كتب: سيد توكل
"الكلام معلهوش جمرك" مثال طبقه وزير الإنتاج الحربي في حكومة الانقلاب اللواء محمد العصار، الذي اشرأب عنقه في حوار على إحدى فضائيات الانقلاب، وقال "قادرون على تصنيع أسلحتنا بالكامل"، ماسحاً بالاستيكة تاريخ عسكري ممتد في صناعة البيتي فور والغريبة بالعجوة والمكرونة والصلصلة، بل وملابس النساء الداخلية وقمصان النوم الحريمي.
ونسى العصار صورة لـ “قائمة أسعار مصنع الحلويات التابع لكلية الدفاع الجوي”، وأخرى عن “أفخر أنواع كعك العيد من دار الأسلحة والذخيرة”، وانفجار سخرية المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي من الجيش المصري وصناعته للحلويات.
وأثار تصريح العصار دهشة المراقبين من مفارقات إنتاج حماس في ردعها للعدوان الإسرائيلي لصواريخ وطائرات دون طيار، بينما الجيش المصري ينتج الكعك وبسكويت العيد.
ومن المعروف أن جهاز “مشروعات الخدمة العامة” التابع لوزراة الدفاع المصرية ينتج منتجات بعيدة كل البعد عن أسلحة القتال، كالمكرونة والزيت والسمن والمياه المعدنية، كما يمتلك بعض المشاريع المتعلقة بتربية المواشي واستصلاح الأراضي وتعبئة المواد الغذائية.
وقال تقرير أجراه مركز خدمة الأبحاث بالكونجرس اﻷمريكي إن مصر احتلت المركز الأول في قيمة واردات الدول النامية من الأسلحة لسنة 2015 بقيمة 5.3 مليار دولار أمريكي، فيما كانت الثانية، بعد قطر، من حيث الاتفاقيات التي وقعتها خلال السنة بما يقترب من 12 مليار دولار.
وبحسب التقرير، الذي يرصد مبيعات اﻷسلحة للدول النامية في الفترة من 2008 وحتى 2015، فقد أبرمت مصر اتفاقيات توريد أسلحة في تلك الفترة بلغت قيمتها 30 مليار دولار، احتلت بها المركز الثالث بعد السعودية والهند.
صلصلة ومكرونة
تمتلك وزارة الانتاج الحربي مصانع الغذائية، لإنتاج "صلصة طماطم – منتجات ألبان – أعلاف الماشية والأسماك – البصل المجفف"، وشركة كوين لإنتاج المكرونة، إضافة إلى قطاع الأمن الغذائي الذي يمتلك عددًا كبيرًا من المزارع والمجازر للحيوانات والدواجن، إضافة إلى وحدات إنتاج الألبان ومجمعات إنتاج البيض وغيرها".
واقتصرت صناعات مصانع الإنتاج الحربي والقوات المسلحة على إنتاج المواد الغذائية والإنتاج الزراعي والحيواني وأعلاف الماشية والإنتاج الداجني وعسل النحل.
وبحسب تقرير أعده المرصد العربي للحقوق والحريات، فإن مجموع شركات الانتاج الحربي في هذا القطاع 8 شركات و20 مزرعة و5 مجازر ضخمة و5 وحدات ألبان عملاقة، وأهم تلك الشركات:" شركة مصر العليا وشركة سينا والشركة الوطنية بشرق العوينات"، إلى جانب مجمع مخابز القاهرة الكبرى التابع للقوات المسلحة، والذي يعد من أكبر مجمعات الخبز في العالم بسعة إنتاجية تتجاوز 1.5 مليون رغيف يوميا.
ثلاجة السيسي بأيد عسكرية!
أخر صناعات الإنتاج الحربي، هو بدء شركة حلوان للأجهزة المعدنية بالتعاون مع القوات المسلحة ووزارة الانتاج الحربي فى طرح " ديب فريزر" وثلاجة، مما كان له أثر إيجابي على إعلام الانقلاب، وخروج عمرو اديب في مشهد أقرب إلى إعلانات الشركة السعودية، وهو يقول:" تلاجة حديد زيها زي المدرعة"!>
وأنتجت مصانع الانتاج الحربي "منظومة رعد"، والتي تتكون من 4 حلل تيفال بغطاء زجاجي، وتصنع مصانع الانتاج الحربي البوتاجازات وأجهز التكييف والسخانات كما يصنع مصنع الالكترونيات أجهزة تلفزيون "بلوتو" وكشافات كهربائية.
رشوة الرفال مقابل الشرعية
وهناك صفقات حصل وقعها الانقلاب مقابل الحصول على الشرعية الدولية، منها في 2016 كبدت المصريين ملايين الدولارات في والتي تكشف اعتماد الجيش على استيراد كل أنواع السلاح.
الصفقة الأولى كانت يناير الماضي، حيث تسلمت مصر الدفعة الثانية من الطائرات الفرنسية المقاتلة “رافال”، وتشمل الدفعة الثانية 3 مقاتلات يقودها طيارون مصريون، وذلك بعد الانتهاء من إجراء اختبارات الطيران النهائية عليها في إحدى القواعد الجوية الفرنسية.
وكانت مصر قد تسلمت الدفعة الأولى (3 طائرات) في يوليو من العام الماضي، وذلك في إطار صفقة من ضمن صفقات مع الجانب الفرنسي لشراء 24 طائرة “رافال” مقاتلة من الجيل الرابع.
حاملة ميسترال الثانية
والصفقة الثانية كانت في 16 سبتمبر حيث تسلمت مصر ثاني حاملة طائرات هليكوبتر طراز ميسترال من فرنسا ضمن صفقة عقدت العام الماضي قيمتها مليار دولار. وأطلقت مصر على حاملة الطائرات الجديدة اسم ميسترال “أنور السادات” نسبة إلى الرئيس الراحل أنور السادات.
وتم تسليم ميسترال “أنور السادات” في حفل رسمي أقيم في ميناء سان نازير على المحيط الأطلسي بحضور قائد سلاح البحرية المصري الفريق أسامة ربيع ونظيره الفرنسي الأميرال كريستوف براذوك.
واشترت مصر حاملتي الطائرات في وقت تواجه فيه أزمة مالية كبيرة، وكانت فرنسا قد وافقت على بيع حاملتي الطائرات لمصر بعد إلغاء صفقة كانت مزمعة لبيعهما لروسيا.
ناقلات الجند
وتسلمت القوات المسلحة، في 30 سبتمبر صفقة عبارة عن مجموعة من ناقلات الجند المدرعة المتطورة من طراز MRAP الأمريكية ، وذلك تأكيدا لعلاقات الشراكة الإستراتيجية والتعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة الاميركية.
وفي 12 ديسمبر الماضي تسلمت القوات البحرية المصرية أول غواصة من صفقة تضم عدة غواصات من طراز “1400 / 209” ستنضم للبحرية المصرية وفق برنامج زمني محدد.