نظَّم عدد من الحقوقيين والنشطاء، اليوم السبت، مؤتمرًا صحفيًّا لدعم قضايا المعتقلين والمختفين قسريًّا بمدينة إسطنبول في تركيا.
وقال الدكتور عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي بحكومة هشام قنديل، إنه يجب توظيف ملفات المختفين قسريًّا والقتل خارج إطار القانون وأعمال التعذيب والاعتداء على العائلات سياسيًّا بصورة جيدة، داعيا إلى تنسيق الجهود بشكل أكبر لفضح انتهاكات الانقلاب العسكري.
وأضاف دراج أنه يجب إيجاد الآليات التي تستطيع التنسيق بين هذه الجهود، مضيفا أن الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية أتت أكلها وجعلت صورة نظام السيسي في وسائل الإعلام العالمية كأسوأ ما يكون، بوصفه نظامًا عسكريًّا قمعيًّا ديكتاتوريًّا اغتصب السلطة من أول رئيس منتخب، لدرجة أن إحدى دور الأوبرا الألمانية سحبت جائزة منحتها له بعد تعرضها لانتقادات.
ودعا دراج إلى ضرورة التعاون والتنسيق مع الأحرار في كل دول العالم لإنتاج عمل مؤسسي متراكم لفضح انتهاكات السيسي في مصر، والضغط على الحكومات الغربية لرفع الحصانة عنه ووقف الانتهاكات الحقوقية، ولا يجب الاقتصار على المناسبات العالمية مثل دورة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
كما دعا دراج النشطاء والحقوقيين إلى الاستفادة من تجربة جنوب إفريقيا مع أزمة العنصرية، وكيف تحولت إلى القضية الحكومية الأولى لدول العالم وتفاعلت معها شعب العالم أجمع، وضغطت حكومات الدول على جنوب إفريقيا لإنهاء نظام الفصل العنصري وإطلاق سراح نيلسون مانديلا ليصبح بعدها رئيسا لجنوب إفريقيا.
وأوضح دراج أنَّ الرأي العام العالمي مهيأ للتفاعل مع قضايا المعتقلين في مصر، ولا بد أن نتوقف عن التحدث مع أنفسنا، وأن ننسق سويًّا بشكل مؤسسي مستدام لإحداث أثر متراكم للتأثير في المجتمع الدولي.
بدوره أعلن الدكتور وصفي أبو زيد، أستاذ الفقه الإسلامي، عن تضامنه مع المعتقلين في مصر منذ 6 سنوات، الذين تعرضوا لأبشع أنواع الظلم وانتهاك الحقوق الآدمية التي نص عليها القرآن الكريم، وبيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية .
وقال أبو زيد: إن أعظم ما يمكن أن يقع على الإنسان من ظلم، أن يُحبس وأن تغيب حريته بتهم ملفقة ظالمة باغية صدرت من سلطة منقلبة مجرمة، لا ترحم مخلوقا ولا تخشى خالقا، وقد حرم الله على نفسه شيئًا واحدًا هو الظلم، يقول الله تعالي في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”، وكتب على نفسه شيئًا واحدًا هو الرحمة، وفق قوله تعالى “كتب ربكم على نفسه الرحمة”.
وأضاف: “نحن من منطلق أننا مسلمون أولا ومن منطلق أننا بشر نشترك ونتلاقى مع إخواننا المعتقلين في الإنسانية، ولأننا مصريون ثالثا فإنه لا بد أن يكون لنا جهد في فكاك هؤلاء الأسرى؛ انطلاقًا من قوله تعالى “إنما المؤمنون إخوة”، وهذه الأخُّوة تقتدي النصرة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”، أي لا يتركه فريسة للظلم والظالمين، ومن ترك أخاه جائعًا فقد أسلمه، ومن تركه عريانًا فقد أسلمه، ومن تركه خائفًا وهو قادر على أن يؤمّنه فقد أسلمه”.
وأوضح أبو زيد أن “الإمام القرطبي نقل بإجماع عن الإمام مالك في تفسيره وجوب فكاك الأسرى بكل طريقة ووسيلة ممكنة، سواء بالقتال إن كنا نقدر، أو بالمال، حتى لو استغرق ذلك جميع أموال المسلمين وبالدعاء، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، ونحن نوقن تمام اليقين أن هؤلاء مظلومون مقهورون محرومون لا حقوق لهم”.
وتابع: “سجون مصر تكتظ بعظماء المسلمين والعالم ورموز مصر السياسية والشرعية والاقتصادية والعلمية، ونحن مطالبون بأن نبذل أقصى ما نستطيع، وألَّا ننسى قضيتهم بل نعيش لها وبها ونعمل من أجلها، ولا يمكن أن نشعر بالراحة وإخواننا يضيق عليهم، وهم معذبون ومضطهدون”.
وأردف: “الله سبحانه وتعالى يقول “وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا”، فالقتال في سبيل إعلاء كلمة الله وتحرير الأرض والبشرية من سلاطين القهر وطواغيت الحكام وترك الناس أحرارًا، جعله الله مكافئًا للقتال في سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان”.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/3436078546434182/