“فخامة الرئيس ستجدني بقوة داعمًا وبشدة لصفقة القرن!”.. هكذا ظهر جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي مخاطبًا الرئيس الأمريكي الصهيوني دونالد ترامب، في لقاء تم بينهما في البيت الأبيض عام 2017، ولم يكـن أحـد يتوقع أنَّ من سـيجلد الأمة بسـوط الخيانة والتآمر وهـي في أوجّ مراحـل ضعفها، هم المحسوبون على أنّهم أبناؤهـا الذين سـاقتهم الأقدار أن يتولـوا شـؤنها بالغدر والانقلاب.
ليـس لأنهم الأفضل والأقدر على قيادتـها، ولكن لأنهم الأكثر قـدرة على تنفيـذ أجنـدات الاستعمار الخارجي نيابة عنـه، بعـد أن وجـد فيهـم الولاء والموالاة مقابـل دعـم دولي دائم يعـزز بقاءهم في السـلطة أطول فترة ممكنة، لم يعد يخفى على أحد أن أزمـات الأمة الحالية ليسـت سياسـية أو اقتصادية أو دينيـة ولكنها أزمـة خونة، انحـدرت إلى مسـتوى مشين مـن العمالة والانبطاح.
خدمًا لليهود
وأدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة ما جاء ضمن بنود ما يُعرف بخطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، أو “صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكر الاتحاد أنه يتابع عن كثب ما يحدث في العالم، وما يترتب عليه من استعراض للقوة واستغلالها، “وقد تفاجأ مثل الجميع بإعلان الرئيس الأمريكي ترامب خطته الذي يزعم أنها للسلام في الشرق الأوسط”.
وأوضح أن هذه الخطة تستهدف “العمل على تصفية القضية الفلسطينية تماما، والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية في حدودها الجديدة، وإخراج القدس من المفاوضات، وإسقاط حق العودة للاجئين، واستمرار الاستيطان”، معربا عن أسفه الشديد أن يحدث هذا على مرأى ومسمع من العالم، وخصوصا العربي والإسلامي، دون أي رد فعل يذكر حتى الآن.
وأعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن تنديده واستنكاره بكل قوة بخصوص الإعلان عن صفقة القرن، وما يترتب عليها من إجراءات، ويحذر من العواقب الوخيمة على المنطقة كلها، ويؤكد أن مصيرها إلى مزبلة التاريخ حيث ترفضها جميع الشعوب المتحررة”، حسبما قال.
ويظن الطغاة العرب أمثال السفيه السيسي أنهم بتصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني سيجعلون موقفهم السياسي أقوى من ذي قبل، لتبدأ حقبة جديدة من السلام والتعايش، ونسوا أن إسرائيل لن تقبل بأي دولة أخرى تزاحمها في زعامة المنطقة، فطموحها السياسي والجغرافي لا حدود له، وسيكونون كما قال الأديب مصطفى صادق الرافعي: “إن اليهود يخبئون فكرتين خبيثتين، أن يكون العرب أقلية، ثم بعد ذلك يكونوا خدمًا لليهود”.
فإن كان السفيه السيسي وابن سلمان وابن زايد يخدمون اليهود الآن طوعًا، فغدًا سوف يخدمونهم أذلة وهم صاغرون، بعد أن تنسحب أرضهم من تحت أيديهم، ولن تكون مكة المكرمة في مأمن من الخطر أو على الأقل تكون تحت سيطرتهم وإدارتهم، والحيل كثيرة والأسباب متوفرة.
وهذا ما قاله الرئيس التركي أردوغان: “إن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي رمزٌ وامتحانٌ وقبلةٌ، فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى فلا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة مكة”.
وفي كتابه “مكان تحت الشمس” يقول رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو: “إن حدود دولتنا ليست فلسطين فحسب، بل تمتد إلى الأردن وبعض الدول العربية، وحتى خيبر في السعودية”.
وحين سُئل أحد القادة العسكريين عن حدود دولة إسرائيل قال: “إن حدود دولتنا حيث توجد دباباتنا وأقدام جنودنا”، لذلك لم يضع الكيان الصهيوني لنفسه دستورًا حتى الآن؛ لأنه سوف يفرض عليه رسم حدود دولته المزعومة، وهذا هو مخططهم بعيد المدى.
إن اللغة الوحيدة التي يفهمها نظام المافيا العالمي هي القوة، فمعارك التحرير الوطني لا تنتصر من خلال رفع دعاوى قضائية أو مرافعات حنجورية على منصات الأمم المتحدة وغيرها.
وكل هذه المنظمات مجرد هياكل فارغة يتحكم فيها طغاة ومجرمون، لذا ففي حال اتحدت كل الفصائل الفلسطينية ونحّت خلافتها الداخلية جانبا فلن تتمكن إسرائيل من مواصلة ما تقوم به، فبعد أن فقد المسلمون الأمل في قيادة الأمة، لم نجد ما نعول عليه سوى أن توحدوا صفوفكم تحت راية واحدة لدحر العدوان وإفشال مخططاته.