كتب سيد توكل:
مسلسل "قيامة أرطغرل" بات حديث كثير من الأسر المصرية، ويعرض الآن على قناتين عربيّتين، وبلغ صداه جميع الدول العربية، ويحمل رسائل ثورية كثيرة طوال حلقاته التي تقطع الأنفاس، وبرأي مراقبين أنه لا بدّ أن يكون لكل مسلسل هدفٌ وغاية.. وهذا المسلسل ليس هدفه عرض شخصيات تاريخية فحسبْ، بل إشعال فتيل الربيع العربي مرة أخرى.
يؤكد مراقبون أن المصريين الذين شاهدوا حلقات المسلسل تأثروا بالخطاب العام الذي يُطرح فيه من قيمٍ دينية واجتماعية كالشهامة والرجولة والحمية للدين والعِرض، وكيفية طرح مفهوم الجهاد وإدارة الدولة والفتوحات، والتوكّل العالي على الله والتسليم له، وبات السؤال الآن ما الهدف من وراء المسلسل؟
مواجهة الظالمين
يتذكر المصريون الدعاء الشهير للشيخ محمد جبريل على الظالمين، وهم أضلاع الانقلاب الذي تم على الرئيس المنتخب محمد مرسي، في يونيو 2013، بينما تمر تركيا حالياً بعدم استقرار أمني إلى حدّ ما والنَّاس يخافون الحرب، والدولة تحاول أن تمرر للناس تقبّلهم لهذه الفكرة من خلال عرض نماذج لشخصيات تاريخية بمثل هذه المواصفات تسعى للقضاء على الظالمين سواء كانوا مغول أم صليبيين، أو جنرالات عسكرية قاموا بانقلاب فاشل.
ويؤكد المراقبون أن الهدف من وراء المسلسل هو تشجيع الناس على الثورة ضد الظلم، وزيادة المشاعر الوطنية والدينية لديهم، لأنه لا يمكن فصل الدين عن المشاعر الوطنية في تركيا، بهذه الطريقة يتم ضمان أصواتهم وإيمانهم بمشاعر الأخوة أكثر.
الدين هو الحياة
وخلاف ما يشاع زورًا حول "التجارة بالدين، دائمًا نرى دور الدين وتصدره للمشهد من أجل أهداف يريدها الحق والعدل، وهذا شكل من أشكال تفعيل الدين (الإسلام) في حياة الناس.
بالإضافة إلى أن تركيا تريد إعدام زعيم الانقلاب الهارب "فتح الله كولن"، وهذا المسلسل يسهّل تقبّل الناس لهذه الفكرة حتى يجعل الشعب متقبّلاً له بكل سهولة.
أمّا فيما يتعلّق بالخطاب الصوفيّ، فيؤكد مراقبون أن هناك عبارات صوفية ليس لها أي علاقة مع ذراع أي طائفة منهم، أردوغان رجل مرتبط بالصوفية وكذلك كل الرجال المقرّبين منه، وهو متعلّق بالنقشبندي منذ شبابه، ويبدو أن القائمين على إخراج المسلسل لديهم التفكير نفسه والتوجُّه وكذلك التصور الديني العام لدى الشعب بالاتجاه نفسه، فالسلفيّة عندنا غير منتشرة بكثرة.
أيضاً لا يمكن إخراج المسلسل في هذا العصر بعيدًا عن الصوفية، ففي مرحلة التأسيس هنالك قصص دينية كثيرة.