القوات الأمريكية ستغادر سيناء.. والسيسي بأقوى حالات التنسيق مع الصهاينة

- ‎فيتقارير

لعل الصهاينة على ثقة بأن السيسي لن يترك الاحتلال وقادته يحتارون مع الوضع في غزة أو سيناء، فرغم المحاولات الحثيثة لإخلاء القوات الدولية المتواجدة بسيناء- وعلى رأسها القوات الأمريكية- من مواقعها بسيناء، وتقليل أعدادها ضمن استراتيجية تتبعها الولايات المتحدة أخيرا على مستوى عدة أماكن بالمنطقة، إلا أن رغبة متبادلة بين الصهاينة والسيسي في الاحتفاظ بالتحالف الأمني على أعلى المستويات بسيناء.

الضابط الصهيوني السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، يوني بن مناحيم، قال إن “إسرائيل” ومصر تزيدان التنسيق الأمني في سيناء.

وأضاف الضابط والخبير أيضًا في الشئون العربية، أن “إسرائيل ومصر تبديان قلقهما المشترك من إخلاء متوقع للقوات الأمريكية في سيناء، العاملة ضمن القوات الدولية في شبه الجزيرة؛ لأنهما تخشيان أن تكون هذه الخطوة مقدمة لدول أخرى قد تُخلي قواتها العاملة هناك، ما قد يعزز المنظمات المسلحة في سيناء”.

هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الإدارة الأمريكية أمام الكونجرس عن إمكانية إلغاء أو تقليص مشاركتها العسكرية في القوات الدولية العاملة في سيناء، بعد 38 سنة من العمل مع الاحتلال ومصر، وقد تم إبلاغ الاحتلال بهذا التطور.

وادّعى الضابط أن “قرار القوات الأمريكية بتقليص أو بإخلاء تواجدها هو السبب في قرار الجيش المصري الأخير إقامة جدار أمني على طول الحدود مع قطاع غزة بطول 14 كم، من أجل إحباط مرور مسلحين من قطاع غزة لسيناء، والانضمام لتنظيم الدولة، مع أن هذه الظاهرة تزايدت في الأشهر الأخيرة، ما دفع مصر لاتخاذ هذا القرار”.

مراحل متقدمة

وقال مناحيم: “التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل في سيناء يشهد مستويات ومراحل متقدمة جدا، ويعتبر الأقوى منذ سنوات وعقود طويلة، فكلتاهما تعمل ضد حماس وداعش (الدولة الإسلامية)”. مضيفًا أن “مسئولين في تل أبيب يقولون إن الدولتين طلبتا من الولايات المتحدة الامتناع عن أي خطوة من شأنها إخلاء أو تقليص قواتها في شبه جزيرة سيناء”.

وتابع: “الجيش المصري نفذ جملة من الخطوات في شمال سيناء لتقليص مخاطر المنظمات المسلحة، وأقام منطقة عازلة كبيرة على حدود قطاع غزة، وهدم منازل المصريين في رفح المصرية، وعمل على إجلاء الآلاف منهم من المنطقة، وتأمل تل أبيب والقاهرة أن تنجح ضغوطهما في إثناء واشنطن عن تنفيذ هذه الخطوة المقلقة لهما”.

حماية الاتفاق

ومما يبعث على الاهتمام أن الأمريكان أبلغوا الجانب الصهيوني برغبتهم في تقليل أعداد الجنود الأمريكيين في سيناء، في الوقت الذي لم يفصح الجانب المصري إن كانت الدفاع الأمريكية أو الخارجية أبلغتهم بهذا الأمر من عدمه.

في الوقت الذي تحتفظ فيه الولايات المتحدة بقوة عسكرية في سيناء قوامها 450 جنديا، تم تقليص عددها بعد أن كانت في البداية 700 جندي، ومهمتها الإشراف على تنفيذ الملاحق العسكرية والأمنية لاتفاق السلام بينهما عام 1979.

