دون آليات للتنفيذ أو قرارات حتى لحماية القدس أو خطة لمواجهة صفقة العار أو إعلان مقاطعة وقرارات عقابية لمن يتفاعل أو يتعاطى مع خطة ترمب بدون أي من هذه الإجراءات انتهى اجتماع وزراء الخارجية العرب، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
اكتفى عباس كالعادة برفض الصفقة، إلا أن اللافت في الأمر هو تغير لهجة بيانات الدول العربية خاصة مصر والسعودية كان لهما لهجة مختلفة، ونشرت الأخبار التي تؤكد تصريحات البلدين مثل بيان الخارجية السعودية، والذي جاء فيه "بلادنا ستبقى دوما داعمة لخيارات الشعب الفلسطيني".
والخبر الثاني كان تصريح عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري لرئيس فلسطين وعلى لسان وزير خارجيته سامح شكري "الموقف المصري ثابت تجاه حل القضية الفلسطينية"، هذا الموقف الثابت الذي لم يكن ثابتا في بيان خارجية الانقلاب الذي خرجت به بعد نصف ساعة من مؤتمر ترمب، والذي جاء فيه "على الفلسطينيين أن ينظروا بروية وتأمل لهذه الخطة التي يمكن أن ينبني عليها لحل القضية"، ثم خرج شكري أمس بتصريح "مصر متمسكة بقرارات الشرعية الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس"، فلماذا لم يأت هذا التأكيد في البيان الأول ولماذا تم حذف كلمة القدس الشرقية وتم استبدال القدس بها؟
فراس رضوان أوغلو، المحلل السياسي، رأى أن إصرار الدول العربية والسلطة الفلسطينية على خيارات السلام في مواجهة العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية يعد استراتيجية خاطئة، مضيفًا أن الكل يعلم عن صفقة القرن منذ فترة طويلة ولم يعد الرد المناسب لها.
وأضاف أوغلو، في حواره مع برنامج "ملفات" على قناة "مكملين"، أن المشكلة تكمن في الانقسام الفلسطيني والعربي، فالقضية الفلسطينية في بداياتها ورغم ضعف المواقف العربية كانت لديها بعض المواقف والإرادة السياسية التي تمكنها من التصدي لقرارات أمريكا والكيان الصهيوني.
وأوضح أوغلو أن القضية الفلسطينية تم تقزيمها وتحجيمها مع مرور الوقت فبعد أن كانت قضية إسلامية تم سحبها إلى أن أصبحت قضية عربية ثم قضية إقليمية بين دول الجوار ثم أصبحت شأنا داخليا فلسطينيا وفي النهاية تم تقسيم الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، مشددا على أهمية عودة القضية الفلسطينية كقضية إسلامية بشكل كبير وعربية لأنه يمثل التماس المباشر مع الاحتلال.
https://www.youtube.com/watch?v=l4fyBc03NPs
بدوره رأى صادق عامر، الباحث السياسي الفلسطيني، أن اجتماع جامعة الدول العربية كغيره من الاجتماعات السابقة كان عبارة عن مكلمة، وعلى الرغم من تغير لغة الخطاب مقارنة بالبيانات الرسمية فور إعلان ترمب عن الصفقة فإن خطورة الموقف العربي أنه لا يزال يتمسك بالخيار الاستراتيجي للسلام.
وأضاف عامر، في حواره مع برنامج ملفات على قناة "مكملين" أمس، أن أي أمة أو شعب في حالة صراع يجب أن يضع خيار الحرب والمقاومة إلى جانب خيار السلام حتى تجبر العدو على تغيير سلوكه وتردع عدوانه عن الشعب والدولة.
وأوضح عامر أن السلطة الفلسطينية تصر على شطب خيار المقاومة مقابل التمسك بخيار السلام الوهمي رغم أنه لديه بنية تحتية قوية في فلسطين.
https://www.youtube.com/watch?v=KebKnmUq5uU