حتى الأمريكان يرفضون صفقة القرن.. الكونجرس يفضح حكام العرب الخونة

- ‎فيتقارير

كشفت صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أيام، عن جانب من تفاصيل مستنقع الخيانة والعمالة الذى تورط فيه الحكام العرب، وفى مقدمتهم التحالف الثلاثي المتصهين، والذى يضم عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي، وعيال زايد فى الإمارات، وولي العهد السعودي الأمير المنشار محمد بن سلمان.

هذا التحالف المشئوم يعمل بكل الوسائل والأساليب لتحقيق الأماني والتطلعات الصهيونية، ودعم إقامة دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.

والغريب أن هؤلاء الخونة يروجون لفكرة أن صفقة القرن تلبى التطلعات الفلسطينية فى إقامة دولة مستقلة، وأنها فرصة لا ينبغي على الفلسطينيين أن يضيعوها، ويزعمون أنهم يعملون من أجل المصالح الفلسطينية والعربية من خلال إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وعلى ذلك يطالبون كل الحكام العرب بالتطبيع مع الصهاينة.

وما يكشف خيانة الحكام العرب وعمالتهم أن الأمريكان أنفسهم يعارضون صفقة القرن، ويؤكدون أنها بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، وانحياز واضح للصهاينة، ويرون أنَّ ترامب يحاول الحصول على الدعم اليهودي فى الانتخابات القادمة من خلال هذه الصفقة والفوز بفترة رئاسية ثانية.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، في 28 يناير الماضي، عن “صفقة القرن” المزعومة، في خطة تضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها “في أجزاء من القدس الشرقية”، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل.

وفجَّر الإعلان غضبًا فلسطينيًّا ترجمه تنديد ووقفات احتجاجية رفضًا للخطة الأمريكية المزعومة، كما عمت المظاهرات عددًا من الدول العربية، استنكارًا للصفقة الأمريكية.

احتلال دائم

فى هذا السياق أدان نواب ديمقراطيون بالكونجرس الأمريكي خطة التسوية المزعومة لإحلال السلام بالشرق الأوسط، المعروفة إعلاميًّا بـ”صفقة القرن”.

وحذَّر النواب من أن الخطة المزعومة تهدد بتجدد العنف في الأراضي المحتلة، كما تهدد معاهدتي السلام بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر.

وقالوا، في رسالة وقعها 107 من النواب الديمقراطيين، موجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنهم يدينون “بشدة” خطة ترامب، ويحذرون من أن الحكومة الإسرائيلية قد تستخدمها “ترخيصا لانتهاك القانون الدولي من خلال ضم الضفة الغربية بأكملها أو أجزاء منها.

وحذروا من أنه من خلال تشجيع الضم الأحادي الجانب (من الجانب الإسرائيلي) والاحتلال الدائم للضفة الغربية، وعبر استبعاد القيادة الفلسطينية تماما من العملية الدبلوماسية، فإن خطة ترامب ستفاقم وتعمق النزاع بدلا من حله.

وأكدت الرسالة أن خطة ترامب تتعارض مع إرادة مجلس النواب الأمريكي الذي أصدر، قبل أسابيع، قرارًا يعارض الضم الأحادي الجانب في الضفة الغربية، ويؤكد من جديد أن أي خطة أمريكية ذات مصداقية يجب أن تتضمن دعمًا لحل حقيقي قائم على دولتين، ويحترم الحقوق والتطلعات المشروعة لكلا الطرفين.

وقالت: يدرك أعضاء الكونجرس أن مجموعة من الجيوب الفلسطينية المعزولة، المحاطة بالمستوطنات والبنية التحتية للمستوطنات التي ضمتها إسرائيل، والتي ما تزال تحت السيطرة الإسرائيلية، لا تشكل دولة.

وحذرت من أن ‏مخطط ترامب يمكن أن يجلب تجدد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وعدم الاستقرار في الأردن، ويعرض اتفاقات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن للخطر.

واعتبر النواب الديمقراطيون أن المخطط يمهد الطريق لاحتلال دائم للضفة الغربية، وسيؤذي الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

مخزية وماكرة

من جانبها شنَّت النائبة الأمريكية الديمقراطية، إلهان عمر، هجوما على “صفقة القرن” والرئيس دونالد ترامب.

وقالت إلهان عمر، عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن صفقة القرن المزعومة “مخزية وماكرة”.

ولفتت إلى أن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لديهما اتهامات عديدة في بلديهما، وأن الصفقة تخصهما فقط ولا تلزم بقية العالم.

غير مقبولة

وأعلن السيناتور الأمريكي اليهودي، برني ساندرز، عن أن خطة ترامب غير مقبولة، محذرا من أنها ستُديم الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال ساندرز، الذي من المفترض أن يترشح للرئاسة الأمريكية في الانتخابات المقبلة، إن أي اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يكون عادلًا، ويخضع لموافقة دولية.

وطالب، في تغريدات عبر “تويتر”، بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وترك الفلسطينيين لتقرير مصيرهم.

ختم مطاطي

وهاجمت السيناتورة إليزابيث وارن، التي تسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، خطة ترامب وقالت إنها لا تقدم أي مستقبل لدولة فلسطينية.

وأكدت أن اقتراح ترامب كان عبارة عن “ختم مطاطي” لضم القوات الإسرائيلية في المستقبل للأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفة أنها ستعارض أي خطة لم يتم وضعها مع المفاوضين الفلسطينيين على الطاولة.

وقالت “وارن” في تغريدة: “خطة السلام هي ختم مطاطي للضم، ولا تقدم أي فرصة لدولة فلسطينية حقيقية، مؤكدة أن إطلاق خطة دون التفاوض مع الفلسطينيين ليس دبلوماسية، إنها خدعة، سأعارض الضم أحادي الجانب بأي شكل من الأشكال، وأرفض هذه السياسات.

مناورة ساخرة

ووصف السيناتور “كريس فان هولين”، عضو الحزب الديمقراطي البارز، اقتراح ترامب بأنه “خطة مناهضة للسلام”؛ لأنها من جانب واحد على حساب الفلسطينيين.

ووصف فان هولين، الخطة بأنها خطة “مناهضة للسلام” وتنحاز للصهاينة ولا تلبى مطالب الفلسطينيين.

وكتب “فان هولين”، في سلسلة تغريدات، أن هذا الاقتراح أحادي الجانب هو مناورة ساخرة محسوبة أن يرفضها الفلسطينيون، ومن ثم منح ضوء آخر لإسرائيل لضم الأراضي الفلسطينية بشكل غير قانوني.

وتابع أن “ترامب بهذه الصفقة يقوض عقودًا من السياسة الأمريكية والحزبية الدولية من الحزبين. وبعيدا عن” صفقة القرن” فهذه هي “كارثة العقد”.

خطوة إلى الوراء

وانتقد كريس مورفي، وهو ديمقراطي بمجلس الشيوخ وناقد صريح لسياسة ترامب الخارجية، الصفقة، قائلا إنها تعرض أمن الولايات المتحدة وإسرائيل للخطر على المدى الطويل.

وأضاف أن الضم أحادي الجانب لغور الأردن والمستوطنات القائمة، التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الأمريكي والقانون الدولي، سيعيق عملية السلام لعقود، ويخاطر بالعنف الحقيقي وزعزعة الاستقرار داخل أماكن مثل الأردن. واعتبر مورفي صفقة القرن بمثابة “خطوة هائلة إلى الوراء”.