قبل أقل من أسبوعين على حلول ذكرى الخامس والعشرين من يناير تتبدَّل تفاصيل المشهد؛ فالجنرال الذي كان يُكرِّس لتمديد حكمه في يناير الماضي منتشيًا بمنح نفسه فرصة البقاء في السلطة حتى العام 2030، بات يستجدي رضا الشارع بكل وسيلة ممكنة، ولو كانت عن طريق استدعاء الحرب.
السيسي الذي سوَّق لـ”نظافة يده” على مدى سنوات ولم يألُ جهدًا في حث المصريين على التوفير وترشيد النفقات أو حتى على الجوع، بات يفتش الآن عن معنى شريف لبذخ إنفاقه على قصور واستراحات بملايين الدولارات، فقط ليقيم فيها هو وأسرته، فلا يجد.
حتى ميدان التحرير الذي احتفى فيه أنصاره بتكريس عهد الانقلاب، شهد هو الآخر وللمرة الأولى ومنذ سنوات انتفاضة خاطفة، أذنت فيها الجموع بفجر جديد يجدد الأمل في ثورة ناجزة وقادرة على سحق أعدائها واستكمال كل أهدافها.
بالتزامن مع فشل الدبلوماسية المصرية في إنجاح مفاوضات سد النهضة وانكشاف حقيقة الموقف والتحشيد الإعلامي لمواجهة زائفة مع تركيا على ساحة الأراضي الليبية، عادت دعوات رحيل السيسي إلى صدارة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وعاد معها الحديث عن إمكانية إطلاق موجة غضب جديدة مع حلول ذكرى 25 يناير.
وترددت أصداء الدعوات بعد دخول الممثل والمقاول محمد علي على الخط، بدعوته جموع المصريين إلى الخروج في مظاهرات حاشدة مع حلول الذكرى، ليتصدر هاشتاج “ارحل يا سيسي” قائمة لأكثر تداولا، مع تفاعل كبير من المغردين للمطالبة برحيل نظامه.
كما تحدَّى “عليّ” السيسي بأن يفتح الساحات العامة والميادين أمام الشعب المصري في ذكرى يناير؛ ليعبر بكل حرية عن رأيه، جازمًا بأنًّ أطيافًا واسعة من المصريين ستخرج للتعبير عن رفضها لحكمه.
قناة مكملين تابعت، عبر برنامج “قصة اليوم”، دعوات الحشد لانتفاضة جديدة في ذكرى ثورة 25 يناير، وانطلاق دعوات للحشد والوعيد بمفاجآت في الأيام المقبلة.
مختار كامل، المحلل السياسي، أكد أن التقديرات ترجح عدم خروج أعداد كبيرة في ذكرى 25 يناير، بسبب الأعداد لضخمة لأمن الانقلاب، وغلق الميادين، والاستعدادات الضخمة لنظام الانقلاب، والتهديد باستخدام العنف.
وأضاف كامل أن ما يميز ذكرى يناير هذا العام عن غيره من الأعوام هو تزايد حجم الغضب الشعبي ومطالبات النشطاء برحيل السيسي، بعد أن تأكد للجميع أن السيسي غير قادر على إدارة محل بقالة وليس دولة بحجم مصر، بجانب أن هذه الدعوات سيكون لها دور كبير في فضح النظام وإجهاده وإرباكه.
وأوضح كامل أن عدم وجود دعوات للنزول في 25 يناير غير دعوة الفنان محمد علي، هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، وسوف يفاجِئ نزول المصريين كل التوقعات، لكن توقيت العاصفة لا يزال غير معلوم، مضيفا أن الناس تحتاج إلى الاطمئنان للخروج وسوف تمتلأ الشوارع بالحشود.
بدوره رأى نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية بأمريكا، أن دعوات التظاهر في الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير تأتي عقب تجدد ظاهرة الاحتجاجات في المجتمعات العربية، متمثلة في الجزائر وفي السودان ولبنان والعراق، بجانب استمرار حالة الزخم الذي خلفته ثورة 25 يناير.
وأضاف ميخائيل أن هذه التظاهرات سوف يحركها اليسار وليس التيار الإسلامي أو الليبرالي، متوقعا أن يكون للتيار الناصري دور في تجديد الدعوة للاحتجاجات.
https://www.facebook.com/qisat.alyawm/videos/670749903664869/?__xts__[0]=68.ARBC81DlzQFDoixXa-3X6buYFuUKR1y3vco3vLHcUjADgFUtH7rjCPQofgcNtaPWepFypHEGzTinRVOnk9oO2kZm24iXMLds4N-jCPhPpLn-HoM2tdRI84AQ3rdyKpaur9AXVbasWB_UGTcUsOzNRONoIOvlZSZLop3t5GdICD0I2RZityTl0aRGeUJ4OY7MetyEtk41gl0_shM0EF8HbU8wCsl-2NHBoGxw9Wew3kRIp6_byv5pvfuSxJDThAiLxW35egEW-VDN-pHUqRrB7Qoradiv1T4DATrWULyL0VYJIfWO3xe_oODEQ4FRlug7_imXLHw5XVX9OYrgFaSlrx4N4H_Ca4iMvzQ&__tn__=-R