على خطى السيسي.. “عسكر السودان” في أحضان الصهاينة!

- ‎فيتقارير

أثار إعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، عن لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني  عبد الفتاح البرهان في أوغندا، العديد من التساؤلات حول توجهات عسكر السودان في مرحلة ما بعد البشير، ومدى قبول عسكر السودان بالسير على خطى قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في الارتماء في أحضان الصهاينة، ومدى قبول الشعب السوداني بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.

عسكر السودان

وكتب نتنياهو، عبر حسابه على تويتر: “التقيت اليوم رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان في عنتيبي بأوغندا، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، واتفقا على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”، مضيفا: “أؤمن بأن السودان تسير في اتجاه جديد وإيجابي، وعبّر عن رأيه هذا في محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي”.

وتابع نتنياهو: “يريد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة، وذلك من خلال إخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم”.

ويرى مراقبون أن اللقاء يأتي في إطار محاولات عسكر السودان التقرب للولايات المتحدة الأمريكية من أجل رفع اسم السودان من “لائحة الإرهاب” الأمريكية، والتي توضع عليها منذ عام 1993، خاصة وأن التطبيع مع “إسرائيل” حاليا يعد أحد أسرع وسيلة للأنظمة العربية للحصول على الرضا الأمريكي، لا سيما في ظل إدارة ترامب التي تنحاز بشكل تام للصهاينة، لدرجة إقدامها على اتخاذ قرارات لم تجرؤ عليها الإدارات السابقة، وفي مقدمتها “الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني”.

عسكر مصر

ويخشى مراقبون من سير عسكر السودان على خُطى المنقلب المصري عبد الفتاح السيسي في التطبيع مع الصهاينة، مشيرين إلى تأييد السيسي لصفقة القرن الصهيوأمريكية، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مشيرين إلى بيان خارجية الانقلاب، والذي قالت فيه “تقدّر جمهورية مصر العربية الجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصُل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”. مضيفة: “ترى مصر أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقا للشرعية الدولية ومقرراتها”.

ولم يقتصر الأمر عند تأييد الصفقة المشبوهة، بل شمل أيضا استيراد الغاز من الكيان الصهيوني، الأمر الذي أشاد به رئيس الكيان الصهيوني، رؤوفين ريفلين، معتبرا أن ذلك يحمل فوائد كثيرة لاقتصاد كيانه.

وقال ريفلين، في رسالة لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بمناسبة بدء تدفق الغاز الطبيعي من الكيان الصهيوني إلى مصر: إن “تدفق الغاز يحمل معه فوائد لاقتصادنا بعد أكثر من 40 عاما من العلاقات السلمية”، مضيفا أن “تعاوننا السياسي والأمني يعتمد على أسس متينة توفر الاستقرار والأمن لشعبينا، وأعتقد أنه بإمكاننا توسيع التعاون المتبادل ليشمل مجالات مدنية إضافية”.

وأضاف ريفلين قائلا: إن “إسرائيل ترى بالعلاقة مع مصر رصيدا استراتيجيا كما هي عنصر حيوي للاستقرار الإقليمي، ونموذج للعلاقات المستقبلية المحتملة في الشرق الأوسط، وإن اتفاق الغاز الطبيعي الذي نحتفي به اليوم هو مجرد مثال واحد على الطرق العديدة التي يمكننا من خلالها العمل بشكل أوثق، مما يعود بالنفع على الجميع”.

وتابع ريفلين قائلا: “آمل أن يرى كلٌّ من القطاع الخاص ورجال الأعمال، الذين استقبلتهم بترحاب في مقر إقامتي في أورشليم القدس، الأسبوع الماضي، فرصة لتطوير العديد من هذه المشاريع”.

السيسي والصهاينة

وكانت وزارة الخارجية الصهيونية قد أشادت، في وقت سابق، بفتح قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي أبواب سيناء أمام السياح التابعين لهم، مشيرة إلى زيارة أكثر من 700 ألف سائح “إسرائيلي” لمصر وسيناء خلال عام 2019.

وقالت صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية”، عبر فيسبوك: “أكثر من 700 ألف إسرائيلي زاروا مصر خلال 2019.. تعد مصر وخاصة سيناء وجهة سياحية جذابة بالنسبة للسياح الإسرائيليين الذين يتمتعون بالمنتجعات السياحية ويزورون الآثار الفرعونية الضاربة في القدم ويندمجون في الأجواء العربية ويقولون إنهم يلقون ترحابًا في مصر”.

وأشادت بالخدمات التي يقدمها السيسي لهم، واصفين إياه بـ”الصديق”، ونشرت الصفحة منشورا بعنوان “2019 بالصور”، قالت فيه: “الصديق وقت الضيق: في شهر مايو ‏أرسلت مصر- وفي موقف إنساني- مروحيّتين للمساعدة في إطفاء حرائق شبت في إسرائيل بسبب موجة الحر الشديدة.

وقال آنذاك رئيس الوزراء نتنياهو: “أشكر صديقي السيسي”، وأضافت: “في الصورة: مروحية مصرية وسيارة إطفاء إسرائيلية تعملان معا على إخماد الحريق في جنوب إسرائيل، حيث تمكن رجال الإطفاء الإسرائيليون والطيارون المصريون من إخماد الحريق نتيجة التعاون المشترك”.