وتبقى مهمة القوات الأمريكية في سيناء مركزة على عمل القوات المصرية على طول الحدود مع قطاع غزة، وكذلك في القطاع القصير في الجانب من فلسطين المحتلة، حتى إن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر قال للجنة عسكرية في مجلس النواب إن الإدارة تبحث مدى واقعية ومصداقية بقاء القوات الأمريكية هناك، وهي معنية بتقليص عددها على فترات ومراحل في المستقبل؛ تحسبا لمواجهات مستقبلية مع الصين وروسيا”.

قوة الضربات

ومما يزيد التساؤل أن الضابط الصهيوني قال إن أحد أسباب تقليص القوات الأمريكية يكمن في زيادة تنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء، فيما يواجه الجيش المصري صعوبة بالقضاء على الجماعات المسلحة، وعلى رأسها ولاية سيناء التي تتركز في شمال شبه الجزيرة، وتعمل بصورة موجهة ضد الجيش المصري بعمليات يومية.

في الوقت الذي نقلت القوات الدولية مقر قيادتها من منطقة العريش إلى شرم الشيخ، كخطوة ضرورية للحيلولة دون تعرضها لهجمات من الجماعات المسلحة، وإلغاء الدوريات على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، بل إن هذه القوة الدولية في 2016 أخلت مواقعها في شمال ووسط سيناء؛ والتي تمركزت فيها من 1982، خشية استهدافها بعمليات موجهة من جانب المنظمات الإسلامية.

دور ثلاثي

من جانبه قال المحلل الفلسطيني عدنان أبو عامر، في تحليل بعنوان “تقييم إسرائيلي للسياسة المصرية وتحالفاتها الخارجية”: إنه “عند الحديث عن الدور المصري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمن الواضح أنه تقلص في السنوات الأخيرة ليصبح عبارة عن مشاورات مكوكية حول تحقيق تهدئة بين حماس و”إسرائيل”.

وأشار إلى الإمارات محور التنسيق الأمني في سيناء، كاشفًا عن أن “طياري محمد بن زايد شركاء في معركة السيسي ضد المجموعات المسلحة في سيناء، ومن المتوقع أن تكون إسرائيل أيضا شريكة لهما في هذه الحرب، بحيث أصبح هذا الحلف ثلاثيا؛ تل أبيب والقاهرة وأبو ظبي”.

وأضاف أن “العلاقات الوثيقة بين السيسي ونتنياهو قائمة، والتعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب مستمر، رغم عدم وجود ضمانات تضمن مستقبل علاقات مصر وإسرائيل، لا سيما الاتصالات الأمنية، فالأجيال القادمة المصرية والإسرائيلية لا تحمل إرثا من العلاقات الجيدة يمكن من خلالها تعليمها وتلقينها معاني السلام التي لم تتحقق فعلا بينهما، ليس هناك سلام حقيقي، وإنما آمال من التفاؤل، لأن التاريخ المتبادل بين المصريين والإسرائيليين عبارة عن تاريخ طويل من الحروب”.

وفي تسمية التعاون قال أبو عامر: إن “الجيش الإسرائيلي يواصل تنسيقه الميداني مع الجيشين الثاني والثالث المصريين في سيناء، خشية أن يطلق المسلحون قذائفهم الصاروخية باتجاه إسرائيل، كما أن إسرائيل تواصل الاعتماد على الدور المصري بالتوصل لتهدئة مع حماس”.

واعتبر أن “القراءة الإسرائيلية للأداء السياسي المصري: داخليا وخارجيا، يشير إلى حالة من الاطمئنان النسبي إلى أنه يسير وفق شبكة المصالح الإسرائيلية في خطوطها العامة، قد يقترب أو يبتعد بعض الشيء من التفاصيل الإسرائيلية، لكنه في المسار العام يشكل مصدر راحة لإسرائيل على حدودها الجنوبية”.