ذكرت مصادر أمنية أن قوات أمن الانقلاب قتلت 17 مواطنا داخل أحد المساكن بحي الزهور بمدينة العريش شمال سيناء.
وزعمت المصادر وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات مكافحة الإرهاب عناصر جهاز الأمن الوطني وبين القتلى، في المقابل أكدت مصادر صحفية عدم العثور على أي أورق ثبوتية للضحايا، موضحة أنه تم نقل جثثهم إلى مستشفيات الإسماعيلية لتحديد هويتهم.
من جانبها، أكدت مصادر قبلية أن قوات الأمن عادة ما تلجأ لاغتيال عدد من المختفين قسريًّا في أعقاب أي هجوم تتعرض له الأكمنة والارتكازات العسكرية في سيناء.
وفي السياق ذاته أعلن تنظيم ولاية سيناء المسئولية عن قتل 8 عسكريين بينهم ضابطان وإصابة 7 آخرين في هجوم على كمين زلزال 15 بمدينة الشيخ زويد بسيناء، وكشف التنظيم في بيان بثه عبر الإنترنت عن أن 4 من مسلحيه اقتحموا الموقع العسكري، واشتبكوا مع الجنود فيه بمختلف الأسلحة قبل أن يقتل المهاجمون في الهجوم نفسه.
يشار إلى أن إجمالي القتلى من الجيش خلال الأسبوع الماضي فقط وصل إلى أكثر من 17 عسكريًّا.
وعلى مدار أسبوع شنَّ تنظيم ولاية سيناء عددًا من الهجمات على قوات الجيش في سيناء، موقعًا العشرات ما بين قتيل وجريح، وهي الهجمات التي لم تتوقف مع الزيارة المفاجئة لرئيس أركان الجيش إلى سيناء في الذكرى الثانية لإطلاق العملية الشاملة.
ولم تكد تمر ساعات قليلة على الزيارة العاجلة والمفاجئة لرئيس أركان الجيش إلى سيناء متفقدًا عددًا من الأكمنة والارتكازات الأمنية هناك حتى عادت هجمات تنظيم ولاية سيناء من جديد موقعة عدد من عناصر الجيش ما بين قتيل وجريح.
الهجوم الأخير بحسب مصادر قبلية وطبية تمثل باقتحام كمين زلزال في منطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد شمالي سيناء؛ ما أدى إلى مقتل 7 من عناصر الجيش بينهم ضابطان فيما تتوقع ذات المصادر ارتفاع أعداد القتلى عقب تدمير الكمين بشكل كبير.
المتحدث العسكري تامر الرفاعي أطلق عبر صفحته على “فيس بوك” بيانًا أعلن من خلاله إفشال الهجوم وتدمير عربة دفع رباعي يستخدمها المسلحون إلى جانب تصفية 10 أفراد، دون الكشف عن أسمائهم أو صورهم، بيد أنه واستنادًا إلى وقائع وتسريبات سابقة تؤكد مصادر حقوقية أن من يقصدهم المتحدث العسكري هم من المختفين قسريًّا.
استهداف منطقة الجورة جاء استكمالاً لعدد من الهجمات بدأها التنظيم منتصف الأسبوع بعد فترة من السكون؛ حيث قتل 3 عسكريين بينهم ضابط وأصيب آخرون في منطقة الشيحي جنوب مدينة العريش، تبعه بساعات هجوم آخر استهدف مدرعة للجيش جنوب الشيخ زويد ليوقع 7 آخرين من عناصر الجيش.
بالنظر إلى توقيت تلك الهجمات فإنها تأتي في الذكرى الثانية لإطلاق العملية الشاملة في سيناء والتي تحدث السيسي وأركان حكمه مرارًا عن تحقيق كامل أهدافها، فيما تشير الوقائع أن أبناء مصر أدخلوا إلى مستنقع من الدماء في سيناء وأن النزيف سيستمر باستمرار حكم الجنرال.
بدوره، قال الباحث الأمني أحمد فريد مولانا: إن الإعلان عن تصفية مواطنين شاركوا في تنفيذ عمليات ضد الجيش في سيناء هو نمط تعتمده المؤسسة العسكرية خلال السنوات الأخيرة؛ بهدف إعطاء تطمينات للمجتمع بأن الجيش نجح في التصدي لمثل هذه الهجمات والقضاء على منفذيها.
وأضاف مولانا، في مداخلة هاتفية لقناة “مكملين”، أن كل المؤشرات والقرائن تؤكد أن هذا الكلام ليس صحيحًا، بدليل أن الجماعة التي تبنت الحادث أعلنت أن عدد المنفذين كانوا 4 وأنهم قتلوا جميعًا في الهجوم، وهو ما يجعل حديث المتحدث العسكري عن مقتل 10 عناصر خلال الهجوم أو تصفية 17 آخرين اليوم شاركوا في الهجوم كلام عار تمامًا عن الصحة وله أهداف سياسية.
وأوضح مولانا أن المسلحين في سيناء يخوضون حرب عصابات من قوات الجيش ولا يتمركزون في أماكن معينة ولا يخوضون حربًا نظامية وهم يتشكلون من مجموعات لها قيادة مركزية تقودها وعندما تتعرض هذه المجموعات لهجمات مضادة يكون عدد الضحايا محدودًا.
وأشار مولانا إلى أن تصنيف الجيش المصري في المركز التاسع عالميًّا يتعلق بالحروب المنظمة وتسليحه وتعداده وقدرته على خوض حرب نظامية، مضيفًا أن القوات المسلحة لجأت إلى تأسيس عدد من الوحدات التي تعمل وفق نمط الحروب غير المتماثلة لكن اتساع مساحة سيناء يعطي الأفضلية للمسلحين في التخفي ومباغتة قوات الجيش.
ولفت إلى أن تأخر وصول الدعم للكمائن التي تتعرض لهجوم يرجع إلى أن قوات الدعم سبق وتعرضت لكمائن خلال توجهها للمساندة من قبل المسلحين وهو ما حدث خلال الاعتداء على كمين كرم القواديس في 2014 حينما استهدف المسلحون قوات الدعم وأصيب خلالها قائد عمليات الجيش الثاني اللواء خالد توفيق وهو ما جعل القوات تتخوف في تقديم الدعم خوفا من الوقوع في كمائن.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/257370288584924/