كلمة السر التي كانت السبب في براءة دونالد ترامب من 400 اتهام توجب العزل هي “اللوبي اليهودي” أو “الإيباك”، لهذا صدق المحلل السابق لـ”بي بي سي”، فايز أبو شمالة، وهو يعلن أن مجلس الشيوخ يعلن براءة ترامب، متسائلا: وكيف لا يكون بريئًا من جعل حكام العرب عبيدا لإسرائيل؟ وكيف لا يكون بريئا من أهدى القدس للإسرائيليين؟ وكيف لا يكون بريئا من سرق أموال المستضعفين؟ وكيف لا يكون بريئًا من وقف على حائط المبكي اليهودي يطلب التوبة والغفران والدعم من اليهود المحسنين؟.
كما اختصر الكاتب توماس فريدمان “اليهودي” في “نيويورك تايمز”، صفقة القرن بهذا القول: “بالنظر إلى توقيت إطلاق خطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط، يجب أن أبدأ بالسؤال: هل هذه الخطة تتعلق بدولتين لشعبين أم أنها تتعلق بتضليل واحد لقائدين قذرين”؟.
ولا يشك أحد الآن أن خضوع ترامب للوبي اليهودي بأمريكا أجبر الكونجرس، حتى بيلوسي التي قطعت خطاب حالة الاتحاد، على أن يسقط الاتهامات.
والأكثر وقاحة أن اليهود أنفسهم سخروا من العرب والمسلمين، فكتب الباحث الأمريكي اليهودي الأصل “بروس أبرامسون” على موقع نيوزماكس “Newsmax” الأمريكي مقالا يسخر فيه من العرب والمسلمين، بعنوان “لماذا خطة ترامب للسلام هي أفضل هدية للعرب؟”، ويبدأ المقالة بجملة “تخيل أنك محمد بن سلمان..” ثم يبدأ بالاستهزاء!.
تخادم مصالح
يقول المراقبون السياسيون، إن ترامب سارع لتحديد يوم لإعلان صفقة القرن، المتفق عليها مع نتنياهو وبعض الدول العربية، وغايته كسب ود اللوبي اليهودي المتحكم بالسياسة الأمريكية، وبالتالي التأثير في أصوات أعضاء مجلس الشيوخ لصالح بقائه وعدم عزله.
المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل قال: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن خطته في صفقة القرن ليسحب الأضواء من محاكمته، ويضع الديمقراطيين في الزاوية أمام اللوبي اليهودي.
وأضاف “الدخيل”، في تغريدة على حسابه الشخصي عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، الأربعاء، “ويدعم نتنياهو في الانتخابات القادمة ويعزز من فرصه في انتخابات نوفمبر، ماذا يحصل بعد ذلك ليس مهما، لذا قالت النيويورك تايمز اليوم إن خطته معنية بمستقبله ونتنياهو وليس مستقبل الشرق الأوسط”.
تزامن مفضوح
الأكاديمي التونسي حميد سلطاني اعتبر أن التزامن بين صفقة القرن وتبرئة الكونجرس الأمريكي للرئيس ترامب مفضوح، ويؤكد بوضوح سيطرة اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة على سياستها الداخلية والخارجية، وأن الرئيس ترامب هو مجرد خادم لدى المشروع الصهيوني في العالم، وأن الاتهامات الموجهة إليه من الـ(سي آي آي) هي استدراج صهيوني لصفقة داخل صفقة، مفادها صفقة القرن مقابل البراءة، والبراءة تعني بالضرورة التمديد للرئيس ترامب لفترة ثانية، مع فوز متوقع بل أكيد في الانتخابات القادمة.
وأشار إلى أن رشوة الصهاينة بصفقة القرن حالت دون السقوط السياسي لترامب الذي كان قاب قوسين أو أدنى، إذا اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة هو متحكم في اللعبة، خصوصا الاقتصاد والسياسة والإعلام والاستخبارات مع العلم.
واستغرب كيف أن الجالية المسلمة في الولايات المتحدة تعد أكثر من ثمانية ملايين نسمة بينما لا يتجاوز عدد اليهود هناك عتبة الستة ملايين يهودي، لكن الفرق يكمن في أن اليهود يستغلون وجودهم هناك لخدمة مشروعهم الصهيوني الكبير، بينما ينصرف المسلمون لتحقيق أحلامهم الشخصية والفردية.
حملة مبكرة
واعتبر الأكاديمي اليمني، مسعود أحمد الزين، أن “صفقة القرن” بمثابة حملة انتخابية مبكرة للرئيس ترامب لكسب اللوبي اليهودي (مال وإعلام) أقرب منها إلى مبادرة سلام قابلة للتطبيق.
واضاف على فيسبوك أن “إدارة ترامب تدرك ذلك ويهمها سحب البساط من تحت منافسيهم الديمقراطيين في السجال الداخلي القائم، وليس تحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
أما الناشط فواز نجيم فأشار إلى أن “صفقة القرن دراسة بدأ العمل عليها اللوبي اليهودي في أمريكا منذ عام ألفين تقريبًا، ومن ثم بدأ العمل والتركيز على إقناع الإدارة الأمريكية وتبنيها، وهكذا حصلت على مباركة الكونجرس من خلال لجنة الخارجية والأمن في الكونجرس، وبدأت الشعبة السياسية التابعة لـ(سي آي إيه) العمل عليها مع كافة زعماء العرب وخاصة دول الخليج.
وأضاف أن هذه الدراسة باتت مكتملة بحلول عام ٢٠١٢، حيث لم يتبناها أوباما، مع العلم أنه وعد بذلك، مشيرا إلى أن دونالد ترامب وافق على تبنيها قبل فوزه بالانتخابات عام ٢٠١٦، وانكب فريقه السياسي على تنقيحها وأصبحت جاهزة للتنفيذ بمباركة جميع أو معظم الدول العربية والإسلامية.
واستدرك “الزيتونة” فقال: “لكن ترامب هو من حدد تاريخ إعلانها لدوافع تتماشى مع مصلحته ليفوز بولاية ثانية.. وهذه هي صفقة القرن قيد التنفيذ”.