الإعلام العبري يستعرض موقف “إسرائيل” من إمكانية الصدام العسكري التركي المصري

- ‎فيتقارير

من باب تأجيج الصراع وإعادة رسم أبعاد المنطقة، ادّعت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية؛ معرفتها بقواسم المقابلة بين جيشي مصر وتركيا ضمن تقرير بعنوان: “ماذا لو اندلعت الحرب بين مصر وتركيا؟”.

واعتبرت أن الجيشين الأكبر في منطقتنا، وأنهما في مسار تصادمي داخل ليبيا، ما ينذر بعواقب وخيمة تنعكس آثارها السلبية على المنطقة.

ميزات مصر

واعتبرت أن الميزة الرئيسية للمصريين هي الموقع الجغرافي، بينما تحتاج تركيا إلى القيام بعملية لوجستية معقدة للوصول إلى موقع القتال”، بحسب “يديعوت أحرونوت”.

واستدركت بأن الجيش المصري ينمو بشكل لا يتناسب مع مقدرات البلاد المالية، والتي يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر؛ حيث استثمرت مصر مليارات الدولارات في شراء الطائرات المقاتلة والمروحيات والسفن والغواصات وحتى حاملات الطائرات العمودية.

ورصدت الصحيفة الصهيونية بناء قواعد جديدة في جميع أنحاء مصر؛ وقالت إن عدد الجيش يبلغ أكثر من 400 ألف جندي نظامي وعدد كبير من أفراد الاحتياط الذين يقومون بالكثير من التدريبات، والمناورات مع الجيوش الأجنبية”.

وأضافت “في مصر ما لا يقل عن 1360 دبابة (أبرامز) التي تعتبر الأكثر تطورا في العالم، وقبل عامين طلبت من روسيا مئات الدبابات من طراز T-90”.

الجيش التركي

في المقابل، أوضحت أن الجيش التركي شهد أخيرا حالة من التعزيز مثيرة للإعجاب أيضًا. وفي السنوات الأخيرة، قامت أنقرة بشراء عدد من المقاتلات الجوية والطائرات بدون طيار ومنظومة الدفاع الجوي الروسية S-400″.

وأضافت أن الأتراك لديهم حوالي 1700 دبابة، والمئات من دبابات (ليوبارد 2)، كما تقوم أنقرة بعمليات تطوير وتحسين مستمر في أسلحتها.

وأبدت الصحيفة خشيتها من المواجهة البحرية، وأضافت أنه “أمر غير مطلوب يزيد من اشتعال منطقة البحر المتوسط، ويعرقل الكثير من المشاريع “الإسرائيلية” في تلك المنطقة، وعلى رأسها خط أنابيب شرق المتوسط لنقل الغاز من حقول تل أبيب إلى أوروبا”.

وأضافت “البحرية التركية تعتبر واحدة من أكبر الأسلحة في المنطقة، وخاصة قطاع الغواصات، والسفن التركية مزودة بالمعدات والصواريخ الأمريكية المتقدمة، وتعتبر ذراعا استراتيجية قوية تشارك في مناورات حربية كثيرة مع الأساطيل الأجنبية”.

وأشارت إلى أن “تركيا تدير حاليا مشروعًا ضخمًا لبناء 4 سفن صواريخ جديدة ، و4 سفن أخرى بها أنظمة دفاع صاروخي وتخطط لاقتناء المزيد من القطع البحرية الاستثنائية على الصعيد القتالي”.

وفي مقابلة أخرى، قالت إن القاهرة تمتلك واحدة من أكبر القوات الجوية وأكثرها تطورًا في المنطقة، من الناحية العددية والتكنولوجية، كما تمتلك أنقرة أيضا قوة جوية قوية تضم 1067 طائرة مختلفة، ولديها  414 مقاتلة جوية، وتتبوأ المركز الرابع عشر في العالم في عدد المقاتلات”.

مخطط لمصر

وفي تقرير سنوي لـ”معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” استعان فيه بتقارير لـ”المركز المصري للدراسات الاستراتيجية” قال إن الاحتلال الصهيوني لا يمكنه المشاركة في التدريبات العسكرية الدورية المشتركة بين مصر واليونان وقبرص، على الرغم من أنها تشاركهم نفس الرؤية الأمنية، وألمح التقرير إلى أن مشاركة أو حضور الكيان الصهيوني سيجعل من الصعب رفع مستوى العلاقات في المنطقة إلى “تحالفات مطلقة”.

وعن تحقيق المصالح في ظل الصراع الحالي بين مصر وتركيا، قال المعهد الصهيوني، إن “البحر المتوسط يوفر لهم ولمصر العديد من الفرص لتعميق علاقتهما، أولًا من خلال الغاز ومجال الطاقة، وتوسيع التعاون مع مصر لتطوير الموارد والبنية التحتية وتشجيع الحوار المهني بين العناصر في الحكومات والشركات والخبراء من كلا الجانبين.

وكشف المعهد عن أن الاحتلال يعد لصياغة سياسة متوسطية شاملة أو استحداث منصة من أجل توسيع نطاق مصالحها المشتركة مع مصر ودول أخرى بعيدًا عن مجال الغاز، ومن ذلك، الموضوعات المتعلقة بالبحر المتوسط، كموضوعات البيئة والطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، والتأهب لحالات الطوارئ، والتعليم وتطوير العلوم والتوظيف.

وفي إطار زيادة رصيد الاستفادة من وجود الانقلاب الحالي، قال المعهد الصهيوني إنه يمكن لـلكيان الصهيوني ومصر العمل على الترويج لمبادرة مماثلة لمبادرة “إحياء الجذور” بمشاركة أحفاد الجالية اليهودية في الإسكندرية، مدعيًا أن عددها يبلغ 40 ألف شخص.

وأشار إلى أن تجديد كنيس “إلياهو هانوي” في الإسكندرية، الذي أعيد افتتاحه للزائرين هذا الشهر، مثال آخر على عالمية مشروع إقليم البحر المتوسط وإمكانية ترجمته إلى سياسة جديدة على أرض الواقع.