قال المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستخدم جميع أسلحته وكذلك قواه الناعمة لتحقيق الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ويريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد.
وأضاف المؤشر، في تقريره، أن أردوغان لم ولن يتوانى عن إحياء حلمه باستخدام كافة القوى السياسية أو الدينية أو حتى عبر القوى الناعمة عن طريق الأعمال الثقافية والفنية، وخير دليل على ذلك مسلسل “وادي الذئاب” ومسلسل “قيامة أرطغرل”، حيث أكد الرئيس التركي أنه رد مهم على أولئك الذين يستخفون بقدرات تركيا وشعبها.
وتحدَّث تقرير دار الإفتاء المصرية بإسهاب عما وصفه بتوظيف أردوغان للخطب الإفتائي في الداخل التركي، ليكون مؤيدًا لأعمال أردوغان التوسعية، وما يجنيه من مكاسب مادية وسياسية.
الكاتب الصحفي جمال سلطان رأى أن دار الإفتاء، منذ أواخر عهد مبارك، بدأت تتشكل داخلها إدارات من شخصيات لا صلة لها بالعلوم الشرعية والفتوى، بل لها طابع إعلامي وسياسي، وتتعامل مباشرة مع أجهزة أمنية سيادية، وتم تشكيل بعض الإدارات والقطاعات بلافتات مختلفة مثل المؤشر العالمي للفتوى .
وقال سلطان، في مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، إن هذه الإدارات والمكاتب التي تم اختراق دار الفتوى بها، أساءت كثيرا إلى الدار التي كانت إلى عهد قريب تتمتع بالهيبة، أما الآن فأصبحت الدار تتحدث في الأفلام والمسلسلات التركية أو قضايا أمنية واستخباراتية أو التدخل التركي في ليبيا .
وأضاف سلطان أن هذه الأمور حولت دار الإفتاء إلى مسخرة ومنبر دعائي فج، أقرب ما يكون إلى هيئة الاستعلامات المصرية أو مكتب ملحق للجهاز الإعلامي للدولة .
بدوره رأى الناقد الفني حسام الغمري أن الفن من أهم وسائل القوى الناعمة، ومدينة هوليود أثّرت على العالم كله، وجعلت العالم يفضل أسلوب حياة البطل الأمريكي الذي يأكل الهمبرجر ويشرب المياه الغازية، مضيفا أن أمريكا استطاعت تفكيك الاتحاد السوفيتي دون إطلاق صاروخ واحد، بأن جعلت المواطن الروسي يتمنى العيش على الطريقة الأمريكية.
وأضاف الغمري، في مداخلة هاتفية لبرنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أنه يحق لكل دولة تأكيد قوتها الناعمة، لكن من السخيف تسييس مؤسسة دينية لاستصدار فتوى ضد عمل فني.
وأوضح الغمري أن المضامين التي يؤكدها مسلسل أرطغرل هي قيم النخوة والرجولة وحماية الأوطان ومكافحة أعداء الأمة والخونة، وهذه المضامين تزعج مؤسسات تحاول تمرير صفقة القرن وطمس هوية الشعوب .
من جانبه قال الدكتور محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف سابقا، إن المؤسسة الدينية في مصر تضم مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، وجميع هذه الهيئات بها ضباط من أمن الدولة، بالإضافة إلى عدد من اللواءات على المعاش من المخابرات العامة والحربية، وهؤلاء تم الاستغناء عنهم بعد ثورة يناير.
وأضاف الصغير أن دار الإفتاء التي كانت فتاواها تؤخذ كرسائل للماجستير والدكتوراه، وصل بها الانحدار إلى التعليق على بعض المسلسلات التركية، ورغم أن هناك عددًا كبيرًا من المسلسلات التركية هابطة ومزيفة، إلا أن دار الإفتاء لم تنبرِ للحديث عنها، وإنما تحدثت عن المسلسلات التاريخية فقط، وليتها ذكرت عيوبًا في النسق التاريخي أو سرد الوقائع التاريخية أو عابت على مشاهد عري أو أشياء من ذلك، بل كانت السياسة تنضح في البيان من الألف إلى الياء.
وأوضح الصغير أن بيان الإفتاء مخابراتي بامتياز، ودار الإفتاء بَصَمَت عليه فقط، مطالبًا دار الإفتاء بإصدار فتوى حول ما تقدمه قنوات الجيش والمخابرات .
وأشار الصغير إلى أن تطرق الإفتاء إلى المسلسلات التركية نوع من المكايدة السياسية؛ بسبب موقف الرئيس رجب طيب أردوغان من الانقلاب العسكري، مضيفا أن المؤسسات الدينية في مصر مختطفة من قبل الجهات السيادية ومباحث أمن الدولة .