شاهد| التداعيات المتوقعة على إعلان عباس قطع العلاقات مع تل أبيب وواشنطن

- ‎فيعربي ودولي

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إنه أبلغ الولايات المتحدة وإسرائيل بقطع علاقة السلطة الفلسطينية بهما؛ على خلفية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلنها قبل أيام.

كما أكَّد عباس تجميد التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، والتعامل معه كدولة احتلال عليها تحمُّل المسئولية، وفقًا لهذه الصفة.

فما هي المتغيرات التي ستترتب على ما أعلنه عباس في رسالتيه لتل أبيب وواشنطن؟ وما مصير السلطة الفلسطينية وفق هذه الرؤية؟ وما هي خيارات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على ضوء ما أعلنه عباس ردًّا على خطة ترامب للحل في الشرق الأوسط؟

أمام اجتماع طارئ لوزراء الخارجية، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن موقف السلطة الفلسطينية ردًّا على خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، قبل أيام، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومنافسه المحتمل على رئاسة الحكومة في إسرائيل، إضافة إلى بعض السفراء العرب.

وبحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة"، فإن عباس الذي أكد أن السلطة غادرت مسار أوسلو بعد أن تخلت إسرائيل عن كل التزاماتها في إطاره، ترك بعض مقتضيات هذا القرار من دون توضيح، وعلى رأسها ربما مصير السلطة الفلسطينية بأجهزتها وهياكلها.

هذا الإعلان يضع دولة الاحتلال والولايات المتحدة أمام اختبار حقيقي، قالها عباس بصراحة: "لا علاقات بين الفلسطينيين وهاتين الدولتين بعد اليوم، بل والقطع مع مسار أوسلو برمَّته، والذي لم يجن منه الفلسطينيون حتى النزر اليسير من حقوقهم التاريخية والإنسانية والسياسية".

أكثر من "لا" أطلقها الرئيس الفلسطيني إذن، فهل إسرائيل مستعدة لتعود دولة احتلال بالمعنى الصريح وبكل التبعات والمسئوليات بعد إنهاء كل أنواع التنسيق بين السلطة الفلسطينية والاحتلال بما فيها التنسيق الأمني؟

أعاد عباس وفق منطوق خطابه أمام اجتماع لوزراء الخارجية العرب الطارئ في القاهرة – خُصص لمناقشة الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام – الأوضاع على الأرض لما كانت عليه قبل توقيع اتفاق أوسلو، أما واشنطن فلم تعد بحسب عباس وسيطا نزيها يطمئن له الفلسطينيون، بل إن التعامل الفلسطيني معها كوسيط منفرد لم يعد مطروحا الآن أو مستقبلا.

يقول عباس هذا، لكنه يؤكد في ذات الوقت أن الفلسطينيين ليسوا متنكرين إزاء موقفهم من السلام، وأنهم مستعدون للذهاب في هذا المسار، لكن وفق المرجعيات الدولية والمبادرة العربية وبرعاية تحظى بقبولهم وثقتهم.

لم يكد عباس يفرغ من خطابه حتى انهمرت الأسئلة بشأن ردود الفعل الإسرائيلية والأمريكية المتوقعة، كثيرون توقعوا مواقف إسرائيلية وأمريكية ضاغطة ورافضة لما جاء في خطاب عباس، لكنّ جوهر خطابه يكاد يقول إنه لم يعد للفلسطينيين ما يخسرونه بعد خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.

وبحسب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، فإن الرئيس عباس سيطرح الرؤية الفلسطينية للسلام أمام مجلس الأمن الدولي، في 11 من الشهر الجاري، أما نصيبها من القبول فلا يبدو واردًا في ظل الفيتو الأمريكي الجاهز دومًا كلما تعلق الأمر بإسرائيل.