أثارت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروفة إعلاميا بصفقة القرن، ردود فعل عالمية وإقليمية واسعة، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط غير مقبولة على الإطلاق.
وشدَّدت الرئاسة التركية، في تصريحات صحفية، على أن إعلان خطة ترامب للسلام يستوجب من دول المنطقة أن تعمل على حل مشاكلها دون تدخل خارجي، فيما أكد حزب العدالة والتنمية الحاكم أن خطة السلام المزعومة هي خطة احتلال تتجاهل كافة المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.
بدورها أكدت جامعة الدول العربية أن صفقة القرن المزعومة تهدر حقوق الفلسطينيين المشروعة بشكل كبير، وأن الموقف الفلسطيني هو الفيصل في تشكيل الموقف العربي إزاء الخطة .
وقالت الجامعة، في بيان لها، إن الصفقة الأمريكية غير ملزمة، حيث إن السلام العادل والقابل للاستدامة لا يمكن تحقيقه بتجاهل حقيقة الاحتلال للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967م، مشيرة إلى أنه لا يمكن شرعنة الاحتلال، وأن المعيار الأساسي في الحكم على أي خطة لتحقيق السلام هو مدى انسجامها مع القانون الدولي.
هدية لنتنياهو
بدوره قال المحلل السياسي الفلسطيني أحمد أبو زهري: إن صفقة القرن تأتي كهدية يقدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحليفه بنيامين نتنياهو؛ لإنقاذه من الأزمة الداخلية التي يعاني منها الكيان الصهيوني، ومحاولة لإنقاذه من إجراءات محاكمته أمام القضاء الصهيوني، بالإضافة إلى صرف النظر عن محاكمة ترامب وإجراءات عزله.
وأضاف أبو زهري، في مداخلة هاتفية لقناة مكملين، أن أمريكا كدولة عظمى تقود العالم، وهي دولة مارقة تخترق القوانين الدولية وتنقلب على كل ديمقراطيات العالم، وتعتدى على مقدرات وثروات الشعوب، وتعبث بمنطقة الشرق الأوسط وتدسُّ فيها القلاقل، وكانت هناك مقدمات ضخمة في المنطقة من خلال إحداث الانقلابات على الأنظمة الشرعية وتصفية قادة المقاومة مثل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس؛ كونهما من أهم عناصر ومرتكزات القوة في هذه المنطقة والمشروع المناهض لمشروع التسوية والاستسلام.
وأوضح أن المقدمات ظهرت أيضا من خلال الهرولة العربية وحالة التطبيع المخزي، والارتماء في أحضان العدو الإسرائيلي، والمحادثات الأمنية والاستخبارية التي تجرى بشكل دوري في السر والعلن مع الاحتلال وأمريكا، والتي أفضت إلى هذه الصفقة المشئومة.
وأشار أبو زهري إلى أن هناك أنظمة خليجية مولت هذه الصفقة، وأسهمت بشكل كبير فيها، وشجعت الإدارة الأمريكية والاحتلال على الإعلان عنها في هذا التوقيت، وهو ما تمثل بحضور سفراء عدد من الدول العربية لحظة الإعلان عن الصفقة وإعلان دعمها لها.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/932800553841027/
ليست مفاجئة
بدوره قال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، إن السياسة الأمريكية حددت مصير القدس منذ فترة وقبل الإعلان عن صفقة القرن بصفة رسمية، بأنها قدس موحدة وعاصمة أبدية للكيان الصهيوني وفيها سفارة واشنطن.
وأضاف صبري، في مداخلة هاتفية لقناة مكملين، أن اتفاقية أوسلو نصت على أن موقف القدس مؤجل إلى المرحلة النهائية، والتي لم تعد موجودة الآن، مؤكدا أنه لا سلام ولا حل بدون القدس، وأي دولة فلسطينية بدون القدس لا قيمة لها.
وأوضح صبري أن ما ورد في بنود صفقة القرن لم يكن مفاجئا بسبب التسريبات التي سبقت إعلان الصفقة لتهيئة الأجواء لها، مضيفا أن القدس مظلومة، والشعب الفلسطيني مظلوم، والقضية الفلسطينية ككل مظلومة، وهذه الصفقة غير عادلة ومرفوضة من كل أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن صفقة القرن بالكامل لصالح إسرائيل؛ لأن الذي وضعها هو اللوبي الصهيوني وتم إلباسها اللباس الأمريكي، مضيفا أن الفلسطينيين هم المعنيون بصفقة القرن، وإذا رفضوها فلا قيمة لتأييد بعض الدول العربية لهذه الصفقة.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/203641087473659/
صفعة القرن
من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن الشعب الفلسطيني سيلقي بخطة ترامب للسلام في مزبلة التاريخ، واصفا إياها بـ”صفعة القرن” .
وشدد عباس، في كلمة خلال اجتماع عقد مساء أمس بمقر الرئاسة الفلسطينية، وبحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية، على أن الصفقة المؤامرة لن تمر، مشددا في الوقت ذاته على أن القدس ليست للبيع، وأعلن البدء في اتخاذ كافة الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية تنفيذا لقرارات المجلسين الوطني والمركزي.