الوزارة إلى وزارة الآثار، وأجلس عليها الوزير خالد عناني، وزير الآثار بحكومة الانقلاب الأسبق.
أما أحدث نكتة موجودة في السوق فتتماشى مع الانهيار والفشل، فتقول إن “السيسي تباحث مع وزير السياحة والآثار، خالد عناني، لهدم الهرم الثالث ليصبح هو خادم الهرمين”.
الطَّريف أن يأتي ذلك في وقت تتقدم فيه تركيا بدراسات جدوى لزيادة أعداد السائحين، فتبلغ حصيلة عدد السياح الذين زاروا البلاد خلال 2019، خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الجاري، بلغ 42.91 مليون سائح، بنسبة زيادة بلغت 14.3 بالمئة عن العام الماضي.
الغريب أنه جرت العادة من دول الثورة المضادة وبعض الدول الأوروبية وفي كل موسم سياحي، على إطلاق حملة فاشلة لتحذير الناس من السياحة في تركيا فيزداد أعداد السائحين!.

تصريحات فشنك
وزيرة السياحة بحكومة الانقلاب رانيا المشاط قبل رحيلها عن الوزارة، زعمت أن أعداد السياح الوافدين ستتخطى مستوى 2010 القياسي بنهاية 2019، وأن إيرادات السياحة حققت أعلى مستوى في تاريخها بنهاية 2018-2019 (12.5 مليار دولة)، وهو ما أثار كثيرًا من علامات الاستفهام في وقت تشكو فيه الفنادق من زيادة أعداد الغرف عن المطلوب بنسب كبيرة، وأنَّ الأرقام كذبت ما ادعته بوصول عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال العام الماضي إلى 6 ملايين على أقصى تقدير، في حين كانت أرقام 2010م تصل إلى نحو 14 مليون دولار.
الغريب أن المصريين لا يدركون أن العرب باتوا بعد هبوط أسعار البترول يلهثون في استقطاب السياح الأوروبيين والصينيين من مصر، وذلك سر سعي محمد بن سلمان إلى تنشيط السياحة لديه، وإن كانت تعني لدى أمراء الرياض السباحة بالبكيني وإباحة الخمور على شواطئ البحر الأحمر.
في مطلع ديسمبر وقبل إلغاء دورها دون سابق إنذار في وزارة السياحة، كشفت رانيا المشاط بقصد أو دون قصد، عن أنه لدى حضورها “سباق الفورميولا ١”، قالت “سألني الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن السياحة المصرية العام القادم، فأجبت أن هدفنا الأشمل هو توظيف واحد على الأقل من كل أسرة مصرية في قطاع السياحة والأنشطة المرتبطة به”.

منظومة فاشلة
صاحب حساب “التخطيط الفقير”، قال إن “آخر إحصائية عن عدد السائحين لدول العالم، وللأسف مصر فى المركز ٣٦. واضح من الجدول أن السياحة ليست آثارًا فقط، ولكن إدارة منظومة السياحة فاشلة شاملة أماكن الآثار وسائل المواصلات وسائقي التاكسيات والمطاعم والتعامل مع السائح، وشعور السائح بالحرية وتواجد الشرطة في كل مكان”.
آخر احصائية عن عدد السائحين لدول العالم ، و للأسف مصر فى المركز ٣٦. واضح من الجدول ان السياحة ليست آثار فقط ولكن إدارة منظومة السياحة فاشلة شاملة أماكن الآثار وسائل المواصلات و سائقي التاكسيات و المطاعم و التعامل مع السائح و شعور السائح بالحرية وتواجد الشرطة فى كل مكان pic.twitter.com/s7pdMgdeeo
— Anwar Alsayed (@AnwarSyaed) December 29, 2019
وفي العامين السابقين، كشف الصحفي عمرو خليفة عن أرقام كارثية فى السياحة، وأن مصر فقدت ٨٠% من دخلها السياحي منذ ٢٠١٠، وأن الوضع لن يتحسن عن قريب، مشيرا إلى تقارير لـ”الفينانشال تايمز”.
وخلت تصريحات مسئولي حكومة الانقلاب، بداية من مصطفى مدبولي إلى أقل مسئول في وزارة السياحة، من ذكر رقم يكشف مدى الجرم الذي يخفونه لارتباط ضعف السياحة بالمشكلة السياسية، حيث كان الانقلاب في 2014 سببًا رئيسيًّا في تدمير البيئة المواتية لإثمار السياحة.
تصريحات مدبولي الوردية قبل يومين كانت ضمن لقاء مع رؤساء تحرير الصحف، حيث أصر على عدم ذكر الرقم الختامي للعام السياحي الجاري، ولكنه قال إننا نستهدف أن نرفع أعداد السياح إلى 20 مليون سائح سنويا.
حتى إن سفراء الدول الذين تصر بعض شركات السياحة على استضافتهم للترويج السياحي انتقلت إليهم العدوى؛ فالسفير الفرنسي بمصر قال إن “الموسم السياحي الحالي سيشهد قفزة كبيرة في عدد السائحين”!.