من أديس أبابا انطلقت القمة السنوية للاتحاد الإفريقي بمشاركة رؤساء وحكومات 55 دولة رافعة هذه المرة شعار إسكات البنادق وخلق الظروف المواتية لتنمية إفريقيا .
القمة التي تتواصل أعمالها على مدار يومين تقدم فيها مصر، رئيس الدورة المنقضية، كشف حساب بإسهاماتها خلال الفترة الماضية وتعد فيها الرئاسة الجديدة بأعمالها المستهدفة.
رسم فيها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي “موسى فقيه” ملامح وأبعاد هذا الدور وهذه الفترة لهذه القارة السمراء من الساحل وحتى الصومال، واعتبر فقيه أن الوقت الذي مر منذ عام 2013 كشف لأبناء هذه القارة عن مدى تعقيد المشكلات الأمنية والسياسية أكثر مما أتاح لاستقرار في هذه القارة السمراء.
لا نعرف بالضبط ماذا يقصد رئيس المفوضية عندما تحدث بالطبع، هل كان يقصد تحديدًا صيف 2013 حين عادت عقارب الساعة إلى الوراء وعادت معها تجارب الانقلابات إلى القارة السمراء انطلاقا من القاهرة؟ أم يقصد أن دعاية مواجهة الإرهاب في عمومها ليست إلا ستارًا لإرهاب الشعوب بدلا من تحقيق الاستقرار.
المهم أننا كمصريين لا نختلف أبدًا في مواقفنا وتطلعاتنا لهذا الجوار الإفريقي، “كنا عونا للأشقاء الليبيين فلم نحرض على الحكومة الشرعية ولم ندعم محاولة الانقلاب عليها تواصينا خيرا بالشقيق السوداني في محنته ووقفنا أمام مشروع صفقة القرن”، هذا ما يحلم به كل مصري في خطاب كشف حساب القاهرة عن جهودها خلال الدورة المنقضية لكن الحساب الذي جاء به قائد جيل الانقلابات الجديد في القارة الإفريقية لم يكن فيه غير النقيض من كل هذه الأعمال بعيدا عن خطابه الدبلوماسي.
فبدلا من بذل الجهود لتسوية النزاع الليبي الليبي، باتت القاهرة متهمة بالانحياز لطرف جنرال الحرب خليفة حفتر بشكل واضح، وبدلا من دعم جهود الاتحاد لتأمين انتقال سلمي في السودان أعقاب الثورة تكفلت القاهرة بتعبيد الطريق أمام عسكرها لتامين أهداف الثورة لتأتي صفعة القرن متوجهة لعام التنكر لمبادئ الاتحاد وليجعل السيسي من دعاية العودة إلى إفريقيا سبيلا لتكريس القوة العسكرية، بدلًا من تعزيز قيم العدالة والديمقراطية.
اكتمل اليوم الأحد، 9 فبراير، عامٌ كاملٌ على تسلم عبد الفتاح السيسي لرئاسة الاتحاد الإفريقي، وبات الحديث عن إسهام مصر في هذه الدورة المنقضية محور اهتمام وسائل الإعلام سلبا وإيجابا في قضايا القارة السمراء، فيما تتصدر أعمال القمة الإفريقية والمنعقدة اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ملفات شديدة الحساسية بالنسبة لمصر ويبدو على رأسها الملف الليبي الذي طالما اشتكى الاتحاد الإفريقي من تهميش دوره فيه، لا سيما مع تعثر تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين وعودة دول جوار ليبيا مرة أخرى لترمي بثقلها في هذا الملف الشائك، كما تحضر أيضا صفقة القرن والرفض الشديد من جانب الاتحاد لبنودها حسبما أعلن رئيس المفوضية موسى فقيه من قبل.
قناة “مكملين” ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم”، كشف حساب القاهرة في رئاسة الاتحاد الإفريقي ووقائع القمة الإفريقية الثالثة والثلاثين.
وقال جلال سلمي، الباحث في العلاقات الدولية، إن طرح مصر الملف الليبي خلال قمة الاتحاد الإفريقي في غياب المسئول الأول عنه وهو فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية، يعد محاولة من القاهرة لإثبات أنها الدولة الإقليمية القادرة على إدارة الملف الليبي بشكل أساسي .
وأضاف سلمي أن مصر تحاول أن تصدر نفسها حتى كبديل لحكومة طرابلس، رغم وجود شقاق بين حكومة الوفاق ونظام عبد الفتاح السيسي الذي يعترف دبلوماسيا بحكومة الوفاق، ويرفضها عرفيا، وانطلاقا من هذه الرؤية حاولت القاهرة الركون إلى دول الاتحاد الإفريقي لتثبت أنها بوابة الحل في ليبيا.
وأوضح سلمي أن الدور المصري في ليبيا إلى تراجع، مستبعدا نجاح الاتحاد الإفريقي في إيجاد حل للأزمة الليبية؛ نظرا لافتقاده القوة والتأثير على المستوى الدولي واقتصاره على التوفيق بين الأعضاء داخل الاتحاد.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/147854179540113/
بدوره قال علي الخضاري، الباحث في العلاقات الدولية، إن الاتحاد الإفريقي لا يختلف كثيرا في تأثيره على صناعة القرار على المستوى الدولي عن الجامعة العربية، فكلاهما لا تأثير ولا وزن له في القضايا المصيرية التي تهم الدول الإفريقية والعربية.
وأضاف الخضاري أن الملف الليبي بيد القوى الدولية الفاعلة في ليبيا، ومن حضروا مؤتمر برلين غالبيتهم يدعمون مليشيات حفر والجزء الآخر يدعم حكومة الوفاق الليبية، مضيفا أن حضور الملف الليبي على أهميته على مستوى الاتحاد الإفريقي يأتي متأخرا جدا؛ لأن الاتحاد الإفريقي يعقد قمته سنويًّا والأزمة في ليبيا مشتعلة منذ عام 2014 ولم يحظ بهذه الأهمية.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/608356523065215/