قرر الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب رفض الخطة الأمريكية المعروفة بصفقة القرن، مشيرين إلى أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني.
وأكد وزراء الخارجية العرب في بيانهم حق دولة فلسطين في السيادة على كافة أراضيها المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما أشار الوزراء إلى أن مبادرة السلام العربية عام 2002 هي الحد الأدنى المقبول عربيا لتحقيق السلام.
من جانبها قالت الخارجية الفلسطينية: إن الرئيس محمود عباس سيقدم أمام مجلس الأمن البديل للخطة الأمريكية في 11 فبراير الجاري.
وفي السياق أصيب 97 فلسطينيا بجروح وحالات اختناق إثر مواجهات مع قوات أمن الاحتلال الصهيوني في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وأوضحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية أن طبيعة الإصابات تنوعت بين الإصابة بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز المسيل للدموع وإصابات أخرى بالحروق أو نتيجة السقوط.
وشهد عدد من العواصم العربية والإسلامية وقفات وتظاهرات رافضة لصفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بتواطؤ أمريكي صهيوني مع أنظمة عربية.
جغرافيا جديدة إذن تنتظر المنطقة إذا نجحت واشنطن في تمرير صفقة القرن، لكنها ستشطب في المقابل فكرة تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الأبد لتعيد زمام المبادرة فيها إلى سواعد المقاومة.
وبقرارات أحادية عصفت الإدارة الأمريكية بكل ما حملته سنوات المباحثات العبثية الـ26 الماضية في رعايتها لاتفاق أوسلو فاعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال ووقعت ما يشبه شيكا على بياض لضم المزيد من الأراضي والكتل الاستيطانية فيما يستهدف مشروعها الجديد اختراع دولة فلسطينية خارج حدود عام 1967.
وبعيدا عما تحمله هذه الإجراءات من قطيعة مع العالم والتاريخ وإسقاط ما عرف بحل الدولتين فإن ما تعنيه بالأساس هو العودة من جديد إلى ما قبل أوسلو والبدء باستنساخ حلول جغرافية بديلة لتسوية الصراع.
من هذه النقطة تحديدا تنطلق صفقة القرن في إعادة قراءة الحدود وفق رؤى الاحتلال وأهدافه بداية من مشروع يوشع بن آريه عام 2003 ومرورا بمشروع جيورا إلاند عام 2004 ضمن محاولات مستمرة لتجميل فكرة تمديد حدود غزة في سيناء المصرية وما أعقبهما من خرائط مقترحة لتنفيذ حدود جديدة داخل الأراضي المحتلة ستضم إليها أجزاء من المنطقة المعروفة بغور الأردن.
وفي تفاصيل الصفقة المزعومة حسبما أفادت تسريباتها تقترح الإدارة الأمريكية منح الفلسطينيين بعض الأراضي الأردنية مقابل تنازل السعودية عن بعض أراضيها لصالح الأخيرة بينما حصلت السعودية قبل الجميع على جزيرتي تيران وصنافير من مصر التي يفترض أن تحصل بالمقابل على أرض في صحراء النقب بخلاف المزايا الاقتصادية التي ستحصل عليها نظير تحويل المنطقة الحدودية مع غزة إلى منطقة صناعية وجارية لصالح القطاع.
هذا المشروع الأوسع لتبادل الأراضي سيعني كذلك انقلاب الحكام العرب على ما قدموه في المبادرة العربية المعلنة في عام 2002 لا سيما أنها قد أفرغت من مضامينها فلم يعد الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة شرطا لتحقيق التطبيع مع الاحتلال كما لم يقتصر حضور السعودية نفسها، وهي من قدمت هذه المبادرة على مباركة الرؤية الأمريكية الجديدة، بل يتعدى دورها إلى أدوار رئيسية في كل ما يرتبط بها لا سيما تأمين الاحتياجات المالية للمشروعات المقترحة لقطاع غزة.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/1534966380225266/
بدوره قال الدكتور يحيى بن حميد الشجني، الباحث في الشئون العربية والدولية، إن الإعلان عن صفقة القرن لا يعنينا بأي شكل من الأشكال والإدارة الأمريكية التي أعلنت عن الصفقة ليس لها أي حق في فلسطين المحتلة وليس لها حق في التدخل في الشئون الداخلية للشعب الفلسطيني.
وأضاف الشجني في مداخلة هاتفية لقناة "مكملين" أن الأوضاع العربية والإسلامية هي ما مكنت الإدارة الأمريكية من التعاطي بهذا الموقف الصلب وهذا المقترح المخزي، وهذا المقترح ليس جديدا وكان يكمن في خزائن بريطانيا وأمريكا منذ سنوات وكانت الدولتان تتحينان الفرصة لإخراجه والإعلام عنه وها هي الفرصة أتت، فالعرب ممزقون والدول العربية ممزقة وتتناحر فيما بينها وفي داخلها.
وأوضح أن قادة الأنظمة العربية أدوات بيد الغرب، وهم يشبهون "الحمار القصير" الذي يركبه كل من أراد الوصول إلى السلطة في واشنطن، وهذه الأدوات تجس نبض الشارع فإذا كان الشارع يرفض مثل هذه المقترحات عادوا أدراجهم ووضعوا رؤوسهم في الرمال كالنعام وإذا وجدوا الشعب لا يعيرها اهتماما تمادوا في غيهم.
وأشار إلى أن خطة ترمب تمثل "صفعة القرن" للشعب الفلسطيني والعرب، مضيفا أنه لو تمسك العرب والمسلمون بكل فلسطين كدولة عربية مسلمة لجميع الأطياف الإسلامية والمسيحية واليهودية، لوصلوا إلى حلول مرضية، لكن عندما تنازلوا عن القدس الغربية مقابل القدس الشرقية تمادى الصهاينة وطالبوا بالكل والآن يريدون تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.