رغم سحب الجائزة .. “عار” تكريم السيسي يخيم على الحفل السنوي لأوبرا “دريسدن”

- ‎فيأخبار

صمتٌ وضجةٌ في ألمانيا، قاطع نجوم وشخصيات عامة ألمانية الحفل السنوي لدار أوبرا دريسدن؛ لمنحها وسام القديس سان جورج لقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق.

ورغم اعتذار الدار عن التكريم وسحب الوسام من السيسي، رفض نجوم المجتمع الألماني المشاركة في الحفل، ونظم المدافعون عن حقوق الإنسان والعاملون في قطاع الثقافة والفنون في دريسدن وقفات ومسيرات احتجاجية للتنديد بتكريم السيسي.

وصمة تكريم السيسي تركت- برأي كثيرين- في ألمانيا بصماتها على الحفل السنوي لدار أوبرا دريسدن، ولم يشفع اعتذار مدير الأوبرا عن ذلك التكريم وقرار سحب الوسام بنظر هيئات وشخصيات عامة قررت مقاطعة الحفل .

ورأى المقاطعون أن الأمر من بدايته كان سقطة بغض النظر عن الاعتذار اللاحق، الذي شكك في نزاهته مسئول بمنظمة العفو الدولية .

كان رئيس أوبرا دريسدن قد سلَّم السيسي بالقاهرة وسام القديس سان جورج تمهيدا لتكريمه في الحفل السنوي للدار، “كانت رسالة قاتلة أن تقدم ديكتاتورا كسفير للشئون الثقافية”، هكذا رأى نائب ببرلمان ولاية ساكسونيا التي تتبعها دريسدن.

منظمة اليونيسيف، مؤسس شركة ساب الألمانية، المدير السابق لنادي بايرن ميونيخ، هذه أسماء لم تشهد حفل أوبرا دريسدن هذا العام، والتي سخر محتجون محليون مما اعتبروه تدنيا لقيمة أوسمتها، قائلين: “تكريم السيسي يشبه إدخال ثور على السجادة الحمراء”.

واحتجَّت “العفو الدولية” في وقفة أمام الأوبرا على التكريم المعتذر عنه، ورفع ناشطوها لافتات تندد بالانتهاكات الحقوقية في مصر، والتي تمتلئ بها تقارير المنظمة وغيرها سنويًّا، فهل يبالغ المجتمع المدني الألماني في غضبته على أوبرا دريسدن فيأبى الصفح عن ذلتها حين تكرم من يصفونه بديكتاتور جاء للحكم بانقلاب عسكري؟ أم أن معيار النظر لحقوق الإنسان متفاوت بين مصر وألمانيا؟ .

هذا بالمناسبة رأي السيسي الذي لا يمل التصريح به في كل محفل أوروبي، وقبل عام كرره غاضبا ردًّا على صحفي ألماني في شرم الشيخ قائلا: “لدينا إنسانيتنا ولدينا قيمنا ولدينا أخلاقياتنا ولديكم إنسانيتكم ولديكم أخلاقياتكم ونحترمها فاحترموا أخلاقياتنا وأدبياتنا وقيمنا كما نحترم قيمكم”.

سيكون على المنتهكة حقوقهم في مصر أن يظلوا رهن تلك النظرة الرئاسية لحقوقهم وإنسانيتهم، ما بقي حاكم البلاد ناظرًا إليهم بغير ما ينظر سائر الحكام لشعوبهم .

الدكتور جونتر مولاك، الدبلوماسي الألماني السابق، رأى أن وسام القديس سان جورج وسام خاص تقدمه دار أوبرا دريسدن وليس وسامًا رسميًّا، وقد حصل عليه في السابق الرئيس الروسي بوتين وعدد من الأشخاص الآخرين، لكن تقديم الوسام للسيسي أصاب المجتمع الألماني بصدمة كبيرة.

وأضاف مولاك، في مداخلة عبر الأقمار الصناعية لبرنامج الحصاد على قناة الجزيرة، أن السيسي أتى بانقلاب عسكري في مصر، وهناك عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون، وبعد المقاطعة الكبيرة لدار أوبرا دريسدن من قبل شخصيات عامة ومسئولين ألمانيين تراجعت الدار عن منح الوسام للسيسي.

وأوضح أن تبرير أوبرا دريسدن منح الجائزة للسيسي بدعوى أنه يحافظ على الاستقرار والسلام في شمال إفريقيا لا أساس له من الصحة، إذا نظرنا إلى دور مصر في ليبيا والمنطقة وعدد السجناء في المعتقلات وانعدام حرية التعبير وحملات القمع والتخويف للمعارضة.

وانتقد مولاك تصريح السيسي السابق والذي قال فيه: “لدينا إنسانيتنا ولدينا قيمنا ولدينا أخلاقياتنا ولديكم إنسانيتكم ولديكم أخلاقياتكم”، مضيفا أن كل الدول أعضاء في الأمم المتحدة وهناك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكل الدول التي تنضوي تحت عباءة الأمم المتحدة يجب أن تحترم هذه القوانين.