أكَّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، رفضه المطلق لخطة دونالد ترامب، المعروفة باسم “صفقة القرن”، معتبرا إياهًا بمثابة عدوان أمريكي وغطرسة صهيونية.
وقال هنية، في حوار أجراه مع الموقع الرسمي لحركة حماس، إن “خطة ترامب تمثل وجهة النظر الإسرائيلية، وتصفي الحقوق الأساسية لشعبنا الفلسطيني التي كفلتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقنا في دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس، وحق شعبنا في العودة إلى أرضه التي هُجر منها بالقوة، وتأكيد حقنا في جميع ثرواتنا الطبيعية بما فيها المياه والغاز الذي يتعمد العدو سرقته”، مشيرا إلى أن الخطة جاءت لإنقاذ نتنياهو وترامب من إمكانية خسارتهما الانتخابات القادمة على حساب حقوق شعبنا.
وأضاف هنية: “لا نقبل أن تعرض القدس في البازار الأمريكي الإسرائيلي، أو أن يتحول أبناء شعبنا إلى مقيمين لا مواطنين، أو أن يعيشوا في معازل متفرقة يحكمهم نظام فصل عنصري، على غرار ما كان موجودا في نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا”، مشيرا إلى أن “الخطة الأمريكية تنتهك كل القوانين والقرارات والأعراف الدولية، وهذا لا يعرض قضيتنا فقط للخطر، بل يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويفتح الباب أمام جميع الخيارات؛ لأنها تغلق أمام شعبنا باب الأمل في مستقبل أفضل؛ ما يدفعه إلى دائرة الإحباط واليأس من قدرة المجتمع الدولي على نصرته وإنصافه وتحقيق أحلامه”.نهاء الانقسام، وإقامة مصالحة حقيقية، وتثبيت البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار لكل المؤسسات وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية.

وتابع هنية قائلا: “هذه الخطة تصب الزيت على النيران المشتعلة في الإقليم، على اعتبار أن القضية الفلسطينية تعدّ قضية مركزية لشعوب المنطقة، فالاحتلال “الإسرائيلي” أحد أهم أسباب الاضطراب فيها”.
وحذر هنية من التعاطي مع هذه الخطة أو دعمها، وطالب بمقاطعتها، وعدّها كأن لم تكن، والعمل بجدية على اتخاذ كل ما يلزم من سياسات وإجراءات لمنع تنفيذها بما في ذلك كل سبل المواجهة.
وأكَّد هنية أن “من يوافق على هذه الصفقة سيدفع أثمانًا قاسية، فـ”إسرائيل” ليست قادرة على هزيمة الفلسطينيين، ولن تكون قادرة على الانتصار لقوى إقليمية على أخرى، وليست أمانًا أو ملجأ لأحد”، مشيرا إلى أن “الرد على الخطة يأتي ببرنامج موحد لتحرير الضفة، وإقامة دولة قادرة على الدفاع عن نفسها ودون أي اشتراطات.
كما أكد هنية أن “سلاح المقاومة غير قابل أن يوضع في أي خطة أو تسوية، وقال: إننا سنستمر في استراتيجية بناء القوة لتشمل الضفة والقدس حتى نستطيع أن نحرر به وطننا، ونؤمّن حق العودة لشعبنا”.
وطالب السلطة بإلغاء الاتفاقات والتنسيق الأمني، وتدشين مقاومة شعبية واسعة النطاق ترفع كلفة الاحتلال، وكذلك إطلاق يد الجماهير في الضفة، كما طالبها برفع العقوبات المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة.

وطالب هنية السلطة بدعوة الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية بسرعة بت الطلب المقدم من المدعية العامة في المحكمة بشأن الاختصاص الإقليمي للمحكمة فيما يتعلق بفلسطين، مؤكدا ضرورة دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى استصدار قرار يؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم في العام 1948، في العودة والتعويض وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
من جانبه دعا خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، رئيس السلطة محمود عباس إلى ترجمة أقواله من صفقة القرن إلى أفعال. وقال مشعل، في مقابلة مع صحيفة “القدس” المحلية: إن “حركته تدعم مواقف عباس من “صفقة القرن”، مطالبا إياه بـ”ترجمة أقواله إلى أفعال، والتحول سريعًّا إلى إلغاء الأدوار الوظيفية للسلطة، وخاصة التنسيق الأمني”.

وأكد مشعل حق الشعب الفلسطيني بإعادة توصيف دور السلطة ومهامها، ومنحها شرعية من الشعب وليس من الاحتلال، مؤكدا أن “صفقة القرن” الأمريكية هي تصفية للقضية الفلسطينية؛ لأنها تصفية للأرض ولحق العودة وتصفية للقدس وللدولة، وما هو مطروح يأتي على جميع الحقوق الفلسطينية وينسفها نسفا.
وتساءل مشعل: “أي دولة هذه دون القدس ودون حق العودة وعودة الأرض والسيادة والإفراج عن جميع أسرانا في سجون ومعتقلات الاحتلال؟!”، مشيرا إلى أن الإجماع الفلسطيني غير المسبوق على رفض “صفقة القرن” يجعل منها صفقة بلا قيمة ولا مستقبل، ولن تتحقق على الأرض حتى وإن أُعطيت غطاءات سياسية دولية وإقليمية وحتى بعض الغطاءات العربية؛ “لأن صاحب الحق والقضية الأول وهو الشعب الفلسطيني بكل قواه وقياداته يرفضون ذلك”.
وعبر مشعل عن أسفه لمشاركة بعض العرب في الإعلان عن “الصفقة المهزلة”، مؤكدا ضرورة استجماع أوراق القوة، والاتفاق على استراتيجية مشتركة، خاصة وأن هذا الوقت فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني وإ